تفاعل

التسويق الشخصي موضة عارمة أم قيمة مضافة للشخص؟

مشاعل الغريبي
تعد ظاهرة التسويق الشخصي أو ما يعرف بـ (Personal Branding) أحد أشكال التسويق وفنون الاتصال ‪الذي يعنى بالتركيز على السمات الشخصية والخصائص المهنية، عبر‬ استخدام مجموعة استراتيجيات لصناعة الهوية الشخصية، وهي أيضا فحوى إجابة تساؤل اعتدنا على سماعه للوهلة الأولى في كل مقابلة عمل أو لقاء عابر، ألا وهو: حدثنا عن نفسك؟

‪يكثر الحديث عن هذا النوع من التسويق في الآونة الأخيرة، مع أنه ليس وليد اللحظة! حتى اعتبره بعضنا موضة عارمة تكتسح التوقيت الزمني ثم تتلاشى‬ شيئا فشيئا، أو حديث الساعة لمختصي الاتصال ‬والتسويق إبان ارتباط التواصل والتفاعل بهم مهنيا وشخصيا، لكن الواقع هو أنه يشكل قيمة مضافة للشخص وليس حصرا لتخصص بعينه فحسب.

لذا من المهم جدا صناعة هويتنا الشخصية، وتسويق ذواتنا وتحديد اتجاه بوصلتنا لتحقيق أهدافنا وزيادة نجاحنا، وليس بالضرورة أن يكون جوهر تسويقنا انعكاسا لمدى شهرتنا، وإنما مدى وضوحنا.

‪في ظل ديناميكية الشبكات الاجتماعية، وأهمية صناعة المحتوى في سوق المجالات المتنوعة، وارتفاع نسبة الاستخدام لهذه الشبكات، على سبيل المثال لا ‬ الحصر - وبحسب التقارير السنوية لإعداد المستخدمين - يتجاوز عدد مستخدمي شبكة لينكد إن للأعمال في السعودية أكثر من 3 ملايين مستخدم خلال العام الماضي على الرغم من حداثة عهد معرفتنا بها.

سباق الديناميكية هذا يزيد أهمية التسويق الشخصي الذي لا يقتصر على براعتنا في كتابة السيرة الذاتية أو تأطير صفحات التعريف الخاصة بنا بأسمى العبارات وأرقاها، ولا مجرد إتقاننا لمهارات التواصل في كل مقابلة عمل ولقاء اجتماعي، بل يمتد إلى جهد عميق ومضامين ما نطرحه من بنات أفكارنا، وما نقدم من محتوى، وما نتميز به من مهارات إضافة للإنجازات المحققة، والسمعة التي يجري بناؤها لأعوام عدة، بل هو أكثر من ذلك هو بالمختصر ما نريد أن يكتب عنا في طيات صفحات الحياة، كما في سطور كتب السير‬.