العالم

10 ملايين شخص يتعرضون للاضطهاد في إيران

تقرير يفضح الإقصاء السياسي والظلم الاجتماعي لأبناء الطوائف والأقليات مرشحو الرئاسة تجاهلوهم.. وممثلو البرلمان يتلقون أوامرهم من الحكومة المرشح الأبرز للرئاسة تهرب من الإجابة على أي أسئلة تخص مشاكلهم 12% من سكان إيران محرومون من التعليم والوظائف ويعيشون على الهامش شرفاني: السنة لا يستطيعون المجاهرة بمعتقداتهم في الأماكن العامة بطهران

أطفال الأقليات لا يجدون التعليم (مكة)
تجاهل المرشحون لرئاسة إيران حقوق الأقليات الذين يتجاوز عددهم 10 ملايين شخص، ويتعرضون للقمع والظلم بشكل يومي، قبل سباق الانتخابات الهزلي الذي سيجري بعد غد بين 7 من المرشحين أغلبهم من المتشددين.

وأكد تقرير لقناة (سكاي نيوز عربية) أن حكم الملالي الذي يكرس للعنصرية، يواصل الاضطهاد السياسي والاجتماعي والأمني للمنحدرين من أقليات دينية ومذهبية في إيران، وهو ما دفع مراقبين إلى مهاجمة البرلمانيين الإيرانيين الممثلين للأقليات، بعدما أصدروا بيانا دعوا فيه أبناء جماعاتهم للمشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية.

وقال المراقبون إن سلوك البرلمانيين دليل على انفصام هؤلاء عن مشاكل وأوضاع أبناء الأقليات في هذا البلد، وإنهم معينون من قبل السلطة الحاكمة، وتأكيد على أنهم يؤدون دورا كرتونيا رسمته لهم السلطة المطلقة للمرشد الأعلى.

وقال التقرير إنه على مدار الحملة الانتخابية، لم يتطرق المرشحون السبعة للانتخابات الرئاسية الإيرانية لشؤون ومشاكل أبناء الأقليات الدينية والمذهبية في إيران، رغم أنهم محرومون من التعليم والتوظيف والخدمات الصحية وكل الخدمات.

تهرب رئيسي

ووفقا للتقرير، تطرق المرشح الإصلاحي عبدالناصر همتي خلال عرضه لبرنامجه الانتخابي إلى أوضاع الأقليات الدينية في البلاد، مذكرا بأنه سيزيد من مشاركتهم إلى جانب النساء في إدارة مؤسسات البلاد، دون أن يتناول أيا من التفاصيل التي تخص أحوالهم المعيشية والسياسية.

في المقابل، تهرب المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي، المعتبر مسبقا شبه فائز، والذي كان رئيسا للسلطة القضائية في البلاد، والمتهم في أكثر من واقعة بإصدار أحكام قضائية جائرة بحق أبناء الأقليات الدينية والمذهبية، من السنة والبهائيين والمسيحيين، بإجابات رسمية عامة حول أي طرح لمشكلة الأقليات الدينية، وبالحديث عن وحدة الأمة الإيرانية ومصيرها المشترك.

مضايقة الأقليات

وتشير التقديرات إلى أن تعداد المواطنين الإيرانيين من غير المسلمين الشيعة يتجاوز عشرة ملايين نسمة، أي قرابة 12% من سكان البلاد، يشكل منهم الأكراد والعرب والبلوش المسلمون السنة أغلبية، بينما يمثل المسيحيون والزرداشتيون والمندائيون والبهائيون واليهود قرابة 2 %، لكن أعدادهم تتراجع بشكل دوري، بسبب الضغوط التي تمارس عليهم.

ووفقا للتقرير الأمريكي السنوي للحريات الدينية 2020، والذي استند إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أول تعليق له حول إيران، قال «تواصل إيران ترهيب ومضايقة واعتقال أعضاء الأقليات الدينية، ومنهم البهائيون والمسيحيون واليهود والزرادشتيون والسنة والمسلمون الصوفيون».

