العالم

3 أزمات تصدم النظام الإيراني

ضغوط دولية وكوارث داخلية وغضب شعبي متزايد يحاصر الملالي ويهدد بقاءه اغتيالات قادة الحرس الثوري يكشف ضعف المخابرات واختراق الأمن الوطني القمع سلاح رئيسي لمواجهة الاحتجاجات المستمرة والهتافات المعادية بالشارع المحادثات النووية وصلت إلى طريق مسدود بعد الإصرار على تحقيق مكاسب

إيرانيون يحتجون على الغلاء والفساد
3 أزمات من العيار الثقيل تواجه نظام الملالي المتورط في أعمال إرهابية حول العالم، وفيما تشتد الضغوط الدولية حوله بسبب استمرار مغامراته النووية، وتهريب السلاح والصواريخ الباليستية لزيادة الدمار في المنطقة، يواجه المرشد علي خامنئي والرئيس الذي نصبه إبراهيم رئيسي مشاكل داخلية لا تتوقف.

ويؤكد مجلس العلاقات الخارجية أن إيران تواجه ثلاثة تحديات رئيسة بعد مرور عام على انتخاب إبراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية، حيث تصارع إيران الاقتصاد الضعيف والفاشل، والدبلوماسية المتوقفة بشأن الاتفاق النووي، وعودة التهديدات الأمنية على شكل اغتيالات مستهدفة.

01 احتجاجات وغلاء أسعار

تقوم إدارة رئيسي بما تسميه «الجراحة الاقتصادية» للتعامل مع عجز في الميزانية الذي يبلغ عشرات المليارات من الدولارات مع تضخم سنوي يصل إلى 40%. هذا الجهد لا يهدف فقط إلى التعامل مع المشاكل الاقتصادية الحالية المدفوعة جزئيا بالعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية.

إنها محاولة لمعالجة مشكلة الدعم التي ابتليت بالاقتصاد الإيراني لعقود، تعد إيران لا تدعم الدولة المواد الغذائية الأساسية فحسب بل تدعم قطاعات مهمة مثل الرعاية الصحية والتعليم.

ويبدو أن رئيسي عازم على التحرك على هذه الجبهة، وخفض الدعم على منتجات مثل القمح والدقيق حتى وسط نقص الحبوب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، أصرت إدارة رئيسي منذ البداية على أنها لن تنتظر إحياء اتفاق نووي لمعالجة أوجه القصور الاقتصادية.

كان ثمن القيام بذلك هو الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، حيث ارتفعت تكلفة كيلو الطحين في بعض الأماكن ستة أضعاف. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب. كما يحدث غالبا في إيران، تتحول المظالم الاقتصادية إلى سياسية بسرعة كبيرة وتردد أصداء هتافات «الموت لخامنئي» في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي و»الموت لرئيسي».

تبدو الحكومة واثقة من أن قواتها الأمنية قادرة على التعامل مع هذه الاحتجاجات وكانت قاسية في قمعها. حتى الآن، كانت هذه الاستراتيجية فعالة، ولكن كلما قلص رئيسي الدعم الذي تقدمه إيران، زاد خطر خروج المظاهرات عن السيطرة.

02 فشل المحادثات النووية

لا تزال محاولة إحياء الاتفاق النووي، خطة العمل الشاملة المشتركة في طريق مسدود، على الرغم من أن جميع الأطراف قد أبلغت عن إحراز تقدم في القضايا النووية والعقوبات الحاسمة، إلا أن إدراج الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية يبدو مستعصيا على الحل.

لا يبدو أن إيران ولا الولايات المتحدة على استعداد للتزحزح بشأن هذه القضية، حيث تصر الولايات المتحدة على أن التصنيف خارج شروط الصفقة، بينما تؤكد إيران أن التعيين تم إجراؤه من قبل إدارة دونالد ترامب للضغط على إيران على الجبهة النووية ووبالتالي يجب أن تكون إزالته جزءا من حزمة الإغاثة.

في غضون ذلك، وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة، انتقادات حادة بشكل غير عادي لإيران لعدم تعاونها بشأن التطورات في برنامجها النووي. تدعي الوكالة أن إيران لم تقدم بعد إجابات واضحة على الأسئلة المتعلقة بآثار اليورانيوم المخصب التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع مختلفة. ونفت إيران الاتهامات ووصفتها بأنها افتراءات.

بالنظر إلى عدم تعاون إيران، قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قرارا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوجه اللوم إلى إيران. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى إطالة حالة الجمود. أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة حادة في إمدادات إيران من اليورانيوم المخصب، مما جعلها أقرب إلى القدرة على صنع قنبلة نووية. يقول بعض خبراء الحد من التسلح إن إيران على بعد أشهر فقط من هذه القدرة.

03 الاغتيالات المستهدفة

في 22 مايو قتل العقيد حسن صياد خدعي، ضابط في الحرس الثوري الإيراني، خارج مكتبه على أيدي مسلحين على متن دراجة نارية.

وجهت السلطات الإيرانية أصابع الاتهام إلى إسرائيل، التي يعتقد أنها نفذت مثل هذه العمليات ضد علماء إيران النوويين في الماضي. كما انخرطت إيران وإسرائيل في صراعات عسكرية مباشرة في سوريا، حيث تصر إسرائيل على منع إيران من بناء منشآت عسكرية دائمة.

إذا كانت إسرائيل وراء ذلك، فإن مقتل العقيد سيكون المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مسؤولا إيرانيا في طهران لا علاقة له بالبرنامج النووي.

ويقال إن العقيد شارك في عمليات ضد إسرائيل مع صلات بمسلحين فلسطينيين. يعد هذا تصعيدا خطيرا محتملا، حيث يمكن أن تخبر إسرائيل إيران بأن علاقاتها مع المنظمات الإرهابية المختلفة هي أساس لعمليات القتل المستهدف لمسؤوليها.

وتمثل الاغتيالات المتتالية ضربة قوية لنظام الملالي، حيث تكشف هشاشته من الداخل والاختراق الأمني في الداخل، وتعري ادعاءات القوة التي يستعرضها بين الحين والآخر.

كان نهج حكومة رئيسي هو الاعتماد على الأجهزة الأمنية للتعامل مع الاحتجاجات المحلية.

و يبدو أن النظام واثق من أن الاضطرابات الداخلية والدبلوماسية التي يواجهها لا تزال تحت السيطرة وبأنه قادر على تحمل الاعتماد على القمع.