شبكات الموت الإيرانية من حزب الله إلى الحوثيين
معهد واشنطن: الكيانات المتطرفة تواصل بث الفوضى ولا تتأثر بالعقوبات
الاثنين / 4 / صفر / 1442 هـ - 18:45 - الاثنين 21 سبتمبر 2020 18:45
فيما تتوالى العقوبات الأمريكية والدولية على إيران، يستمر نظام الملالي في صناعة الموت ونشر الميليشيات المسلحة التي تخدم استراتيجيته وتعزز مصالحه، وترسخ شبكته الإرهابية على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويؤكد تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الكيانات المتطرفة الموالية لإيران، وخاصة الحوثيين وحزب الله، تواصل نشر أيديولوجية الثورة وبث الفوضى والعنف والقتل في المنطقة حتى مع استمرار العقوبات.
ويرى التقرير أن شبكة وكلاء الشر الإيراني بدأت في التحالف بشكل أكبر عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سيلماني بغارة أمريكية في يناير الماضي، مما يزيد من خطرهم على القوات الأمريكية التي بدأت تنسحب من المنطقة، ويزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج.
دعوة نصر الله
دعا الأمين العام لحزب الله الإرهابي حسن نصر الله، الجميع إلى الاتحاد تحت قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في أعقاب مقتل سليماني، بهدف إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من المنطقة.
وعلى مدار الشهور الماضية بدا واضحا أن إيران غير مهتمة بمواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر، بل تسعى لأن تكون المواجهة من خلال وكلائها المنتشرين في المنطقة، رغم أن ضربة سليماني أوجعت الإيرانيين بشكل كبير، حيث كان لاعبا رئيسا في الحملة الإقليمية والعلاقات الشخصية التي أقامها مع قادة الميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
شبكة الإرهاب
تتألف شبكة الإرهاب الإيراني من وكلاء إيرانيين وفاعلين يتعاونون مع طهران لتعزيز مصالحها على مستوى العالم.
ويتصدر حزب الله المنظمات الإرهابية العالمية. ورغم نشأته اللبنانية إلا أنه يضم هجينا من دول عدة، ويركز نشاطاته في الشرق الأوسط، ويدير شبكات إرهابية وجنائية في عشرات البلدان حول العالم.
وتنشط المنظمة بين المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء العالم بسبب ضعف الحكومات المركزية، وفي مناطق الجريمة الدولية، مثل المثلث الحدودي في أمريكا الجنوبية أو غرب أفريقيا، ويعمل الحزب كقوة مضاعفة لشبكة التهديد الإيراني، حيث ينشط في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والغرب، وفي أوغندا وجنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتحديدا تايلاند وسنغافورة وماليزيا.
أذرع الشر
ويشكل الحوثيون في اليمن أحد أبرز أذرع الشر الإيرانية خلال الفترة الحالية، حيث يثيرون الفوضى والتوتر في اليمن والدول المجاورة، نظير الأسلحة والدعم الذي يحصلون عليه من إيران.
وتشكل الميليشيات المسلحة في العراق من الحشد الشعبي وغيره من الجماعات التي دربها الحرس الثوري، أذرعا مهمة لطهران، خصوصا في المعركة ضد القوات الأمريكية.
ويعد لواء «فاطميون وزينبيون» في أفغانستان وباكستان أحدث وكلاء إيران، فهما يقاتلان حاليا في سوريا نيابة عن طهران. ويُنظر إلى هذه الجماعات على أنها وكلاء لإيران ولديها علاقة معقدة معها، وبعضها يعتمد بشكل كبير على إيران وينفذ عروضها، وبعضها الآخر مستقل، على الأقل فيما يتعلق باتخاذ القرار وأنظمة القيادة والسيطرة.
التوغل الأوروبي
يقود فيلق القدس التابع للحرس الثوري وزارة المخابرات الإيرانية، والأنشطة على مستوى العمليات العسكرية، وتعمل هذه الأخيرة على تشكيل وتنظيم ودعم ميليشيات محلية تقدم تقاريرها إلى إيران حول قضايا المصالح الإيرانية، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وباكستان وغيرها.
