العالم

ابنة رفسنجاني تفضح نظام الملالي

تسريبات ظريف كشفت المستور وأكدت أن ما فعله لا يعد بطولة إبراهيم رئيسي المرشح الأبرز اعتاد على الكلام فقط ولا يفعل شيئا المتشددون تحولوا إلى (خوارج) والإصلاحيون ابتعدوا عن الجماهير لن أشارك في الانتخابات.. فالتصويت يعطي هذا النظام شرعية قمعوا احتجاجاتنا في الشوارع.. فأين يجب أن نتظاهر ونحتج؟

فائزة خلال مشاركتها في أحد الاحتجاجات (مكة)
فضحت فائزة هاشمي رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، نظام الملالي الحاكم في طهران، وأكدت أن (الخوارج) يتحكمون في مفاصل البلاد ويذهبون بها إلى الهاوية.

ووجهت الناشطة الحقوقية والصحفية والسياسية انتقادات لاذعة للنظام والتيارات السياسية المختلفة في البلاد في شهادة واقعية من قلب النظام، حيث وصفت المتشددين الذين يتحكمون بكافة مفاصل الدولة بـ»الخوارج»، كما وصفت الإصلاحيين بـ»حزب الريح».

وأكدت أن تسريب الملف الصوتي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف كشف المستور وأوضح الحقيقة التي يحاول النظام الإيراني إبعادها، وتحدثت في مقابلة مع موقع «إنصاف نيوز» المحلي، أمس الأول عن قضايا مختلفة من الانتخابات والمرشحين الإصلاحيين.

استقالة ظريف

تناولت فائزة رفسجاني قضية ظريف التي أثارت الجدل لأسابيع في البلاد، وقالت «إن تسريب تسجيل ظريف حرقه»، مشيرة إلى أن ما تحدث به لا يدل على بطولته على الإطلاق.

كما أضافت أنه كان عليه أن يستقيل من منصبه ما دام لا يوافق على سياسات الدولة، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي هو العمل الوحيد الذي أنجزه، واعتبرت أن الوزير «لم يكذب في التسريبات الصوتية «بل كشف الوقائع، مؤكدة أن الملف الصوتي أوضح للجميع ما يجب عمله الآن.

وانتقدت موقف روحاني وحكومته من قرار مجلس صيانة الدستور، مشيرة إلى أنه جاء عندما قاربت ولايتهم على الانتهاء فقط. وتابعت «لو كان روحاني تابع نفس الأسلوب خلال ولايته لكان الوضع أفضل الآن».

لم يفعل شيئا

ورأت أن الإصلاحيين أبعدوا أنفسهم عن الجماهير ونأوا بأنفسهم أيضا عن الإصلاحات. وقالت «بدلا من ممارسة الباثولوجيا لمعرفة الأمراض السياسية، يرمي الإصلاحيون الكرة في ملعب مجلس صيانة الدستور والمتشددين، ثم يحاولون النيل من الذين يعرفون بأنهم سيحصلون على الأصوات».

وأشارت إلى أن الإصلاحيين لا يهتمون بأهلية المرشحين، وأكبر دليل على ذلك ترشيح ظريف سابقا وجهانغيري، اللذين لم يفعلا شيئا يذكر خلال فترة وجودهما في المنصب في حكومة حسن روحاني، أما عن المرشح إبراهيم رئيسي، فأشارت إلى أنه تحدث كثيرا حينما كان رئيسا للسلطة القضائية، لكن لم يحقق شيئا على المستوى العملي.

قمع الاحتجاجات

وقالت فائزة رفسنجاني في وقت سابق إنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية، وعدت عدم التصويت فيها استراتيجية وقالت «لم يبق أي بديل، والبديل الأخير المتبقي هو عدم المشاركة في التصويت»، وأضافت «علينا أن نعد عدم التصويت جزءا من الأنشطة، فعندما يتم قمع الاحتجاجات في الشوارع، أين يجب أن نتظاهر ونحتج؟».

وأكدت مرة أخرى «لا يجب أن نصوت، لأنهم عندما نصوت، يفسرون لأنفسهم أن الناس جاؤوا إلى صناديق الاقتراع لأنهم قبلوا بكل شيء وبالجميع فصوتوا، كما قال ظريف ذات مرة، إن كل من ذهب إلى جنازة قاسم سليماني أيد سياسة المقاومة»، كما شددت بأنها لن تصوت حتى لو ترشح شقيقها محسن هاشمي وهو رئيس مجلس بلدي في طهران، للانتخابات الرئاسية.

