كيف تتحكم إيران في «ريموت كنترول» العراق؟

تسريبات تكشف عن مساومات وزارية وإذعان المسؤولين لأوامر المرشدالكعبي: نظام الملالي لا يترك بغداد تعيش بسلام ويتدخل في كل شؤونهامراقبون: قائد فيلق القدس هو من رشح الكاظمي خلال زيارته الأخيرةاللبواني: طهران متورطة في استخدام السارين والكلور في مناطق نفوذهاالفهداوي: ضحينا بمصالحنا في استيراد الغاز خلال حكومة العبادي لعيون طهران
تسريبات تكشف عن مساومات وزارية وإذعان المسؤولين لأوامر المرشدالكعبي: نظام الملالي لا يترك بغداد تعيش بسلام ويتدخل في كل شؤونهامراقبون: قائد فيلق القدس هو من رشح الكاظمي خلال زيارته الأخيرةاللبواني: طهران متورطة في استخدام السارين والكلور في مناطق نفوذهاالفهداوي: ضحينا بمصالحنا في استيراد الغاز خلال حكومة العبادي لعيون طهران

الأربعاء - 29 أبريل 2020

Wed - 29 Apr 2020

أكمل العراق 6 أشهر كاملة دون أن يتوافق على رئيس جديد لحكومته، منذ استقالة عادل عبدالمهدي نهاية فبراير 2019 وحتى الآن.

هناك أياد آثمة تتلاعب بـ«الريموت كنترول» في بلد عربي كان يملك سيادة كبيرة، حيث لم تنجح القوى السياسية في التوافق على المرشحين محمد توفيق علاوي، ثم عدنان الزرفي، بعدما قدما استقالتيهما قبل أن يبدآ المهمة أصلا.

وعندما لوح قائد فيلق القدس إسماعيل قآني بمرشح جديد هو مصطفى كاظمي، جاء الإجماع أكبر هذه المرة، فمن يتحكم بخيوط اللعبة نزل بثقله وقرر أن يحسم هذا الملف.. حتى لو كان ذلك على حساب سيادة الدولة التي كانت تحمي البوابة الشرقية للعالم العربي.

لخص رئيس اللجنة التنفيذية لشعب الأحواز عارف الكعبي القصة كلها في كلمات بسيطة، حين أكد قبل أيام أن «النظام الإيراني لا يترك فرصة لبغداد لتعيش في سلام، حيث يستنزف خيراتها واقتصادها، وينتهك سيادتها، ويواصل إحراج إداراتها أمام العالم، رغم انتفاضة الشعب الأخيرة وثورته ضد تدخل أصحاب العمائم».








مصطفى الكاظمي
مصطفى الكاظمي



عملاء وميليشيات

قال الكعبي إن دور إيران المدمر للعراق بات واضحا ومن خلال ميليشياتها وعملائها، وما حدث من قتل لسليماني ومرافقيه في بغداد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هو نذير لبداية قطع أذرع إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن إلا أن إيران لن تكف عن استهداف العراق.

كلام الكعبي يأتي بعد أن أكد مراقبون أن إيران هي التي دفعت بمصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء في العراق، بعدما قدم المرشحون السابقون الذين لم تدعمهم استقالتهم وانسحبوا من المشهد، مما يؤكد أن هناك شيئا ما يدار خلف الكواليس.

وضغطت طهران بكل قوة في الفترة الأخيرة لتجعل التوجه الأقوى داخل العراق هو انسحاب القوات الأمريكية، بعدما باتت الكثير من الخطط والسياسات العراقية يرسمها الحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس.

أذرع إيران

يقول رئيس اللجنة التنفيذية لشعب الأحواز عارف الكعبي إن المخطط في العراق هو تشكيل ميليشيات على شاكلة الحرس الثوري الإيراني، وكامتداد أيضا للميليشيات والأذرع الإيرانية في المنطقة مثل حزب الله والعصائب وفاطميون الأفغان وزينبيون الباكستانية وغيرها، لزيادة وتوسيع إرهاب إيران في العراق والمنطقة.

