العالم

عراقيون للميليشيات الإيرانية: اخرجوا برة

مجزرة صلاح الدين تجدد مطالب السكان بطرد القتلة وصناع النعرات الطائفية زيدان: لن نساوم على دماء أبنائنا وجريمة الفرحاتية لن تمر مرور الكرام الحويت: طهران قتلت ودمرت كل الشخصيات المهمة في محافظات العراق الميزان: الملف الأمني يجب أن يبقى بعيدا عن العصابات الخارجة على القانون نشطاء: تحصل على «إتاوات» وتسيطر على مشاريع استثمارية وتخلق الرعب

متظاهرون يطالبون بأن يكون الولاء للعراق (مكة)
(اخرجوا برة).. جملة يرددها أغلب العراقيين في وجه الميليشيات المسلحة الموالية لإيران التي ارتكتب مجزرة صلاح الدين قبل أيام، وكانت وراء عدد كبير من جرائم الخطف والاغتيال والدمار التي لحقت بالعراق.

جدد العراقيون مطالبهم بضرورة إخراج الميليشيات المسلحة التي تصنع الموت والرعب، وتتورط كل يوم في جرائم ضد المدنيين، وتساهم بنفوذها الواسع في التضييق على الحريات.

ويتهم سكان المنطقة طهران بمحاولة توسيع نفوذها والانتشار بشكل واسع في أعقاب خروج داعش، وانسحاب القوات الأمريكية، من خلال تغذية النعرات الطائفية، وتضليل البسطاء عبر أساليب خادعة وملتوية.

وتسيطر الميليشيات الموالية لطهران على المحافظات المحررة من تنظيم داعش، وهي: نينوى (الموصل)، وصلاح الدين، والأنبار، وديالى المحاذية لإيران، والتي يسيطر عليها بشكل كامل من قبل ميليشيات بدر بزعامة هادي العامري الذي ينحدر من تلك المحافظة، والذي قاتل في ثمانينات القرن الماضي إلى جانب الحرس الثوري الإيراني ضد الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفقا لموقع تلفزيون (أخبار الآن).

مجزرة صلاح الدين

واتهم سكان محافظة صلاح الدين الميليشيات الموالية لإيران بتدبير المجزرة التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية، والتي أدت إلى مقتل 8 مدنيين وخطف 4، ويشكو القاطنون في تلك المناطق من تصرفات الميليشيات الموالية لإيران، والتي أدت إلى حالة من الفوضى والدمار في مناطقهم.

وقال المتحدث باسم العشائر العربية مزاحم الحويت إن «الميليشيات الموالية لإيران يجب ألا تبقى في المحافظات المحررة، فالمقاتلون فيها ليسوا من أبناء هذه المحافظات، ومن يديرونها أيضا ليسوا منها، كما أنها مرتبطة بإيران التي قتلت ودمرت كل الشخصيات المهمة في هذه المحافظات».

وأضاف «محاولات إيران بتثبيت وجود الميليشيات الموالية لها في المحافظات المحررة لا يمكن أن تصل إلى نتيجة، فسكان هذه المحافظات يرفضون كل ما يتعلق بها، فهي دعمت الميليشيات التي قتلت وذبحت وهجرت خلال فترات الحرب الطائفية».

لن نساوم

وتشير الدلائل إلى أن الميليشيات المسلحة لعبت دورا رئيسا في تلك المحافظات خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد إعلان تحريرها من داعش، حيث ترفض عودة النازحين إلى مناطقهم وتحاول إحداث تغيير ديموجرافي فضلا عن سيطرتها على القرار السياسي هناك.

وكان أول مطلب وضع أمام رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، خلال زيارته منطقة «الفرحاتية» في محافظة صلاح الدين قبل أيام «إخراج الميليشيات الموالية لإيران من مدنهم»، ووعدهم الكاظمي بذلك، رغم أن عددا من الحكومات السابقة فعلت الأمر نفسه ولم تنفذ.

وأكد النائب عن محافظة نينوى، فلاح حسن زيدان «لن نصبح مشروع قتل دائم من قبل الميليشيات الطائفية، ولن نقبل بذلك، وسندافع عن أنفسنا ما لم يتخذ القائد العام للقوات المسلحة إجراء حازما وفوريا بإخراج هذه الميليشيات من محافظاتنا»، وأضاف «سنتخذ كل المسارات الدستورية الضامنة لحقوقنا، وجريمة الفرحاتية لن تمر مرور الكرام، ولن نساوم على الدماء».

أعمال مشبوهة

واتهم السياسي العراقي ناجح الميزان الميليشيات المسلحة بأعمال مشبوهة ضد الوطن، وقال «هذه الميليشيات الموالية والمدعومة من قبل إيران تقوم بعمليات غير قانونية في المحافظات المحررة، ووجودها ليس برغبة من السكان، فهذه الميليشيات يجب ألا تبقى».

