العالم

مواقف عدائية فضحت نوايا الحكومات اللبنانية

وزير الخارجية: هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني تقلقنا انحياز قرداحي الفاضح أنساه صواريخ وطائرات الحوثي تجاه المدنيين 250 مليون دولار سنويا خسرها لبنان بسبب الإساءات المتكررة للمملكة شبكة حزب الله الإجرامية تهرب المخدرات للخليج والعالم لتمويل عملياتها 4.5 مليارات دولار حجم التحويلات المالية للبنانيين من دول الخليج سنويا حكومة ميقاتي اكتفت بتصريحات إنشائية ولم تتخذ أي خطوات عملية

مخدرات لبنانية تم ضبطها قبل تهريبها للخليج (مكة)
فيما أرجع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأزمة الحالية مع لبنان إلى هيمنة وكلاء إيران على مقاليد الأمور في بلد يعيش عزلة عربية، فضحت المواقف العدائية المتكررة نوايا الحكومات اللبنانية المتتالية تجاه السعودية ودول الخليج.

وجسدت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي انحيازه الكامل للجانب الإيراني والميليشيات الحوثية الإرهابية التي نشرت الخراب والدمار في اليمن، وأرسلت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة إلى المدنيين الآمنين في المملكة.

وتستعرض «مكة» المواقف العدائية المتكررة للطبقة الحاكمة في لبنان التي أدت إلى العزلة العربية، وقادت المملكة ودول الخليج لاتخاذ إجراءات حازمة لوقف التجاوزات المستمرة للبنان على الجانب الرسمي، ومواجهة تمدد ميليشيات طهران في المنطقة.

أزمة هيمنة

رفض وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أن تكون أزمة مع لبنان، واعتبرها «أزمة في لبنان»، بسبب هيمنة وكلاء إيران، مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي.

وأضاف في تصريحات لقناة العربية الإخبارية، أن «هيمنة ‏حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى»، مؤكدا أن المملكة «لا تتدخل في لبنان ولا تملي عليه شيئا».

وشدد على أن المملكة ستدعم أي جهود نحو إصلاح شامل يعيد إلى لبنان مكانته في العالم العربي، لافتا إلى أن الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين بشأن لبنان.

انحياز فاضح

وجسدت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي العداء اللبناني على الصعيد الرسمي، وحملت لهجة عدائية وأظهرت عدم احترامه للعلاقات التاريخية بين المملكة ولبنان وشعبيهما الشقيقين، ومثلت انحيازا مفضوحا منه تجاه الأجندة الإيرانية المعادية للمملكة.

وعكست محاولات قرداحي اليائسة لتبرير تصريحاته المسيئة للمملكة ومحاولة التذاكي بتقديم أعذار واهية؛ ضعف موقفه الذي شكّل انحيازا فاضحا لإيران ووكلائهم الحوثيين ليس ضد المملكة والإمارات فقط بل ضد اليمنيين الشرفاء الذين عانوا ويعانون من سطوة ميليشيات الإرهاب الحوثية.وتجاهل وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الحقائق التي يعرفها العالم أجمع من أن الحوثيين ميليشيات انقلبت على الشرعية، ورفضت الالتزام بالقرارات الدولية، واستمرت في التصعيد العسكري وانتهاك حقوق الإنسان، وتجاهل حقيقة إطلاق ميليشيات الحوثي الصواريخ والطائرات المسيرة من داخل الأراضي اليمنية تجاه الأهداف المدنية في المملكة بطريقة عبثية وعشوائية.

تهريب المخدرات

ولا تقتصر الإشكالات والتحديات في الملف اللبناني على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ولكنها تشمل عددا من الملفات مثل تهريب المخدرات للمملكة، وتقديم حزب الله التدريب للإرهابيين من الميليشيات الحوثية، وكذلك في عدد من دول العالم بهدف زعزعة استقرارها.

ووفقا لتقارير رسمية، تدير ميليشيات حزب الله شبكة إجرامية متخصصة في زراعة وتصنيع وإنتاج وتجارة المخدرات وتهريبها إلى المملكة ودول الخليج وغيرها من الدول، لتمويل عملياتها الإرهابية وتدخلاتها المسلحة في دول الجوار، وبناء ترسانتها الضخمة من الأسلحة.وعجزت الحكومة اللبنانية عن اتخاذ قرارات حازمة تجاه مطالبات المملكة ليس فقط فيما يتعلق بقرداحي ولكن أيضا فيما يخص وقف تصدير المخدرات، وكذلك عدم معاقبة المتورطين في جرائم التهريب، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.

