هل تخلت أمريكا عن دور «شرطي العالم»؟
بايدن أعلن القرار رسميا بعد أن ألمح به أوباما وكشف عنه ترمب
الاحد / 28 / محرم / 1443 هـ - 19:04 - الاحد 5 سبتمبر 2021 19:04
اعترف الرئيس الأمريكي جو بادين هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تلعب دور (شرطي العالم)، على خلفية الانسحاب العسكري من أفغانستان، وردا على انتقادات عنيفة طالت أمريكا بعد أن دبت الفوضى في أوصال البلد الآسيوي.
وضعت كلمات بايدن أمريكا في منعطف جديد، بعدما باشرت في سياستها ألمح إليه باراك أوباما وجاهر به دونالد ترمب، غير أن الرئيس جو بايدن هو بالتأكيد من أعلنه بأوضح العبارات، بعدما اشتكى الأمريكيون أنفسهم من التكلفة الباهظة لانتشار جنودهم في شتى بقاع العالم.
ووفقا لتقرير نشرته (أخبار اليوم) المصرية قال تشارلز فرانكلين الأستاذ في كلية ماركيت للحقوق «حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب التي لا تنتهي.. بايدن هو الذي قال ذلك، لكن كان من الممكن تماما أن يكون ترمب قاله».
عودة أمريكا
وعلق فرانكلين على خطاب ألقاه الرئيس غداة إعلان رحيل آخر العسكريين الأمريكيين من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما، ولم يعمد بايدن إلى التمويه بعد الفوضى التي واكبت الانسحاب وتسببت بتراجع التأييد له لدى الرأي العام، بل اغتنم الفرصة ليعرض بوضوح تام عقيدته الدولية.
وقال «المسألة لا تقتصر على أفغانستان. المطلوب وضع حد لحقبة من عمليات التدخل العسكري الكبرى الهادفة إلى إعادة بناء دول أخرى».
وأشار المحلل في المجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن بنجامين حداد في تغريدة أن هذا هو «أفضل تعبير عن رفض الأممية» الصادر عن رئيس أمريكي «منذ عقود».
ويردد بايدن باستمرار أن «أمريكا عادت»، لكنه هذه المرة شرح شروط عودتها، وقال «علينا أن نتعلم من أخطائنا».
وأضاف «علينا أن نحدد لأنفسنا مهمات ذات أهداف واضحة وواقعية، وليس أهدافا لن يكون بإمكاننا تحقيقها أبدا» و»علينا أن نركز جهودنا بوضوح على أمن الولايات المتحدة».
خط أحمر
ويملك الرئيس الأمريكي الحالي جو بادين خبرة طويلة في السياسة الخارجية كسيناتور أولا ثم كنائب للرئيس الأسبق باراك أوباما، لكن الأخير هو الذي بادر باشر بالحد من النزعة الأمريكية للتدخلات الخارجية، من دون أن يفصح عن ذلك بوضوح مثل بايدن.
أعلن أوباما أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في الحرب في بلاده سيكون «خطا أحمر» يستوجب ردا مسلحا، لكن حين تخطت دمشق هذا الخط في أغسطس 2013، عدل الرئيس الجمهوري في نهاية المطاف عن شن الضربات الجوية التي توعد بها.
عزل أمريكا
ويرى بايدن أن الصراع بين الدول الديمقراطية والأنظمة المتسلطة مثل الصين يجب أن تكون له الأولوية على العمليات العسكرية الكبرى، ويعد أن على الديمقراطية أن تثبت قدرتها على التصدي للتحديات الكبرى مثل التغير المناخي والوباء بشكل أكثر فاعلية من الديكتاتوريات، مع تحقيق الازدهار للطبقات الوسطى في الوقت نفسه.
ويعول بايدن على التحالفات، في اختلاف جذري عن سلفه، وفي هذا السياق، ينظم في الخريف قمة عبر الإنترنت لرؤساء دول وحكومات البلدان الديمقراطية، لم تكشف بعد قائمة المشاركين فيها.