في الوقت نفسه تعمل إيران على الساحة الدولية، وخاصة في أوروبا لتشكيل شبكات إرهابية لأغراض عملياتية، من خلال عملاء أو أعضاء ميليشيات موالية، وبالتالي فإن قادة فيلق القدس يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى المرشد الأعلى لإيران.
وتبدأ أغلب العمليات من خلال الدعوة ونشر الأفكار المتطرفة عبر المراكز التوعوية ومراكز التعليم والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإيرانية، بداعي تقريب المغتربين من وطنهم، وتعزيز حماستهم الدينية وتحويلهم إلى قواعد عمليات للنشاط العسكري، ومجندين محتملين. وخير مثال على ذلك هو المقر الرئيسي لمركز الزهراء في بلدة غراند سينث في شمال فرنسا، المشتبه في علاقته بحزب الله وإيران، حيث أكدت التقارير أنه بمثابة مركز دعم لوجستي للأنشطة الإيرانية، وقد أغلقته الحكومة الفرنسية عام 2019.
الربيع العربي
فيما ركزت إيران نشاطها في الثمانينات والتسعينات على بناء القدرات والبنية التحتية والمراكز الدعوية لتجنيد وبناء الميليشيات في البلدان المجاورة، ساعدت ثورات الربيع العربي والحروب الأهلية التي تلت ذلك إيران في نشر أيديولوجيتها، وبناء محور عمل في الشرق الأوسط.
ومنذ الربيع العربي غرق الشرق الأوسط في فوضى النظام والحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية والإرهاب. وفي هذه البيئة يكون الجهد الرائد هو العمليات العسكرية على الساحة الدولية، وتكون الظروف مواتية لتجنيد نشطاء على نطاق واسع.
وتمكنت إيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من تصدير أيديولوجيتها إلى ما وراء حدودها من خلال جهات فاعلة، مثل الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية الإيرانية.
ذباب الكتروني
كشف مشروع بحثي مشترك بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن منصات تواصل اجتماعي «فيس بوك وانستقرام وغيرهما» تنتمي إلى أعضاء الميليشيات العراقية (بدعم من إيران).
ووجد تحليل للمواقع التي أطلق عليها «الذباب الالكتروني» أن النشطاء أشادوا بالشهداء والمجاهدين، وتبادلوا المعلومات والاستخبارات العملية، مثل مراقبة تحركات القوات الأمريكية في العراق ونشر المعلومات ضد القوات، ونشر المواد الدينية. وبات واضحا أن الميليشيات العراقية تلعب دورا أكثر أهمية. وكشفت الحسابات أن علاقة إيران ليست مع الوكلاء المعروفين فقط، بل تمتد إلى روابط في دول الخليج والعراق واليمن وجنوب آسيا، وخاصة في مناطق جامو وكشمير الباكستانية وإندونيسيا، ونيجيريا ومناطق أخرى في أفريقيا وأوروبا.
حسابات مشبوهة
وأظهر البحث أن الحسابات تتحدث عن القادة الإيرانيين وتنقلهم، وتثني عليهم، وخاصة سليماني وعماد فايز مرنية (رئيس الجناح العسكري لحزب الله حتى القضاء عليه)، وتحية آية الله سيد علي خامنئي، ولم تتم الإشارة إلى أنشطة إرهابية محددة بخلاف تصريحات حسن نصر الله وعلي خامنئي ضد الولايات المتحدة.
والمثير للاهتمام أن أعضاء الحسابات المشبوهة درسوا في مدينة قم الإيرانية التي تضم مركزا دعويا شيعيا، وعملوا على تجنيد عملاء جدد لتعزيز المصالح الإيرانية. واتضح أن أعضاء الشبكة على صلة برجال دين في الولايات المتحدة الأمريكية، وشبكة دولية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والهند وأستراليا وغيرها.