كذب وافتراء

وجاء البيان السعودي الرسمي ليمثل رسالة واضحة وصريحة تجاه التجاوزات المتكررة، وحتى يؤكد أن تصريحات قرداحي تمثل حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها؛ وما تتضمنه هذه التصريحات من افتراءات وقلب للحقائق وتزييفها.

ولم تتخذ الحكومة اللبنانية بقيادة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، أي قرار عملي يعكس حرصها أو اهتمامها بالمحافظة على علاقات إيجابية مع المملكة ودول الخليج، وعدم رضاها عن تصريحات قرداحي - المتحدث الرسمي باسمها - التي تعكس بشكل جلي عداءه للمملكة ودول الخليج ودعمه للأجندة الإيرانية، حيث اكتفت بتصريحات إنشائية ليس لها أي أثر ملموس.

من المسؤول؟

ويرى مراقبون أن الشعب اللبناني وحده سيدفع ثمن تصرفات النخبة السياسية المنحازة، حيث تتحمل الحكومة اللبنانية وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأمور مع المملكة، ومن ذلك خسارة قيمة صادراتها السنوية إلى السعودية، والتي تتجاوز قيمتها 250 مليون دولار سنويا، حيث كان بالإمكان تفاديها بقرارات شجاعة وحاسمة تجاه أي إساءة.

وبات الشعب اللبناني المتضرر الأول من سياسات حكومته الداخلية والخارجية، ومن اختطاف ميليشيات حزب الله لقرار هذه الحكومة وسياساتها الخارجية، وتوجيهها إلى الخط المعادي للمملكة.

وأكدت السعودية مرارا حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين على أراضيها، الذين تعتبرهم جزءا من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة.

الخاسر الأكبر

ووفقا للإحصاءات الرسمية، يصل عدد اللبنانيين في المملكة إلى نحو 350 ألفا، من المستثمرين والعاملين في مختلف قطاعات سوق العمل السعودي، إضافة إلى أفراد أسرهم، منتشرين في عدد من مدن المملكة ومناطقها، ويحظون بجميع الحقوق النظامية المكفولة للمقيمين والمستثمرين.

وتشير تقديرات مجلس الأعمال اللبناني - السعودي إلى أن التحويلات المالية من الخليج إلى لبنان تبلغ نحو 4.5 مليارات دولار سنويا، نصفها من الجالية اللبنانية في السعودية.

ورغم الإساءات لم تدخر المملكة أي جهد ممكن لدعم الأشقاء في لبنان.

هيمنة حزب الله

ويرى مراقبون أن تجريد ميليشيات حزب الله الإرهابي من سلاحه، هو بداية تصحيح الوضع داخل لبنان المسيطر عليه من قبل هذه الميليشيات الإرهابية، التي تسببت سيطرتها على البلاد وسياسة فرض الأمر الواقع في الكارثة الاقتصادية والإنسانية الكبيرة التي يشهدها لبنان اليوم.

ويؤكدون أن ما يعانيه اللبنانيون نتاج هيمنة حزب الله الإرهابي على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح.

كيان إرهابي

وفي ظل الأعمال العدائية المتواصلة صنفت المملكة ميليشيات حزب الله منظمة إرهابية، ووضعت عددا من قياداتها والكيانات التجارية المرتبطة بالحزب على قائمة الإرهاب، وفرضت عقوبات عليهم، بالتعاون مع الدول الأعضاء في «مركز استهداف تمويل الإرهاب». كما رحبت بقرار عدد من الدول في هذا الصدد، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.

جرائم الداخل

وتورط حزب الله الإرهابي في جرائم بالداخل اللبناني، حيث أثبتت التحقيقات حيازته لمادة نترات الأمونيا التي تسببت كميات مخزنة منها في تفجير المرفأ، وهو دليل على النهج الإجرامي، وأثبت حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و21 آخرين، دور حزب الله في الجريمة، بعد إدانة عضو الحزب سليم جميل عياش، بالقتل وارتكاب عمل إرهابي في حكمها النهائي.

مواقف لبنان المعادية
  • امتناع وزير الخارجية اللبناني الأسبق ورئيس ما يسمى «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب، بإدانة الاعتداء على السفارة السعودية في إيران في عام 2017.
  • تصريحات وزير الخارجية السابق شربل وهبة المسيئة لشعوب الخليج.
  • عشرات التصريحات المسيئة للمملكة وقيادتها الصادرة من ميليشيات حزب الله وأنصارها وحلفائها؛ شركاء الحكومات اللبنانية المتعاقبة.
  • تقديم ميليشيات حزب الله مختلف أشكال الدعم العسكري واللوجستي والإعلامي للحوثيين من قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
  • تحرك قرداحي كأحد أدوات النظام اللبناني لدعم الميليشيات الإرهابية الحوثية، وتدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى.