تردد أفغاني بين دعم طالبان والنظام بعد رحيل الناتو

في المسجد المتواضع الذي أسس فيه الملا عمر حركة طالبان بجنوب أفغانستان، يتردد سكان البلدة بين دعم متمردي الحركة والحكومة بينما يستعد آخر الجنود الأمريكيين للرحيل، ويبدو أن الكفة تميل لصالح المتمردين

في المسجد المتواضع الذي أسس فيه الملا عمر حركة طالبان بجنوب أفغانستان، يتردد سكان البلدة بين دعم متمردي الحركة والحكومة بينما يستعد آخر الجنود الأمريكيين للرحيل، ويبدو أن الكفة تميل لصالح المتمردين

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



في المسجد المتواضع الذي أسس فيه الملا عمر حركة طالبان بجنوب أفغانستان، يتردد سكان البلدة بين دعم متمردي الحركة والحكومة بينما يستعد آخر الجنود الأمريكيين للرحيل، ويبدو أن الكفة تميل لصالح المتمردين.

وشهدت بلدة سانجسار بمنازلها المصنوعة من طوب الآجر والواقعة عند مخرج قندهار كبرى مدن الجنوب، كغيرها النزاع الدامي بين طالبان وحلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ الغزو الغربي في أواخر 2001.

ولم يكن الملا عمر سوى مقاتل شاب لا رتبة له عندما كان متمركزا في سانجسار لمحاربة السوفيات في ثمانينات القرن الماضي.

ثم قرر أن يقيم فيها مع أسرته في العقد التالي.

ودرس الملا عمر ثم وعظ في هذا المسجد قبل أن يفرض نفسه في فوضى الحرب الأهلية، حيث رحب قسم من السكان المحليين بحركة طالبان على أمل أن تحل الاستقرار في البلاد التي تشهد مواجهات بين مختلف زعماء الحرب.

ولا يزال باسم الله (30 عاما) الذي عين العام الماضي إماما لمسجد سانجسار يتذكر بتأثر مسيرة الملا.

وقال “الملا عمر مقاتل قبل كل شيء. وتحالف مع بعض زعماء الحرب للسيطرة على قندهار في 1994 أي قبل عشرين عاما”.

وشكلت السيطرة على قندهار مقدمة للاستيلاء على العاصمة بعدها بعامين وفرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.

لكن ومع انتهاء المهمة القتالية للحلف الأطلسي التي سيقتصر عدد عناصرها في يناير المقبل على 12500 جندي لهم دور داعم، مقابل 140 ألف عنصر في 2010، يتوقع البعض استيلاء طالبان على السلطة مجددا.

وأكد باسم الله في المسجد المحاط بمقبرة “نحن سعداء لرحيل الأميركيين. لكنهم سلموا المسؤولية للشرطة المحلية وهي تسبب لنا المتاعب، فالشرطيون يطالبون بالطعام والرشوة ويتخذون مواقف في الخلافات القبلية، كما أنهم يتقاتلون فيما بينهم أحيانا”.

ويمتنع الإمام عن الاختيار بين الحكومة وطالبان ويقول “سنرى من سيكون الأقوى، ولا يهمنا من يفوز فمطالبنا واضحة: كتب وأقلام للمدرسة ومكبر للصوت من أجل المسجد”.

وبدورها أوضحت بيتي دام الصحفية التي شاركت في إعداد ملف وثائقي أخيرا حول حياة الملا عمر، أن سانجسار هي “أحد أهم الأماكن في حياة الملا عمر”.

وأضافت “ربما لم يعد يقيم هناك لكن حركته هنا ولو موزعة، كل قرية فيها على الأقل شخص يحركه الجهاد أو المال أو المخدرات أو معارضة الولايات المتحدة أو الحكومة ويمكن أن ينضم لحركة طالبان”.

ومن جانبه، اعتبر صمد خان وهو مزارع في الثالثة والثلاثين “عندما تتوقف الولايات المتحدة عن تقديم أسلحة ونقود للقوات الأفغانية، ستستعيد طالبان السيطرة على المنطقة”.

أما عبدالله وهو تاجر صغير في بلدة باشمول المجاورة فقال إنه لا يعلق أي آمال على الشرطة والجيش الأفغانيين بسبب فسادهما وعدم حرفيتهما.

وأضاف “لذلك الناس هنا يدعمون طالبان وليس لدي مشكلة مع ذلك. فقد حكموا لمدة طويلة هنا ويمكن أن يعودوا”.

وعلى مشارف سانجسار، روى شهود أن جثث ضحايا المواجهات بقيت تتحلل في العراء بسبب خوف الأسر من الذهاب لإحضارها.

ولا تبشر المواجهات العنيفة في مايواند المجاورة بخير للقوات الحكومية.

وقال مالك دين محمد أحد زعماء عشائر مايواند “من جهة، الحكومة لا تتمتع بالقوة الكافية للسيطرة على الوضع، وفي المقابل السكان لديهم ذكريات سيئة عن طالبان. على السلطات تقديم ما يكفي من الدعم للسكان لإقناعهم بأن المستقبل ليس مع طالبان”.