الأخلاقي واللا أخلاقي
في اللغات الغربية توجد مفردة سكها الكاتب الإنجليزي روبيرت لويس ستيفنسون (1850م- 1894م، مؤلف جزيرة الكنز ود
في اللغات الغربية توجد مفردة سكها الكاتب الإنجليزي روبيرت لويس ستيفنسون (1850م- 1894م، مؤلف جزيرة الكنز ود
الخميس - 15 يناير 2015
Thu - 15 Jan 2015
في اللغات الغربية توجد مفردة سكها الكاتب الإنجليزي روبيرت لويس ستيفنسون (1850م- 1894م، مؤلف جزيرة الكنز ود.
جيكل ومستر هايد، ومن أهم كتاب العصر الفيكتوري) في إحدى رواياته.
هذه المفردة هي amoral وهي تنويع على مفردة «لا أخلاقي»، فما الداعي إلى نحت مفردة غير موجودة في اللغة؟ وما هو مجال استخدام هذه المفردة؟لو أردنا ترجمة هذه المفردة إلى العربية آخذين في الاعتبار البادئة اليونانية لقلنا «بدون أخلاق».
معجم ميريام - وبستر للإنجليزية يشرحها بالشكل التالي: شخص أو شيء لا يظهر اهتماما بكون السلوك أخلاقيا أم لا أخلاقيا.
وتأتي بثلاث معان:1- لا ينطبق عليه وصف أخلاقي أو لا أخلاقي، أي خارج مجال الأخلاق نهائيا مثل العلم، بدون الحديث عن التطبيقات، فالعلم ليس لا أخلاقيا ولا لا أخلاقيا.
2- يفتقد إلى الحساسية الأخلاقية مثل الأطفال، لا نعرف إذا كان الأطفال يفكرون بأخلاقية أو لا أخلاقية سلوكهم.
3- خارج نظام الأخلاق أو الأعراف الأخلاقية المعروفة.
مثل بعض التقاليد، مثلا لا نعرف، بل لم نفكر ما إذا كان - ولا يهم إطلاقا - ارتداء الشماغ سلوكا أخلاقيا أم لا.
ويعطي مثالا «إنه شخص أناني وبدون أخلاق ولا يفكر إلا بأهدافه الخاصة».
المفردة إجمالا تعني «لا مبال تجاه الأخلاق».
وهي بذلك تختلف عن اللا أخلاقي (سلوك أو شخص)، والذي يعرف أن شيئا أو سلوكا أو شخصا مرفوضا ولا أخلاقي حسب الأعراف الأخلاقية السائدة في المجتمع ومع ذلك يصر عليه.
هذا نسميه حين نشتم «منحطا».
اسأل أي أحد وسيعطيك تعريفا لمعنى «منحط».
في اللغة العربية أجمل منه في الإنجليزية أو الفرنسية، يعطي معنى الإصرار على كسر الأخلاق السائدة مع الاتفاق الداخلي معها.
اللا أخلاقي هو أي فعل أو شخص ضد تطابقك مع الآخرين.
(في الفلسفة الأخلاقية وعلم النفس التطابق Empathy تعني القدرة على الشعور- لدى الفرد السوي نفسيا وأخلاقيا- بأنه قد يكون مكان الآخرين ويشعر بنفس المشاعر).
وهو يأتي من شعور «منحط» بعظمة الرذيلة والسطوة على الأخلاق.
شعور بأنك استثناء عن الأخلاق، الباب مفتوح لك ومغلق أمامهم.
يمكننا مثلا أن ننظر إلى الإرهاب (العنف في المجتمع تحت مبرر ديني: بالتأكيد في الحالات التي تكون حقيقة اجتماعية) على أنه فعل لا أخلاقي.
فكم نسبة السعوديين الذين ينظرون إلى الإرهاب على أنه «لا أخلاقي»؟ ولماذا؟