علاوة على ذلك فقد تم التعرف على نشطاء لهم صلة بإيران والمنظمات الإرهابية، على سبيل المثال أحد نشطاء حزب الله المقيمين في طهران، وظهر النشطاء على صفحاتهم وهم يرتدون زي حزب الله، ويتضمن الملف الشخصي مدح إيران وسليماني وجهاد مرنية وانتقادات لمن يعارضون حزب الله في لبنان.
ملفات محرضة
وتكشف الملفات الشخصية للشبكة المحرضة عن ناشط عضو في منظمة الجهاد الفلسطيني، وناشط سوري، نشر صورا عدة لعماد مرنية. ويحتوي ملفه الشخصي على عدد كبير من المقاطع الدعائية للجهاد الفلسطيني، وناشطين آخرين من حزب الله منتشرين في دول الخليج، وناشط معجب بالعناصر الإيرانية والعراقية المدعومة من طهران.
وفي مثال آخر على الامتداد العالمي تم الكشف عن ناشط شيعي كشميري، عضو في حزب المجاهدين، ويحتوي حسابه على فيس بوك على صور لسليماني والمهندس وعماد مرنية. ويظهر تحليل لوجوده على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يدعم إطلاق سراح الشيخ إبراهيم الزكزكي زعيم الحركة النيجيرية المدعوم من إيران، ويدعو إلى تصدير الثورة.
مركز الزهراء
ويعد «مركز الزهراء» الذي تأسس عام 2005 في بلدة غراند سينث شمال فرنسا أنموذجا صارخا على التوغل الإيراني. وقد نشأ على يد يحيى القواسمي وجمال الطاهري وخالد عبد الكريم، وأعلن أن هدفه الرئيسي نشر رسالة الإسلام.
ولد القواسمي في الجزائر ودرس في لبنان. وفي عام 2009 شكل حزبا في فرنسا (تم تفكيكه منذ ذلك الحين). وزار إيران مرات عدة، وبدا فخورا بصلاته بالنظام الإيراني، ويقدم نفسه كجندي للإمام الخميني في فرنسا.
أما جمال الطاهري فيقدم نفسه على أنه إمام شيعي، درس في البقعة معقل حزب الله، وفي يوليو 2006 شارك في مظاهرة في باريس لدعم حزب الله.
وفي 2 أكتوبر 2018 داهمت الشرطة الفرنسية مركز الزهراء ومنازل قياداته، للاشتباه في ارتباط المركز بخلايا إرهابية إيرانية وحزب الله ودعمها. وأكدت مصادر فرنسية أن المداهمة كشفت عن أسلحة مخفية، وحكمت محكمة دنكيرك على أمين صندوق المركز، بشير القواسمي، بالسجن 18 شهرا، وتم اعتقال 11 عضوا مرتبطين بالمركز لاستجوابهم للاشتباه بصلتهم بخلايا إيرانية في فرنسا.
وبعد حوالي عام ازدادت الشكوك في أن المركز عنصر أساسي في التطرف والتحريض على الإرهاب، وصدر قرار بإغلاقه، وأغلق إلى أجل غير مسمى. وأكدت المحكمة أنه يروج للكراهية والعنف.
ضرب الشبكات
يوفر الانتشار الجغرافي لشبكة الإرهاب الإيراني ووجود وكلاء في عدد من البلدان حول العالم قوة مضاعفة لمحور العمليات العسكرية في جمع المعلومات الاستخبارية قبل العمليات والتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وقد أدى التقدم التكنولوجي إلى سهولة تجنيد النشطاء، ليس فقط في جهاز الإرهاب، ولكن أيضا في المجموعة الإجرامية الدولية الواسعة التي يديرها حزب الله ومنظمات أخرى.
وإلى جانب الوجود المادي، بدا واضحا انتشار شبكة تهديد إيرانية واسعة النطاق عبر الإنترنت، تحمل الكثير من التحريض. ويساعد تحليل الأنماط السلوكية وتحديد موقع انتشارها الجغرافي على إحباط خطر ايران ووكلائها.
