العالم

بريطانيا تتصدى للآلة الإعلامية لتنظيم الإخوان

عناصر من تنظيم الإخوان في إحدى التظاهرات (مكة)
اتخذت بريطانيا حزمة من الإجراءات لتطويق تيارات ما يعرف بـ»الإسلام السياسي» والتصدي للآلة الدعائية والإعلامية لتنظيم الإخوان الإرهابي، ووضع قيود صارمة على نشاطه الاقتصادي ومصادر تمويله.

وتأتي الإجراءات البريطانية، تماشيا مع الاستراتيجية الشاملة التي أقرتها عدة دول أوروبية وبدأت في تنفيذها مطلع العام الماضي، بعد تنامي التحذيرات الأمنية والاستخباراتية بشأن نشاط التنظيم، وكذلك زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في عواصم عدة.

وأوردت دراسة أوروبية حديثة، صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن العلاقة بين بريطانيا والإخوان باتت معقدة، فهي ليست في أحسن الأحوال، كما كانت في السابق، ولا سيما قبل ظهور تنظيم «داعش»، وفي الوقت نفسه، لم تصل قط إلى مرحلة العداء المباشر والتنافس، وفقا لـ(سكاي نيوز عربية).

وبدأت بريطانيا في إعادة النظر في علاقتها مع الإخوان بسبب الهجمات الإرهابية على أراضيها، وقررت لندن التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان بعد أن اكتشفت عددا من الحقائق حولها، وهي حقائق طالما تجاهلتها عمدا لعقود أو كانت جزءا من الخداع الذي تمارسه المنظمة على لندن وغيرها من العواصم الغربية.

وأشارت الدراسة إلى الآلة الدعائية للإخوان، وكيف يتم استخدامها لفرض صورة للجماعة ودعمها، وركزت على نشاطها خلال جائحة كورونا، حيث يتفاخر التنظيم على مواقع التواصل بكونهم قوة الفعل الحقيقي في المجتمع، وسط تساؤلات حول أسباب عدم انتباه وسائل الإعلام البريطانية لهذه الدعاية.

ووفق الدراسة، وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير «الإسلام السياسي» بأنه «تهديد أمني من الدرجة الأولى»، محذرا من أنه «سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر»، وذلك خلال كلمة في معهد RUSI للدراسات الأمنية والدفاعية.

وحذرت عدة تقارير أمنية واستخباراتية، نشرت في دوريات بريطانية، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد، بما يمثل تهديدا للأمن العام، خاصة مع رصد تنامي غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية ومؤسسات الإخوان التي تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني.

وتوقع مراقبون أن تشرع بريطانيا بإجراءات أكثر حسما فيما يتعلق بنشاط الإخوان على أراضيها خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الجماعة التي طالما حظيت بدعم لندن، ستدخل مرحلة جديدة من المواجهة في ظل الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية التي استهدفت عواصم أوروبية عدة.