وأوضح السفير الفرنسي السابق في واشنطن جيرار أرو في تغريدة أن الولايات المتحدة «لطالما ترددت بين عزل نفسها عن خطايا العالم ونشر حسنات نموذجها، واختارت منذ 1945 أن تكون المدافعة عن الديمقراطية ثم المبشرة بها، وهي الآن تعود إلى الديار».
صدمة وإحباط
والحقيقة أن تفرد الولايات المتحدة في إدارة عملية الانسحاب من أفغانستان «وفقا للتقرير» كان له وقع الصدمة على حلفائها، فيما أثار ارتياح بكين وموسكو إذ اعتبرتا الأمر بمثابة تحذير للدول التي راهنت بكل ما لديها على الدعم العسكري الأمريكي.
وأوضحت الأستاذة في الجامعة الأمريكية تريشيا بايكن «يبدو أن هناك قدرا من الإحباط» حتى لو أنه يصعب تحديد «مدى عمقه» بين حلفاء الولايات المتحدة بالنسبة لإدارة الانسحاب من أفغانستان.
وفي غياب دعم عسكري أمريكي مضمون، قد تعمد دول المنطقة إلى إبداء «أقصى درجات ضبط النفس» في حين أنها تميل عادة إلى التصدي لإيران ورفع النبرة.
النهج الدبلوماسي
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أول من لمس هذا التغير في السياسة الأمريكية الدولية غداة خطاب بايدن، إذ جدد له الرئيس الأمريكي وعده بمساعدته بوجه «العدوان» الروسي في القرم من خلال تزويده بالمعدات العسكرية، لكنه لم يشرع أبواب الحلف الأطلسي لأوكرانيا الطامحة للانضمام إليه.
كما أن بايدن لم يتراجع بالنسبة لمشروع «نورد ستريم 2»، خط أنابيب الغاز الروسي الذي يثير مخاوف كييف، فاختار البيت الأبيض سلوك النهج الدبلوماسي حيال هذا الملف الحساس عوضا عن فرض عقوبات.
لماذا تراجعت أمريكا عن دورها العسكري؟
• تزايد عدد ضحاياها من الجنود والمتعاقدين.
• التكلفة المالية الباهظة لإرسال قوات في شتى بقاع العالم.
• شعورها بالإحباط إزاء الكثير من القضايا.
• تغير السياسة الأمريكية مع وصول الديمقراطيين للحكم.
• رغبة الساسة في التركيز على الشأن الداخلي.
وضعت كلمات بايدن أمريكا في منعطف جديد، بعدما باشرت في سياستها ألمح إليه باراك أوباما وجاهر به دونالد ترمب، غير أن الرئيس جو بايدن هو بالتأكيد من أعلنه بأوضح العبارات، بعدما اشتكى الأمريكيون أنفسهم من التكلفة الباهظة لانتشار جنودهم في شتى بقاع العالم.
ووفقا لتقرير نشرته (أخبار اليوم) المصرية قال تشارلز فرانكلين الأستاذ في كلية ماركيت للحقوق «حان الوقت لوضع حد لهذه الحرب التي لا تنتهي.. بايدن هو الذي قال ذلك، لكن كان من الممكن تماما أن يكون ترمب قاله».
عودة أمريكا
وعلق فرانكلين على خطاب ألقاه الرئيس غداة إعلان رحيل آخر العسكريين الأمريكيين من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما، ولم يعمد بايدن إلى التمويه بعد الفوضى التي واكبت الانسحاب وتسببت بتراجع التأييد له لدى الرأي العام، بل اغتنم الفرصة ليعرض بوضوح تام عقيدته الدولية.
وقال «المسألة لا تقتصر على أفغانستان. المطلوب وضع حد لحقبة من عمليات التدخل العسكري الكبرى الهادفة إلى إعادة بناء دول أخرى».
وأشار المحلل في المجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن بنجامين حداد في تغريدة أن هذا هو «أفضل تعبير عن رفض الأممية» الصادر عن رئيس أمريكي «منذ عقود».
ويردد بايدن باستمرار أن «أمريكا عادت»، لكنه هذه المرة شرح شروط عودتها، وقال «علينا أن نتعلم من أخطائنا».