ويؤكد التقرير أنه حتى الآن تتركز معظم الأنشطة ضد إيران ووكلائها على ضرب الشبكات المادية وتحويلات الأموال والتسليح، رغم أن مواجهة الأيديولوجية التي تروج لها إيران لا تقل أهمية. ويوصي بضرب شبكة التهديد الرقمية للحد من قدرة إيران ووكلائها على تعبئة الشباب أيديولوجيا وتجنيدهم.
عمليات إرهابية
أحد المؤشرات على تزايد اتساع خطر الشبكة تزايد الاعتقالات لعملاء إيران ونشطاء حزب الله وجامعي التبرعات في أجزاء مختلفة من العالم. على سبيل المثال:
2017
تم إلقاء القبض على عنصرين من حزب الله في الولايات المتحدة، واتهامهما بمراقبة أهداف في الولايات المتحدة.
2018
داهمت الشرطة الألمانية منازل 10 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى فيلق القدس الإيراني.
2019
نشر التطرف
تطورت الطرق التي تستخدمها إيران لنشر أفكارها المتطرفة، والتي تضم:
1 - شخصيات مؤثرة
يتخذون من إيران مقرا لهم ويديرون شبكة من المؤثرين والقائمين بالتجنيد والممولين والدعاية. على سبيل المثال، يعمل رجال الدين في قم بإيران نيابة عن النظام ويصنعون شبكة دينية محرضة للعمليات.
2 - المؤسسات الشيعية
تنتشر في الغرب وأمريكا الجنوبية وأفريقيا ودول أخرى، وتتعامل مع الدعاية وتجنيد العملاء وتمويل الجهود العسكرية الإيرانية.
3 - رجال أعمال
مستثمرون ينتمون إلى ميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية، وغيرهم ممن يجمعون الأموال للعمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الكيانات المتطرفة الموالية لإيران، وخاصة الحوثيين وحزب الله، تواصل نشر أيديولوجية الثورة وبث الفوضى والعنف والقتل في المنطقة حتى مع استمرار العقوبات.
ويرى التقرير أن شبكة وكلاء الشر الإيراني بدأت في التحالف بشكل أكبر عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سيلماني بغارة أمريكية في يناير الماضي، مما يزيد من خطرهم على القوات الأمريكية التي بدأت تنسحب من المنطقة، ويزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج.
دعوة نصر الله
دعا الأمين العام لحزب الله الإرهابي حسن نصر الله، الجميع إلى الاتحاد تحت قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في أعقاب مقتل سليماني، بهدف إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من المنطقة.
وعلى مدار الشهور الماضية بدا واضحا أن إيران غير مهتمة بمواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر، بل تسعى لأن تكون المواجهة من خلال وكلائها المنتشرين في المنطقة، رغم أن ضربة سليماني أوجعت الإيرانيين بشكل كبير، حيث كان لاعبا رئيسا في الحملة الإقليمية والعلاقات الشخصية التي أقامها مع قادة الميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
شبكة الإرهاب
تتألف شبكة الإرهاب الإيراني من وكلاء إيرانيين وفاعلين يتعاونون مع طهران لتعزيز مصالحها على مستوى العالم.
ويتصدر حزب الله المنظمات الإرهابية العالمية. ورغم نشأته اللبنانية إلا أنه يضم هجينا من دول عدة، ويركز نشاطاته في الشرق الأوسط، ويدير شبكات إرهابية وجنائية في عشرات البلدان حول العالم.
وتنشط المنظمة بين المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء العالم بسبب ضعف الحكومات المركزية، وفي مناطق الجريمة الدولية، مثل المثلث الحدودي في أمريكا الجنوبية أو غرب أفريقيا، ويعمل الحزب كقوة مضاعفة لشبكة التهديد الإيراني، حيث ينشط في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والغرب، وفي أوغندا وجنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتحديدا تايلاند وسنغافورة وماليزيا.