الإطاحة بالنظام

وذكرت فائزة هاشمي في حديثها أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد اتصل بها وعرض عليها تشكيل ائتلاف في الانتخابات الرئاسية المقبلة واقترح عليها منصب النائب الأول للرئيس إلا أنها تقول بأنها رفضت هذا الاقتراح.

وأعلنت رفسنجاني دعمها للناشطة النسوية الإيرانية المعارضة المقيمة في الولايات المتحدة «مسيح علي نجاد»، مؤكدة أن الحملة التي تقوم به مفيدة للدفاع عن حقوق المرأة.

وخلال ردها على سؤال عما إذا كانت تعد نفسها تؤيد إسقاط النظام أم مؤيدة له قالت «ما زالت فاصلة بيني وبين المطالبة بالإطاحة»، أنا لست مؤيدة للنظام، لكنني أعتقد أن هذا النظام يمكن إصلاحه حسب الدستور، وإذا تحركوا وفقا للعقلانية، فيمكنهم إنقاذ البلاد».

اتهام خامنئي

وبررت رفسنجاني دعما للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في الجولة الثانية من الانتخابات الأمريكية، والذي أكدته في مقابلة مع موقع إنصاف نيوز فردت تقول «كنت أتمنى أن يفوز ترمب، لأنه في حال استمرت ضغوط ترمب لربما اضطررنا لتغيير سياساتنا».

وعندما انتقدها خلال الحوار الناشط الإصلاحي محمد رضا جلايي بور قائلا إن «العقوبات الأمريكية هي سبب الحرمان من اللقاحات والأدوية لبعض المرضى في إيران، أوضحت فائزة هاشمي أن الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات لم تكن مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية إطلاقا وأن اللقاحات تم حظرها من قبل «شخص آخر» في إشارة إلى المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي الذي منع استيراد اللقاحات من أمريكا وبريطانيا.

النظام عدونا

وعندما أكد جلايي أن ترمب هو مسؤول عن العقوبات وبالتالي عن بؤس الشعب الإيراني، ردت عليه بالقول «الشعب لا يحمل ترمب مسؤولية العقوبات، وإلا لما هتفوا (عدونا هنا، يكذبون عندما يقولون أمريكا هي العدو».

وردا عليها، قال جلايي بور إن استطلاعات الرأي الموثوقة تظهر أن 70% من الإيرانيين يعارضون العقوبات، فقالت فائزة رفسنجاني: «نعم، الناس يعارضون العقوبات، لكن لا يعتبرون أمريكا عدوا، بل يعتبرون السياسات الإيرانية هي العدو».

وخلال هذا الحوار المطول ذكرت فائزة هاشمي رفسنجاني مرارا أن سياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية هي التي أدت إلى فرض عقوبات وعزلة دولية على إيران.

لا للانتخابات

وأكدت رفسنجاني مرة أخرى، عدم المشاركة في الانتخابات، لافتة إلى أن التصويت يضفي الشرعية على السياسات الخاطئة، وأضافت «صوتنا كثيرا، ماذا حدث؟ صوتنا لروحاني في الدورة الأولى عام 2013، لقد كنا نتفاوض منذ عدة سنوات بشأن الوضع الداخلي وفي كل مرة تعود الدولة إلى الخانة الأولى».

ودعت ابنة رفسنجاني إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية الحالية خاطئة.

وعلى الرغم من مواقفها المنتقدة للنظام، تتعرض الناشطة لانتقادات واسعة من قبل المعارضين، الذين يتهمونها بــ «تلميع» صورة والدها، الذي نفذت في عهده عدة اغتيالات سياسية، طالت كتابا ومثقفين في الداخل والخارج، فضلا عن دوره في الإتيان بعلي خامنئي مرشدا للنظام لمدى الحياة، وتثبيت حكمه كولي للفقيه بصلاحيات مطلقة.

فائزة هاشمي رفسنجاني
  • 59 عاما
  • ولدت في طهران
  • صحفية وسياسية بارزة
  • ناشطة حقوقية للمرأة
  • عضوة سابقة في البرلمان
  • حكم عليها بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ
  • اعتقلت في سجن إيفين عام 2013 لمدة عام
  • اتهمت بالقيام بأنشطة دعائية ضد النظام
  • حكم عليها بالسجن 5 سنوات ولم تنفذ
  • حرمت من الأنشطة السياسية والثقافية والصحفية
  • موظفة في جامعة أزاد الإسلامية
  • اعتقلت بسجن إيفين خلال الفترة من 2012 ـ 2013
  • والدها الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني
  • والدتها عفت مراشي