25 سفارة إيرانية تنشر الكراهية في أفريقيا
تقرير دولي: ممارسات إيران المشبوهة تسهم في الدمار والخراب والإرهاب
الخميس / 15 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 21:27 - الخميس 28 يناير 2021 21:27
أكد تقرير دولي أن نظام الملالي الإيراني نشر 25 سفارة في دول أفريقيا، تهدف إلى نشر البغض والكراهية والأفكار الإرهابية المتطرفة في مختلف بلدان القارة السمراء.
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية الباحث كليمان ثيرم، في تحليل نشره (التقرير الأفريقي) «إن دولا عديدة بينها السعودية ومصر والمغرب تشعر بالقلق والترقب لممارسات النظام الإيراني المشبوهة في عدد كبير من دول أفريقيا، والتي أسهمت بدورها في خروج عدد من الجماعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل الحكومات وتنشر الدمار والخراب».
وأشار إلى أن الوجود الإيراني في أفريقيا على مدار العقود الأربعة الماضية، اقترن بمعاداة الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على نشر (التشيع) ودعم الحركات المسلحة التي تنشر الكراهية، عبر ما سمته بـ(تصدير الثورة).
معاداة أمريكا
يقول كليمان ثيرم «عملت طهران مستفيدة من مواردها النفطية على توسيع نفوذها، وقدمت مساعدات مالية واقتصادية لإثيوبيا والسنغال والصومال والسودان وزائير، وكانت أفريقيا مع ذلك مجرد جانب واحد من جوانب السياسة الخارجية الخبيثة».
وأضاف «كان الوجود الإيراني في القارة الأفريقية مدفوعا بمعاداة أمريكا والجهود المبذولة لنشر الأيديولوجية الشيعية، مما أضر بالعلاقات الاقتصادية والسياسية في هذه العملية، وتصاعدت العلاقات بين إيران وأفريقيا في ظل حكم محمد رضا بهلوي (1941-1979). مع اندلاع الحرب الباردة في سبعينيات القرن الماضي، كان الشاه المتحالف مع الغرب يأمل في وقف انتشار الشيوعية في القارة التي انتهى استعمارها مؤخرا، وبذلك وسع بهلوي علاقات إيران مع عدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك الجزائر ومصر والمغرب وجنوب إفريقيا».
حقبة الشر
ولفت إلى أن الثورة الخمينية في 1979 أطلقت حقبة جديدة في العلاقات الإيرانية الأفريقية، ففي الثمانينيات، سعى النظام الجديد إلى تصدير ثورته، إيذانا ببداية سياسة توسعية تجمع بين الأيديولوجية الشيعية ومعاداة الإمبريالية، وانضمت طهران إلى حركة عدم الانحياز، ووصفت نفسها بأنها مدافعة عن الدول المضطهدة التي تتصارع مع الهيمنة الغربية، وفي عام 1986، في خضم الحرب الإيرانية العراقية، قام علي خامنئي، رئيس إيران آنذاك ، بجولة في أفريقيا لأول مرة، وزار أنغولا وموزمبيق لإجراء محادثات حول إمدادات النفط والتعاون الصناعي والتنمية الزراعية، هدفت الزيارة إلى تعزيز نفوذ طهران وحشد الدعم ضد صدام حسين.
مواجهة الحظر
ووفقا للحاجي بوبا نوهو، الباحث المشارك في مركز مونتسكيو للبحوث السياسية بجامعة بوردو، فقد طورت إيران بسرعة سياسة اقتصادية تسعى إلى مواجهة الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة في عام 1984 وخاصة بعد العقوبات الجديدة، وتماشيا مع هذه الاستراتيجية، قام الرئيس آنذاك أكبر هاشمي رفسنجاني بزيارة أفريقيا في عام 1991 ومرة أخرى عام 1996، وكرر خليفته محمد خاتمي الأمر في يناير 2005، وكان هدف إيران في ذلك الوقت هو استهداف سوق غرب أفريقيا مع الحفاظ على علاقات ودية مع جنوب أفريقيا.
وخلال رئاسة محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، استخدمت طهران مساعدات التنمية كوسيلة لبناء النفوذ في أفريقيا، ووقعت في مارس 2005 اتفاقية بقيمة 1.5 مليون دولار لتوفير دعم الميزانية لحكومة غانا.
دوافع سياسية
زادت إيران تدريجيا من تجارتها مع أفريقيا بتطوير مبادرات التعاون العسكري، لا سيما في المجال البحري، وأنفقت الدولة مبالغ كبيرة في بناء البنية التحتية الاجتماعية والصحية، وخاصة من خلال جمعية الهلال الأحمر الإيراني.
وفي عام 2017 ، احتفل وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف بافتتاح مستشفى في كمبالا بأوغندا، بتمويل جزئي من إيران، وفقا لمسعود كمالي أردكاني، المدير العام السابق لمكتب الدول العربية والأفريقية التابع لمنظمة ترويج التجارة الإيرانية، وصلت التجارة بين إيران وأفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 مليار دولار عام 2017-2018.