أذرع الشر
ويشكل الحوثيون في اليمن أحد أبرز أذرع الشر الإيرانية خلال الفترة الحالية، حيث يثيرون الفوضى والتوتر في اليمن والدول المجاورة، نظير الأسلحة والدعم الذي يحصلون عليه من إيران.
وتشكل الميليشيات المسلحة في العراق من الحشد الشعبي وغيره من الجماعات التي دربها الحرس الثوري، أذرعا مهمة لطهران، خصوصا في المعركة ضد القوات الأمريكية.
ويعد لواء «فاطميون وزينبيون» في أفغانستان وباكستان أحدث وكلاء إيران، فهما يقاتلان حاليا في سوريا نيابة عن طهران. ويُنظر إلى هذه الجماعات على أنها وكلاء لإيران ولديها علاقة معقدة معها، وبعضها يعتمد بشكل كبير على إيران وينفذ عروضها، وبعضها الآخر مستقل، على الأقل فيما يتعلق باتخاذ القرار وأنظمة القيادة والسيطرة.
التوغل الأوروبي
يقود فيلق القدس التابع للحرس الثوري وزارة المخابرات الإيرانية، والأنشطة على مستوى العمليات العسكرية، وتعمل هذه الأخيرة على تشكيل وتنظيم ودعم ميليشيات محلية تقدم تقاريرها إلى إيران حول قضايا المصالح الإيرانية، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وباكستان وغيرها.
في الوقت نفسه تعمل إيران على الساحة الدولية، وخاصة في أوروبا لتشكيل شبكات إرهابية لأغراض عملياتية، من خلال عملاء أو أعضاء ميليشيات موالية، وبالتالي فإن قادة فيلق القدس يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى المرشد الأعلى لإيران.
وتبدأ أغلب العمليات من خلال الدعوة ونشر الأفكار المتطرفة عبر المراكز التوعوية ومراكز التعليم والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإيرانية، بداعي تقريب المغتربين من وطنهم، وتعزيز حماستهم الدينية وتحويلهم إلى قواعد عمليات للنشاط العسكري، ومجندين محتملين. وخير مثال على ذلك هو المقر الرئيسي لمركز الزهراء في بلدة غراند سينث في شمال فرنسا، المشتبه في علاقته بحزب الله وإيران، حيث أكدت التقارير أنه بمثابة مركز دعم لوجستي للأنشطة الإيرانية، وقد أغلقته الحكومة الفرنسية عام 2019.
الربيع العربي
فيما ركزت إيران نشاطها في الثمانينات والتسعينات على بناء القدرات والبنية التحتية والمراكز الدعوية لتجنيد وبناء الميليشيات في البلدان المجاورة، ساعدت ثورات الربيع العربي والحروب الأهلية التي تلت ذلك إيران في نشر أيديولوجيتها، وبناء محور عمل في الشرق الأوسط.
ومنذ الربيع العربي غرق الشرق الأوسط في فوضى النظام والحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية والإرهاب. وفي هذه البيئة يكون الجهد الرائد هو العمليات العسكرية على الساحة الدولية، وتكون الظروف مواتية لتجنيد نشطاء على نطاق واسع.
وتمكنت إيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من تصدير أيديولوجيتها إلى ما وراء حدودها من خلال جهات فاعلة، مثل الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية الإيرانية.
ذباب الكتروني
كشف مشروع بحثي مشترك بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن منصات تواصل اجتماعي «فيس بوك وانستقرام وغيرهما» تنتمي إلى أعضاء الميليشيات العراقية (بدعم من إيران).
