التربية تحتاج إلى تقديم تنازلات
الخميس / 5 / ربيع الأول / 1442 هـ - 23:48 - الخميس 22 أكتوبر 2020 23:48
من منا لا يشتكي من اندثار الأخلاق العامة في صفوف أبناء هذا الجيل الجديد؟ من منا لا يلعن ما آلت إليه الأمور وسط مؤسساتنا التربوية وانتشار ظاهرة التنمر في المدرسة والشارع العام؟ بين الأمس واليوم تغيرت مناهج التربية وانقلبت الأمور رأسا على عقب، عندما أعلنت الأسرة والمجتمع عامة انسحابهما.
إن هذه الأزمة التي نعيشها اليوم عائدة لمجموعة من الأسباب تراكمت مع الزمن، ولعل أهمها تزايد متطلبات الحياة واضطرار المرأة للخروج للعمل. ونحن هنا بكل تأكيد لا نتهم كل النساء، فبعضهن موظفات ناجحات استطعن التوفيق بين العمل وتربية الأبناء.
في زمن مضى كانت المرأة مسؤولة عن بيتها بكل تفاصيله، ووثيرة الحياة المتثاقلة كانت تسمح لها بأن تقوم بمختلف الأشغال وأن تعتني بالأبناء، في الوقت الذي كان فيه الأب يتكلف بالعمل والبحث عن لقمة العيش.
وهذه تعتبر خلاصة ونتيجة لتغير الظروف وتطور متطلبات العصر التي فرضت على المرأة والرجل الخروج للعمل معا، من أجل ضمان أبسط شروط العيش الكريم.
في المقابل كان لهذا تأثير خطير ومباشر على تربية الأبناء.
وسط هذا الزخم والفوضى التي سببتها الرأسمالية بشكل من الأشكال، ودفعها بالناس إلى الذوبان وسط تياراتها، اضطر الآباء أن يضعوا أبناءهم بين أيادي المساعدات في البيت، فتجدهم يغادرون البيت قبل استيقاظ الأبناء ويدخلونه بعد أن يخلدوا إلى النوم. لم يعد للآباء متسع من الوقت لمرافقة أطفالهم ودعمهم وتوجيههم.
هذه السيناريوهات التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى؛ كان لها تأثير عميق على سلوكيات أبناء هذا الجيل الجديد، ولأن دور الأب مربيا لا يقتصر فقط على توفير الأشياء المادية التي يحتاجها طفله، بما أن هذه الأشياء لن تبقى لصيقة به مدى الحياة كما هو شأن التربية، فالتربية التي سيتلقاها ستحدد شخصيته وطبعه، ومبادئه وقيمه وأيضا مدى صلاحه كفرد داخل المجتمع.
حان الوقت إذن لكي نعيد النظر في موضوع تربية الأبناء الذي أصبح يستوجب منا تدخلا في أسرع وقت ممكن، حان الوقت للوعي بخطورة هذه الأزمة في التربية التي تعيشها مجتمعاتنا.
في الحقيقة، إن تربية الطفل يشترك فيها الأب والأم وهي تخطيط واستثمار في المال والجهد. أصبح من الواجب الاعتناء بالطفل والتعامل معه وتلقينه كل شيء بطريقة سوية وصحيحة مناسبة لسنه ولتطور قدراته مع احترام طاقاته ورغباته ومشاعره، إذا أردنا صنع جيل يحترم واجباته تجاه نفسه والآخرين.
إن هذه الأزمة التي نعيشها اليوم عائدة لمجموعة من الأسباب تراكمت مع الزمن، ولعل أهمها تزايد متطلبات الحياة واضطرار المرأة للخروج للعمل. ونحن هنا بكل تأكيد لا نتهم كل النساء، فبعضهن موظفات ناجحات استطعن التوفيق بين العمل وتربية الأبناء.
في زمن مضى كانت المرأة مسؤولة عن بيتها بكل تفاصيله، ووثيرة الحياة المتثاقلة كانت تسمح لها بأن تقوم بمختلف الأشغال وأن تعتني بالأبناء، في الوقت الذي كان فيه الأب يتكلف بالعمل والبحث عن لقمة العيش.
وهذه تعتبر خلاصة ونتيجة لتغير الظروف وتطور متطلبات العصر التي فرضت على المرأة والرجل الخروج للعمل معا، من أجل ضمان أبسط شروط العيش الكريم.
في المقابل كان لهذا تأثير خطير ومباشر على تربية الأبناء.
وسط هذا الزخم والفوضى التي سببتها الرأسمالية بشكل من الأشكال، ودفعها بالناس إلى الذوبان وسط تياراتها، اضطر الآباء أن يضعوا أبناءهم بين أيادي المساعدات في البيت، فتجدهم يغادرون البيت قبل استيقاظ الأبناء ويدخلونه بعد أن يخلدوا إلى النوم. لم يعد للآباء متسع من الوقت لمرافقة أطفالهم ودعمهم وتوجيههم.
هذه السيناريوهات التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى؛ كان لها تأثير عميق على سلوكيات أبناء هذا الجيل الجديد، ولأن دور الأب مربيا لا يقتصر فقط على توفير الأشياء المادية التي يحتاجها طفله، بما أن هذه الأشياء لن تبقى لصيقة به مدى الحياة كما هو شأن التربية، فالتربية التي سيتلقاها ستحدد شخصيته وطبعه، ومبادئه وقيمه وأيضا مدى صلاحه كفرد داخل المجتمع.
حان الوقت إذن لكي نعيد النظر في موضوع تربية الأبناء الذي أصبح يستوجب منا تدخلا في أسرع وقت ممكن، حان الوقت للوعي بخطورة هذه الأزمة في التربية التي تعيشها مجتمعاتنا.
في الحقيقة، إن تربية الطفل يشترك فيها الأب والأم وهي تخطيط واستثمار في المال والجهد. أصبح من الواجب الاعتناء بالطفل والتعامل معه وتلقينه كل شيء بطريقة سوية وصحيحة مناسبة لسنه ولتطور قدراته مع احترام طاقاته ورغباته ومشاعره، إذا أردنا صنع جيل يحترم واجباته تجاه نفسه والآخرين.