وأكد أن الحرس الثوري اختار من الأحواز عملاء ليكونوا واجهة جديدة أحدهم نائب لقائد الحرس الثوري الإيراني وهو عبدالرضا العبيداوي والثاني ماجد الشرهاني على رأس هذه الميليشيات المسماة الجيش الإسلامي للمقاومة، معتبرا أن تأسيس مثل هذه الميليشيات وتعيين مثل هذين الشخصين هو بمثابة تغير نمطي لترسيخ الوجود الإيراني في العراق والمنطقة، ودليل على تمادي إيران وزيادة رغبتها بإشعال

المنطقة بالحروب والقلاقل وإدخالها في نفق مظلم لاتحمد عقباه.

وأكد أن اللجنة التنفيذية لشعب الأحواز تؤكد على ضرورة احترام السيادة العراقية، وأن يكون هناك رادع حقيقي لهذه الميليشيات الإرهابية وقطع أوصالها ليعود العراق إلى الحاضنة العربية.

قآني اختار الكاظمي

في المقابل، أكد مراقبون سياسيون أن إيران كانت وراء الدفع برئيس المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي ليتولى منصب رئيس الوزراء ويكلف بتشكيل الحكومة، وقالوا إنه تم التوافق عليه بأمر من قائد فيلق القدس إسماعيل قآني خلال زيارته الأخيرة للعراق، وشددوا على أن موافقة طهران على الكاظمي ورفضها للزرفي الذي كان اختيار الرئيس العراقي برهم صالح يعود إلى صفقة مريبة تم التوافق بشأنها.

وأرجعوا ذلك إلى أن الكاظمي بحكم منصبه السابق يعرف كافة تدخلات إيران في الشأن العراقي، ويعلم عدد أفراد عناصرها وكان ولا يزال هناك تنسيق بينه وبين الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية على انتهاك السيادة العراقية أو بالأحرى الدخول والخروج من العراق بكل أريحية، ووصوله على رأس الحكومة يسمح باستمرار هذه العلاقة الطبية للغاية بين المخابرات العراقية والإيرانية على السواء.

عصابات طهران

ولم يعترض الكاظمي على وجود عصابات الحشد الشعبي الإرهابي في جسد القوات المسلحة العراقية، بل إنه في عز التظاهرات العراقية التي قتل فيها ما لايقل عن 1000 عراقي لم يخرج تقرير واحد من الاستخبارات العراقية، يدين ميليشيات حزب الله أو ميليشيات الصدر التي نزلت إلى الساحات وقتلت العراقيين.

فالكاظمي رجل لا يعرف عداء الميليشيات ولا يعرف عداء إيران.

وتوقع الكاتب العراقي فاروق يوسف أن يرسخ الكاظمي هيمنة إيران ولا يحدث أي تغيير في المشهد السياسي والاقتصادي، وقال: «الشعب العراقي الذي أنهكه الفقر والبطالة والحرمان والتمييز والعزل والقمع واليأس، لا يجد في قيام حكومة جديدة حلا لمشكلاته المزمنة، فالحل ينبغي أن يكون جذريا وذلك من خلال اقتلاع النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية من جذوره، وإقامة نظام جديد يستند إلى مبدأ المواطنة. وهو ما لا يمكن أن تتعامل معه الأحزاب الحاكمة بإيجابية. ذلك لأنه يهدد بمحو هيمنتها والقضاء على مصالحها».

مافيا الفساد

ويقرأ يوسف المشهد الراهن، فيشير إلى أن «رئيس جهاز المخابرات العامة. منصب حساس لا يمكن الوصول إليه في الدول المستقرة إلا من خلال الجهاز نفسه، بمعنى أن الشخص الذي تناط به مسؤولية قيادة مؤسسة بتلك الاهمية ينبغي أن يكون قد اكتسب خبرة عشرات السنين في مجال تخصصها. غير أن الكاظمي لم يعرف قبل عام 2003 إلا بكونه صحفيا، ولسنا هنا في مجال تقييم خبرته ومكانته وإنجازاته في ذلك المجال، وسيكون الكاظمي بمثابة الصفر الضائع في المرحلة المقبلة، وسيدير مجازا دولة لن يتمكن من التحكم بمفاصلها، ذلك لأنه يعرف جيدا أنها تدار من قبل مافيا الفساد التي لم يعد في خطاب ترشيحه بالتصدي لها».