وشدد على ضرورة أن يعمل الكاظمي على إخراج هذه الميليشيات من تلك المحافظات، وأكد أن «الملف الأمني يجب أن يمسك من قبل الجيش والشرطة فقط وألا يكون هناك أي تدخل لميليشيات وعصابات خارجة عن القانون».

ويؤكد نشطاء عراقيون أن الميليشيات الإيرانية تقوم بأخذ الإتاوات والسيطرة على مشاريع استثمارية وخلق حالة من الرعب بين السكان، ويقول الناشط ربيع الدليمي من محافظة الأنبار «كتائب حزب الله تسيطر بشكل كبير على أجزاء من المحافظة، وتحاول أن تفرض نفوذها أكثر، أو بصراحة نفوذها كبير جدا، وهي أقوى من كل قوة أمنية هناك».

ويضيف «أقاربي أصحاب شاحنات حمل تجارية كبيرة، لا يستطيعون العمل دون أن يدفعوا للكتائب، فدخولهم وخروجهم من العراق يكون عبر إتاوات يجبرون على دفعها، لذا نتمنى أن تخرج من محافظاتنا».

تصريحات خطيرة

وأشارت تصريحات خطيرة لقائد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني على فدوي إلى التكلفة الكبيرة التي تضطلع بها طهران لنشر وكلاء الشر في المنطقة، بهدف تعزيز نفوذها خارج الحدود خلال السنوات الماضية، حيث زعم فدوي خلال مقابلة مع برنامج عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، أن إجمالي الإنفاق العسكري الإيراني منذ عام 2006، أقل بكثير من تكلفة الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988)، ولم يذكر رقما محددا بشأن إنفاق بلاده لتمويل الميليشيات الموالية لها بمنطقة الشرق الأوسط، قائلا إنه لا يتذكر الرقم بالضبط.

وهاجم نائب قائد ميليشيات الحرس الثوري شعارات مثل (لا غزة لا لبنان.. روحي فداء لإيران)، و(غادروا سوريا وفكروا بحالنا) التي رفعها محتجون خلال مظاهرات شعبية في السنوات القليلة الماضية، تعبيرا عن السخط تجاه تدخلات بلادهم خارج الحدود.

فاتورة مكلفة

ويعتبر كثيرون أن إيران التي تعاني من الفقر والجوع تدفع فاتورة مكلفة جدا لصناعة الموت في المنطقة، حيث أنفقت ما يتراوح بين 20 إلى 30 مليار دولار في سوريا فقط لتعزيز وجودها العسكري، وفق مقابلة لموقع اعتماد أونلاين المحلي مع عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أخيرا.

وقدرت وكالة «بلومبيرج» الأمريكية في تقرير لها عام 2015، أن طهران تنفق حوالي 6 مليارات دولار سنويا داخل سوريا، وفي بعض الأحوال كانت تصل هذه المساعدات إلى 15 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى ذلك، نشرت المنظمات الدولية ودول أخرى تقديرات للإنفاق العسكري الإيراني خلال السنوات الأخيرة، حيث ذكرت مجموعة العمل المعنية بإيران التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية قبل عامين أن الجمهورية الإيرانية أنفقت 16 مليار دولار منذ عام 2012 لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائها في اليمن والعراق.

اعترافات القتلة

واعترف زعماء ميليشيات الموت في عدد كبير من الدول بأن أموالهم تأتي من إيران، وقال حسن نصرالله زعيم ميليشيات حزب الله الإرهابي الموالي لطهران في وقت سابق بأن هذه الميليشيات تحصل على كل تكاليفها وأسلحتها من إيران.

وكانت هناك تقارير عدة تناولت حجم المساعدات الإيرانية لميليشيات حزب الله اللبناني التي تنوعت بين العملات الأجنبية، والأسلحة، والعتاد، وقال براين هوك، المبعوث الخاص بملف إيران في وزارة الخارجية الأمريكية في مايو 2019، إن النظام الإيراني يدفع 700 مليون دولار سنويا إلى حزب الله في لبنان.

وتوقع مسؤولون أمريكيون أن قدرة الحكومة الإيرانية على تمويل الميليشيات في الشرق الأوسط تضاءلت بشكل كبير منذ أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الاتفاق النووي، وخفضت مبيعات النفط الخام الإيرانية بشكل حاد.

إنفاق إيران على وكلاء الشر؟
  • 3 تريليونات دولار تبددها إيران في حروبها مع العرب
  • 30 مليار دولار أنفقتها لدعم النظام السوري فقط
  • 8 مليارات دولار تكلفة دعم الحوثيين في اليمن
  • 6 مليارات ريال تدفعها سنويا في سوريا
  • 4 مليارات دولار قيمة استثمارات لصالح أسماء تعمل مع حزب الله
  • 700 مليون دولار تدفع سنويا لحزب الله في لبنان
  • 3 مليارات دولار تقدير ما أنفقته الثورة الإيرانية لنشر الفوضى