ووجد تحليل للمواقع التي أطلق عليها «الذباب الالكتروني» أن النشطاء أشادوا بالشهداء والمجاهدين، وتبادلوا المعلومات والاستخبارات العملية، مثل مراقبة تحركات القوات الأمريكية في العراق ونشر المعلومات ضد القوات، ونشر المواد الدينية. وبات واضحا أن الميليشيات العراقية تلعب دورا أكثر أهمية. وكشفت الحسابات أن علاقة إيران ليست مع الوكلاء المعروفين فقط، بل تمتد إلى روابط في دول الخليج والعراق واليمن وجنوب آسيا، وخاصة في مناطق جامو وكشمير الباكستانية وإندونيسيا، ونيجيريا ومناطق أخرى في أفريقيا وأوروبا.
حسابات مشبوهة
وأظهر البحث أن الحسابات تتحدث عن القادة الإيرانيين وتنقلهم، وتثني عليهم، وخاصة سليماني وعماد فايز مرنية (رئيس الجناح العسكري لحزب الله حتى القضاء عليه)، وتحية آية الله سيد علي خامنئي، ولم تتم الإشارة إلى أنشطة إرهابية محددة بخلاف تصريحات حسن نصر الله وعلي خامنئي ضد الولايات المتحدة.
والمثير للاهتمام أن أعضاء الحسابات المشبوهة درسوا في مدينة قم الإيرانية التي تضم مركزا دعويا شيعيا، وعملوا على تجنيد عملاء جدد لتعزيز المصالح الإيرانية. واتضح أن أعضاء الشبكة على صلة برجال دين في الولايات المتحدة الأمريكية، وشبكة دولية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والهند وأستراليا وغيرها.
علاوة على ذلك فقد تم التعرف على نشطاء لهم صلة بإيران والمنظمات الإرهابية، على سبيل المثال أحد نشطاء حزب الله المقيمين في طهران، وظهر النشطاء على صفحاتهم وهم يرتدون زي حزب الله، ويتضمن الملف الشخصي مدح إيران وسليماني وجهاد مرنية وانتقادات لمن يعارضون حزب الله في لبنان.
ملفات محرضة
وتكشف الملفات الشخصية للشبكة المحرضة عن ناشط عضو في منظمة الجهاد الفلسطيني، وناشط سوري، نشر صورا عدة لعماد مرنية. ويحتوي ملفه الشخصي على عدد كبير من المقاطع الدعائية للجهاد الفلسطيني، وناشطين آخرين من حزب الله منتشرين في دول الخليج، وناشط معجب بالعناصر الإيرانية والعراقية المدعومة من طهران.
وفي مثال آخر على الامتداد العالمي تم الكشف عن ناشط شيعي كشميري، عضو في حزب المجاهدين، ويحتوي حسابه على فيس بوك على صور لسليماني والمهندس وعماد مرنية. ويظهر تحليل لوجوده على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يدعم إطلاق سراح الشيخ إبراهيم الزكزكي زعيم الحركة النيجيرية المدعوم من إيران، ويدعو إلى تصدير الثورة.
مركز الزهراء
ويعد «مركز الزهراء» الذي تأسس عام 2005 في بلدة غراند سينث شمال فرنسا أنموذجا صارخا على التوغل الإيراني. وقد نشأ على يد يحيى القواسمي وجمال الطاهري وخالد عبد الكريم، وأعلن أن هدفه الرئيسي نشر رسالة الإسلام.
ولد القواسمي في الجزائر ودرس في لبنان. وفي عام 2009 شكل حزبا في فرنسا (تم تفكيكه منذ ذلك الحين). وزار إيران مرات عدة، وبدا فخورا بصلاته بالنظام الإيراني، ويقدم نفسه كجندي للإمام الخميني في فرنسا.
أما جمال الطاهري فيقدم نفسه على أنه إمام شيعي، درس في البقعة معقل حزب الله، وفي يوليو 2006 شارك في مظاهرة في باريس لدعم حزب الله.