التضحية بالمصالح

ويدفع النفوذ القوي لإيران في العراق إلى التضحية بمصالح بغداد في كثير من الأحيان لمصلحة النظام الإيراني، فقد أكد وزير الكهرباء السابق قاسم الفهداوي في حوار تليفزيوني، الذي شغل منصب وزير الكهرباء في حكومة حيدر العبادي بين عامي 2014 -2018، وخاض المفاوضات مع طهران بشأن استيراد الغاز، أن العراق تلقى عرضا من السعودية بتوفير الغاز الذي تحتاجه بغداد وبأسعار أقل من الأسعار العالمية.

وتابع «تلقينا عرضا بالمساعدة عبر مكالمة هاتفية من وزير الطاقة السعودي في حينه، قائلا إن الأخير تعهد بتوفير الغاز حسب احتياج العراق، على أن يصل خلال 24 ساعة من الكويت، وخلال 6 أيام تصل الشحنات من السعودية، بالإضافة إلى إرسال فريق من شركة أرامكو للعمل في العراق، واستخراج الغاز وبيعه بـ7 ونصف سنت، مؤكدا أن رئيس الوزراء وافق على العرض في حينه، وتم الاتفاق على موعد سفر إلى المملكة لتوقيع اتفاقيات في هذا الشأن لكن كل ذلك ألغي في اللحظات الأخيرة بسبب الضغوطات الإيرانية».

مساومات وزارية

وتتواصل الضغوطات الإيرانية على العراق في الوقت الحالي، حيث تؤكد التسريبات وجود مساومات وزارية، بعد تكليف مصطفى الكاظمي الذي لاقى ترحيبا كبيرا من الكتل والأحزاب السياسية، بيد أنه ربما يواجه بعض الصعوبات بسبب تدخلات إيران وإذعان بعض المسؤولين لها، في وقت تنتظر الحكومة المقبلة ملفات شائكة كموازنة 2020، وملفات فساد كبرى أعلنت لجنة النزاهة النيابة أنها ستكشفها عقب تشكيل الحكومة وانتهاء أزمة كورونا.

ويشرح المحلل العراقي رياض المسعودي الأمر بشكل مفصل فيقول «الكتل السياسية رحبت بتكليف مصطفى الكاظمي لمنصب رئاسة الوزراء ولم تتفق عليه»، مؤكدا أن تمريره متوقف على الكابينة الوزارية التي سيقدمها لمجلس النواب ورضاء الكتل عن حصصها، مشيرا إلى أن ”أغلب الكتل السياسية قلوبها مع الكاظمي وسيوفها ضده”، لافتا إلى أن “الكتل السياسية رحبت فقط بتكليف الكاظمي ولا يمثل ذلك اتفاقا”، في إشارة لبعض الصعوبات التي تواجه رئيس الحكومة الجديد.

جرائم إيران

وأشار النائب المستقل باسم خشان، إلى أن “الكتل السياسية اتفقت على مصطفى الكاظمي لتجاوز المرحلة الحالية، وأنه لن يكون حرا في اختيار وزرائه وستتدخل الكتل في ذلك”.

فيما كشف معارض سوري تورط إيران في إنتاج السلاح الكيماوي وتجريبه داخل سوريا، إضافة إلى أن مشاركتها في كل الجرائم ضد الإنسانية داخل بلاده جانب من تدخلات إيران بشؤون الدول الأخرى، ونقل موقع «إخباري» عن الدكتور كمال اللبواني «إن إيران متورطة في استخدام السارين والكلور في بلدة اللطامنة في محافظة حماة السورية».

وكشف مسؤولون في نظام الملالي تمييزا عنصريا في إجراء اختبارات كورونا، مبينين أن الفحوصات تجرى لكبار المسؤولين ثم الأثرياء، بينما يتم تجاهل المواطنين الفقراء، وفقا لرئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران، علي رضا زالي، الذي قال إن النسبة المرتفعة من النتائج الخاطئة للاختبارات تخلق أمانا زائفا وموقتا لمن يقومون بها.

لماذا اختير الكاظمي لرئاسة الحكومة العراقية؟





  • يتمتع برضا وقبول قائد فيلق القدس إسماعيل قآني




  • يعلم بحكم منصبه تفاصيل التدخل الإيراني في العراق




  • يجد تأييدا من الميليشيات التابعة لإيران في العراق




  • سيساعد في ترسيخ الوجود الإيراني في العراق




  • لديه المرونة الكافية للتعامل مع مختلف التيارات



الأكثر قراءة