وعلى الرغم من هذا النمو، شكلت إيران 0.1% فقط من إجمالي تجارة أفريقيا مع العالم عام 2018، ولم تتجاوز الصادرات الإيرانية 600 مليون دولار.
ويعود كليمان ثيرم للتأكيد على أن استراتيجية إيران في أفريقيا مدفوعة سياسيا ولا تستند إلى حد كبير إلى منطق اقتصادي.
التهرب من العقوبات
ويقول أليكس فاتانكا مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط «بدأت تبحث عن مناطق رماية لا تراقبها الولايات المتحدة الأمريكية عن كسب من أجل التهرب من العقوبات»، ويضيف «السوق التقليدية لإيران هي أوروبا وشرق آسيا وخاصة الصين، لكن سياسة إيران تجاه أفريقيا هي مشروع جانبي مرتبط بخطة أوسع للهروب من الولايات المتحدة»، كما شرعت إلى إثبات أنها ليست معزولة على المسرح العالمي ولا الدولة الوحيدة التي لديها مشاكل مع الولايات المتحدة.
وداخليا سعت طهران إلى تصوير نفسها على أنها قوة لا يستهان بها، لكن المواطنين توقفوا عن شراء مثل هذه الدعاية، خاصة فيما يتعلق بأفريقيا، ولا يرون أي فائدة من استثمار حكومتهم تجاه أفريقيا. ويصف فاتانكا الأيديولوجيا في أفريقيا بأنها كارثة «إنها تكلف إيران المال والعمل والأسواق».
ماذا تفعل طهران في أفريقيا؟
قطع العلاقات
ووفقا للتقرير، تسهم 25 سفارة إيرانية منتشرة في أفريقيا في قلق واسع لدى عدد من الدول العربية والإسلامية، مما دفع المغرب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في مناسبتين، الأولى في 2009، بسبب (النشاط المشبوه) والثانية في 2018، وتتعلق باتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية من خلال جماعة حزب الله اللبنانية.
وقطعت السنغال العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد مصادرة شحنة أسلحة في لاجوس في عام 2010 ، لكنها أعادت تلك العلاقات لاحقا في عام 2013، ومن ثم جاء دور جيبوتي والصومال لإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وحذا السودان حذوها رغم أنها حليف قديم لطهران.
علاوة على ذلك، انضمت جميع الدول التي قطعت علاقاتها مع إيران مؤخرا إلى تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب، ومع استمرار إيران في مواجهة أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بدأت إيران تفكر بشكل جدي في الانسحاب من أفريقيا التي تستنزف الكثير من الأموال.
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية الباحث كليمان ثيرم، في تحليل نشره (التقرير الأفريقي) «إن دولا عديدة بينها السعودية ومصر والمغرب تشعر بالقلق والترقب لممارسات النظام الإيراني المشبوهة في عدد كبير من دول أفريقيا، والتي أسهمت بدورها في خروج عدد من الجماعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل الحكومات وتنشر الدمار والخراب».
وأشار إلى أن الوجود الإيراني في أفريقيا على مدار العقود الأربعة الماضية، اقترن بمعاداة الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على نشر (التشيع) ودعم الحركات المسلحة التي تنشر الكراهية، عبر ما سمته بـ(تصدير الثورة).
معاداة أمريكا
يقول كليمان ثيرم «عملت طهران مستفيدة من مواردها النفطية على توسيع نفوذها، وقدمت مساعدات مالية واقتصادية لإثيوبيا والسنغال والصومال والسودان وزائير، وكانت أفريقيا مع ذلك مجرد جانب واحد من جوانب السياسة الخارجية الخبيثة».
وأضاف «كان الوجود الإيراني في القارة الأفريقية مدفوعا بمعاداة أمريكا والجهود المبذولة لنشر الأيديولوجية الشيعية، مما أضر بالعلاقات الاقتصادية والسياسية في هذه العملية، وتصاعدت العلاقات بين إيران وأفريقيا في ظل حكم محمد رضا بهلوي (1941-1979). مع اندلاع الحرب الباردة في سبعينيات القرن الماضي، كان الشاه المتحالف مع الغرب يأمل في وقف انتشار الشيوعية في القارة التي انتهى استعمارها مؤخرا، وبذلك وسع بهلوي علاقات إيران مع عدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك الجزائر ومصر والمغرب وجنوب إفريقيا».
حقبة الشر
ولفت إلى أن الثورة الخمينية في 1979 أطلقت حقبة جديدة في العلاقات الإيرانية الأفريقية، ففي الثمانينيات، سعى النظام الجديد إلى تصدير ثورته، إيذانا ببداية سياسة توسعية تجمع بين الأيديولوجية الشيعية ومعاداة الإمبريالية، وانضمت طهران إلى حركة عدم الانحياز، ووصفت نفسها بأنها مدافعة عن الدول المضطهدة التي تتصارع مع الهيمنة الغربية، وفي عام 1986، في خضم الحرب الإيرانية العراقية، قام علي خامنئي، رئيس إيران آنذاك ، بجولة في أفريقيا لأول مرة، وزار أنغولا وموزمبيق لإجراء محادثات حول إمدادات النفط والتعاون الصناعي والتنمية الزراعية، هدفت الزيارة إلى تعزيز نفوذ طهران وحشد الدعم ضد صدام حسين.