وفي 2 أكتوبر 2018 داهمت الشرطة الفرنسية مركز الزهراء ومنازل قياداته، للاشتباه في ارتباط المركز بخلايا إرهابية إيرانية وحزب الله ودعمها. وأكدت مصادر فرنسية أن المداهمة كشفت عن أسلحة مخفية، وحكمت محكمة دنكيرك على أمين صندوق المركز، بشير القواسمي، بالسجن 18 شهرا، وتم اعتقال 11 عضوا مرتبطين بالمركز لاستجوابهم للاشتباه بصلتهم بخلايا إيرانية في فرنسا.
وبعد حوالي عام ازدادت الشكوك في أن المركز عنصر أساسي في التطرف والتحريض على الإرهاب، وصدر قرار بإغلاقه، وأغلق إلى أجل غير مسمى. وأكدت المحكمة أنه يروج للكراهية والعنف.
ضرب الشبكات
يوفر الانتشار الجغرافي لشبكة الإرهاب الإيراني ووجود وكلاء في عدد من البلدان حول العالم قوة مضاعفة لمحور العمليات العسكرية في جمع المعلومات الاستخبارية قبل العمليات والتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وقد أدى التقدم التكنولوجي إلى سهولة تجنيد النشطاء، ليس فقط في جهاز الإرهاب، ولكن أيضا في المجموعة الإجرامية الدولية الواسعة التي يديرها حزب الله ومنظمات أخرى.
وإلى جانب الوجود المادي، بدا واضحا انتشار شبكة تهديد إيرانية واسعة النطاق عبر الإنترنت، تحمل الكثير من التحريض. ويساعد تحليل الأنماط السلوكية وتحديد موقع انتشارها الجغرافي على إحباط خطر ايران ووكلائها.
ويؤكد التقرير أنه حتى الآن تتركز معظم الأنشطة ضد إيران ووكلائها على ضرب الشبكات المادية وتحويلات الأموال والتسليح، رغم أن مواجهة الأيديولوجية التي تروج لها إيران لا تقل أهمية. ويوصي بضرب شبكة التهديد الرقمية للحد من قدرة إيران ووكلائها على تعبئة الشباب أيديولوجيا وتجنيدهم.
عمليات إرهابية
أحد المؤشرات على تزايد اتساع خطر الشبكة تزايد الاعتقالات لعملاء إيران ونشطاء حزب الله وجامعي التبرعات في أجزاء مختلفة من العالم. على سبيل المثال:
2017
تم إلقاء القبض على عنصرين من حزب الله في الولايات المتحدة، واتهامهما بمراقبة أهداف في الولايات المتحدة.
2018
داهمت الشرطة الألمانية منازل 10 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى فيلق القدس الإيراني.
2019
- ألقت الشرطة الألمانية القبض على عملاء مزدوجي الجنسية، بينهم ألماني أفغاني للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح إيران.
- القبض على عراقي في السويد بتهمة التجسس لصالح إيران.
- اتهمت هولندا إيران بتجنيد مجرمين لاغتيال الإيرانيين المنفيين.
- قبض على عنصر آخر في حزب الله خضع للتدريب في لبنان وجمع معلومات استخبارية عن أهداف محتملة في مدينة نيويورك وبوسطن وواشنطن.
- اعتقلت قبرص وتايلاند وفرنسا وبيرو نشطاء موالين لحزب الله قبل تنفيذ عدد من العمليات
نشر التطرف
تطورت الطرق التي تستخدمها إيران لنشر أفكارها المتطرفة، والتي تضم:
1 - شخصيات مؤثرة
يتخذون من إيران مقرا لهم ويديرون شبكة من المؤثرين والقائمين بالتجنيد والممولين والدعاية. على سبيل المثال، يعمل رجال الدين في قم بإيران نيابة عن النظام ويصنعون شبكة دينية محرضة للعمليات.
2 - المؤسسات الشيعية
تنتشر في الغرب وأمريكا الجنوبية وأفريقيا ودول أخرى، وتتعامل مع الدعاية وتجنيد العملاء وتمويل الجهود العسكرية الإيرانية.
3 - رجال أعمال
مستثمرون ينتمون إلى ميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية، وغيرهم ممن يجمعون الأموال للعمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.