العالم

كرة إردوغان المدمرة تلهب تركيا في 2021

فورين بوليسي تتوقع استمرار سقوطه في الانتخابات المحلية.. وعجز مالي كبير

متظاهرون ضد إردوغان
توقع محللون في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن تكون 2021 سنة المخاطر لنظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وقالوا إن المعارضة تحقق انتشارا واسعا على حساب انحصار شعبية الرجل الذي يستخدم كل أساليب القمع ضد شعبه.

وقال المحلل بالمجلة أليسون ميكيم إن العجز المالي لن يعد الخسارة الوحيدة التي تقلق حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة إردوغان، إذ إن أن حزب الشعب الجمهوري المعارض تمكن في عام 2019 من أن يحصد عددا من الانتصارات في الانتخابات المحلية وتابع بتهكم «إذا كان ثمة شخص لم يمنعه فيروس كورونا عن البحث عن المجد عام 2020، فإنه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لكن ذلك، لا يعني أن سنته مضت بسلاسة، ومعلوم أن درة تاج مشاريع البنى التحتية التي عول عليها إردوغان، كان مطار إسطنبول الذي كان مخططا له ليكون الأكبر في العالم، بالكاد يجد زوارا يفتخرون به مع الركود الذي تعانيه حركة السفر في العالم. والاقتصاد التركي الذي كان نموذجا لاقتصادات الدول الناشئة، دخل الآن في حالة من التأرجح».

الكرة المدمرة

ونقل موقع (24) الإماراتي عن المجلة الأمريكية، قول ميكيم «مع ذلك، فإن إردوغان استدار بكرته المدمرة التي سبق أن ضرب بها السياسة المحلية التركية، نحو المنطقة، وهذه السنة، كانت القوات التركية المسلحة أكثر نشاطا في أنحاء العالم أكثر مما كانت عليه ربما منذ عقود أو أكثر، ومن ليبيا إلى ناغورنو قره باخ، استخدم الرئيس التركي القوة العسكرية لتحقيق مآرب تركيا، وجعل من التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط رياضة دائمة.

وأشار إلى أن التأثير الحقيقي لإردوغان على الجغرافيا السياسية لن ينجز بواسطة دبابة، وإنما سيتخذ الجامعة الإسلامية كقوة ناعمة خادعة، فالنهضة الدينية المثيرة للجدل داخل تركيا قد ملأت فراغا في العالم الإسلامي الأوسع، وكانت الحرب الكلامية مؤخرا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خير تعبير عنها.

تورط تركي

وأكد الكاتب أن ثمة مؤشرات تؤكد ضعف وتراجع إردوغان «فالمعارضة التركية تتصاعد، وتبين أن سياسته الخارجية متعبة ومكلفة، ومع إدارة شركاء في حلف شمال الأطلسي الظهر لتركيا، وفرض إدارة ترمب، بعد تردد، عقوبات متأخرة عليها، لم يتبق لإردوغان الكثير من الأصدقاء».

وأضاف «لطالما كان المتوسط بحرا يطفو على خطوط زلزالية، لكن الموجة الحالية من التوترات بسبب اكتشافات الغاز قبالة سواحل إسرائيل، ومصر، ولا سيما قبرص، اتسمت بمطالبة تركيا بحصة منها، وهذا ما تسبب بنشوب نزاع مع اليونان وقبرص وفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».

العجز المالي

ولفت إلى تورط تركي أعمق في ليبيا وقضم أجزاء خيالية من المتوسط، وتحالفت أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وأرسلت قوات إلى ذلك البلد، وعقد التدخل التركي الأمور، وزاد التوتر في شرق المتوسط.

وشدد على أن العجز المالي لا يعد الخسارة الوحيدة التي تقلق حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة إردوغان، إذ إن حزب الشعب الجمهوري المعارض تمكن في عام 2019 من أن يحصد عددا من الانتصارات في الانتخابات المحلية، والانتخابات المقبلة قد ترسم مرحلة ما بعد إردوغان، نظرا إلى أن الجيل الشاب في تركيا، نصفه تحت سن الـ32، يكبر محبطا من الزعيم الوحيد الذي يعرفه.