مواجهة الحظر
ووفقا للحاجي بوبا نوهو، الباحث المشارك في مركز مونتسكيو للبحوث السياسية بجامعة بوردو، فقد طورت إيران بسرعة سياسة اقتصادية تسعى إلى مواجهة الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة في عام 1984 وخاصة بعد العقوبات الجديدة، وتماشيا مع هذه الاستراتيجية، قام الرئيس آنذاك أكبر هاشمي رفسنجاني بزيارة أفريقيا في عام 1991 ومرة أخرى عام 1996، وكرر خليفته محمد خاتمي الأمر في يناير 2005، وكان هدف إيران في ذلك الوقت هو استهداف سوق غرب أفريقيا مع الحفاظ على علاقات ودية مع جنوب أفريقيا.
وخلال رئاسة محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، استخدمت طهران مساعدات التنمية كوسيلة لبناء النفوذ في أفريقيا، ووقعت في مارس 2005 اتفاقية بقيمة 1.5 مليون دولار لتوفير دعم الميزانية لحكومة غانا.
دوافع سياسية
زادت إيران تدريجيا من تجارتها مع أفريقيا بتطوير مبادرات التعاون العسكري، لا سيما في المجال البحري، وأنفقت الدولة مبالغ كبيرة في بناء البنية التحتية الاجتماعية والصحية، وخاصة من خلال جمعية الهلال الأحمر الإيراني.
وفي عام 2017 ، احتفل وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف بافتتاح مستشفى في كمبالا بأوغندا، بتمويل جزئي من إيران، وفقا لمسعود كمالي أردكاني، المدير العام السابق لمكتب الدول العربية والأفريقية التابع لمنظمة ترويج التجارة الإيرانية، وصلت التجارة بين إيران وأفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 مليار دولار عام 2017-2018.
وعلى الرغم من هذا النمو، شكلت إيران 0.1% فقط من إجمالي تجارة أفريقيا مع العالم عام 2018، ولم تتجاوز الصادرات الإيرانية 600 مليون دولار.
ويعود كليمان ثيرم للتأكيد على أن استراتيجية إيران في أفريقيا مدفوعة سياسيا ولا تستند إلى حد كبير إلى منطق اقتصادي.
التهرب من العقوبات
ويقول أليكس فاتانكا مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط «بدأت تبحث عن مناطق رماية لا تراقبها الولايات المتحدة الأمريكية عن كسب من أجل التهرب من العقوبات»، ويضيف «السوق التقليدية لإيران هي أوروبا وشرق آسيا وخاصة الصين، لكن سياسة إيران تجاه أفريقيا هي مشروع جانبي مرتبط بخطة أوسع للهروب من الولايات المتحدة»، كما شرعت إلى إثبات أنها ليست معزولة على المسرح العالمي ولا الدولة الوحيدة التي لديها مشاكل مع الولايات المتحدة.
وداخليا سعت طهران إلى تصوير نفسها على أنها قوة لا يستهان بها، لكن المواطنين توقفوا عن شراء مثل هذه الدعاية، خاصة فيما يتعلق بأفريقيا، ولا يرون أي فائدة من استثمار حكومتهم تجاه أفريقيا. ويصف فاتانكا الأيديولوجيا في أفريقيا بأنها كارثة «إنها تكلف إيران المال والعمل والأسواق».
ماذا تفعل طهران في أفريقيا؟
- نشر أفكار التشيع والتطرف والإرهاب.
- التهرب من العقوبات الأمريكية.
- تهريب الأسلحة والتجارة غير المشروعة.
- دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة لتصبح موالية لها.
- أنشطة مشبوهة للتآمر ضد بعض الدول.
قطع العلاقات
ووفقا للتقرير، تسهم 25 سفارة إيرانية منتشرة في أفريقيا في قلق واسع لدى عدد من الدول العربية والإسلامية، مما دفع المغرب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في مناسبتين، الأولى في 2009، بسبب (النشاط المشبوه) والثانية في 2018، وتتعلق باتهام المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية من خلال جماعة حزب الله اللبنانية.
وقطعت السنغال العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد مصادرة شحنة أسلحة في لاجوس في عام 2010 ، لكنها أعادت تلك العلاقات لاحقا في عام 2013، ومن ثم جاء دور جيبوتي والصومال لإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وحذا السودان حذوها رغم أنها حليف قديم لطهران.
علاوة على ذلك، انضمت جميع الدول التي قطعت علاقاتها مع إيران مؤخرا إلى تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب، ومع استمرار إيران في مواجهة أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بدأت إيران تفكر بشكل جدي في الانسحاب من أفريقيا التي تستنزف الكثير من الأموال.