وأضاف «علينا أن نحدد لأنفسنا مهمات ذات أهداف واضحة وواقعية، وليس أهدافا لن يكون بإمكاننا تحقيقها أبدا» و»علينا أن نركز جهودنا بوضوح على أمن الولايات المتحدة».
خط أحمر
ويملك الرئيس الأمريكي الحالي جو بادين خبرة طويلة في السياسة الخارجية كسيناتور أولا ثم كنائب للرئيس الأسبق باراك أوباما، لكن الأخير هو الذي بادر باشر بالحد من النزعة الأمريكية للتدخلات الخارجية، من دون أن يفصح عن ذلك بوضوح مثل بايدن.
أعلن أوباما أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في الحرب في بلاده سيكون «خطا أحمر» يستوجب ردا مسلحا، لكن حين تخطت دمشق هذا الخط في أغسطس 2013، عدل الرئيس الجمهوري في نهاية المطاف عن شن الضربات الجوية التي توعد بها.
عزل أمريكا
ويرى بايدن أن الصراع بين الدول الديمقراطية والأنظمة المتسلطة مثل الصين يجب أن تكون له الأولوية على العمليات العسكرية الكبرى، ويعد أن على الديمقراطية أن تثبت قدرتها على التصدي للتحديات الكبرى مثل التغير المناخي والوباء بشكل أكثر فاعلية من الديكتاتوريات، مع تحقيق الازدهار للطبقات الوسطى في الوقت نفسه.
ويعول بايدن على التحالفات، في اختلاف جذري عن سلفه، وفي هذا السياق، ينظم في الخريف قمة عبر الإنترنت لرؤساء دول وحكومات البلدان الديمقراطية، لم تكشف بعد قائمة المشاركين فيها.
وأوضح السفير الفرنسي السابق في واشنطن جيرار أرو في تغريدة أن الولايات المتحدة «لطالما ترددت بين عزل نفسها عن خطايا العالم ونشر حسنات نموذجها، واختارت منذ 1945 أن تكون المدافعة عن الديمقراطية ثم المبشرة بها، وهي الآن تعود إلى الديار».
صدمة وإحباط
والحقيقة أن تفرد الولايات المتحدة في إدارة عملية الانسحاب من أفغانستان «وفقا للتقرير» كان له وقع الصدمة على حلفائها، فيما أثار ارتياح بكين وموسكو إذ اعتبرتا الأمر بمثابة تحذير للدول التي راهنت بكل ما لديها على الدعم العسكري الأمريكي.
وأوضحت الأستاذة في الجامعة الأمريكية تريشيا بايكن «يبدو أن هناك قدرا من الإحباط» حتى لو أنه يصعب تحديد «مدى عمقه» بين حلفاء الولايات المتحدة بالنسبة لإدارة الانسحاب من أفغانستان.
وفي غياب دعم عسكري أمريكي مضمون، قد تعمد دول المنطقة إلى إبداء «أقصى درجات ضبط النفس» في حين أنها تميل عادة إلى التصدي لإيران ورفع النبرة.
النهج الدبلوماسي
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أول من لمس هذا التغير في السياسة الأمريكية الدولية غداة خطاب بايدن، إذ جدد له الرئيس الأمريكي وعده بمساعدته بوجه «العدوان» الروسي في القرم من خلال تزويده بالمعدات العسكرية، لكنه لم يشرع أبواب الحلف الأطلسي لأوكرانيا الطامحة للانضمام إليه.
كما أن بايدن لم يتراجع بالنسبة لمشروع «نورد ستريم 2»، خط أنابيب الغاز الروسي الذي يثير مخاوف كييف، فاختار البيت الأبيض سلوك النهج الدبلوماسي حيال هذا الملف الحساس عوضا عن فرض عقوبات.
لماذا تراجعت أمريكا عن دورها العسكري؟
• تزايد عدد ضحاياها من الجنود والمتعاقدين.
• التكلفة المالية الباهظة لإرسال قوات في شتى بقاع العالم.
• شعورها بالإحباط إزاء الكثير من القضايا.
• تغير السياسة الأمريكية مع وصول الديمقراطيين للحكم.
• رغبة الساسة في التركيز على الشأن الداخلي.