تغطية إعلامية

وأوضح الباحث الإيراني في الشؤون السياسية سنان زاجيري، الآليات التي تعمل عليها السلطات الإيرانية في ملف الأقليات الدينية والمذهبية في البلاد «الأهم بالنسبة للسلطات الإيرانية هو التغطية السياسية والإعلامية على أشكال الاضطهاد التي يتعرض لها قرابة عشرة ملايين من مواطنيها، ولفعل ذلك تخلق ممثلين سياسيين وظيفيين لأبناء هذه الأقليات الدينية والمذهبية، موالين لها ويحاولون التغطية على أوضاع أبناء جماعاتهم، ويصورون أحوال الحياة الدينية والحريات العامة على أنها في قمة المساواة».

وأضاف زاجيري قائلا «يشكل النائب اليهودي همايون سامح آبادي نموذجا لذلك الدور، فهو يعرض للإعلام صورة مزخرفة لأوضاع الأقلية اليهودية في إيران، على الرغم من تناقص أعدادهم من قرابة 80 ألفا في عام 1979، إلى أقل من 15 ألفا في الوقت الراهن، تحت ضغط نزيف الهجرة نتيجة الضغوط».

اضطهاد ديني

وخلال سباق الانتخابات الهزلي، وجهت الفئات الشبابية من أبناء الأقليات الدينية والمذهبية الإيرانية أسئلة مباشرة لمرشحي الرئاسة الإيرانية بشأن «بطاقة الهوية الوطنية البارومترية» ودورها في مراقبة واضطهاد الأقليات الدينية والمذهبية في البلاد، لكن المرشحين إما أعرضوا عن الإجابة أو اعتبروها جزءا من «أتمتة مؤسسات الدولة في إيران».

والبطاقة التي تم توزيعها بشكل إجباري على مختلف سكان البلاد منذ أوائل هذا العام، وتحوي على معلومات تحدد دين ومذهب الشخص الحاصل عليها، تعد الوسيلة الوحيدة للدخول إلى شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي، مما يعني أن السلطات الأمنية الإيرانية تستطيع أن تتابع نشاطات واهتمامات وأشكال تواصل المواطنين من أبناء الأقليات الدينية والمذهبية بشكل مباشر.

مفاجأة كبرى

وعدد الكاتب والمعلق الإيراني دوغان شرفاني، في حديث لـ»سكاي نيوز عربية»، مستويات الاضطهاد السياسي والعقائدي التي يتعرض لها أبناء الأقليات في إيران بالقول «ربما تكون مفاجأة كبرى إذا ما قلنا إن اليهود والمسيحيين الإيرانيين هم الأقل تعرضا للاضطهاد نسبيا من باقي أبناء الأقليات، فأبناء الطائفتين المقدر أعدادهم بنحو 150 ألف نسمة، يعرضهم ويستخدمهم النظام السياسي الإيراني في علاقاته مع الدول الغربية، ومع ذلك فإن ثلاثة أرباعهم هاجروا خلال السنوات الأخيرة، تحت ضغوط الظروف الاقتصادية والقمع السياسي العام، أما المسلمون السنة، فإنهم مهمشون تماما من أي دور عام في البلاد، ومناطقهم مهملة، ولا يستطيعون المجاهرة بمعتقداتهم في الأماكن العامة بشكل مريح.

الأكثر قمعا

واعترف شرفاني أن الطائفة الأكثر تعرضا للقمع هم البهائيون، ويقدر عددهم بحوالي 350 ألفا، وتتعرض دور عباداتهم للتنكيل، كذلك يطال التخريب مقابرهم، ويسجن كبار دعاتهم ويعاقبون بسنوات سجن مديدة بسبب معتقداتهم.

يذكر أنه خلال سنوات التسعينات، وبينما كانت موجة الحركة الإصلاحية تتصاعد في البلاد برئاسة محمد خاتمي، فإن نقاشا برلمانيا وشعبيا وسياسيا كان يتصاعد في إيران بشأن حقوق وأوضاع الأقليات الدينية والمذهبية في البلاد، لكن تهشيم الموجة الإصلاحية آنذاك أطاح بأي حديث حول ذلك حتى الآن.

الأقليات في إيران:
  • 10 % من الإيرانيين يتبعون المذهب السني (أكراد وبلوش وتركمان)
  • 3 ملايين نسمة من العرب البلوش
  • 3 ملايين نسمة من التركمان
  • 1 % أرثوذكس أرمن ويهود وزرادشتيون وغيرهم
  • 350 ألف بهائي
  • 150 ألف يهودي ومسيحي