حاجز اللغة دفع عبدالوهاب لتعلم فنون الاتصال

«لن أنسى ذلك الموقف الذي زاد من إصراري على تعلم اللغة الإنجليزية وإجادتها، فمع بداية ذهابي إلى أمريكا، وفي أولى لحظات دخولي لصفوف تعلم اللغة الإنجليزية تغيبت طالبة سعودية، واختارتني المعلمة كوني من نفس جنسيتها لسؤالي عن سبب غيابها، إلا أن ضعف لغتي منعني من إيصال سبب تغيبها، فما كان مني إلا أن حاولت أن أمثل بجسدي لأشرح للمعلمة أن زميلتنا لم تكن بحالة صحية جيدة»

«لن أنسى ذلك الموقف الذي زاد من إصراري على تعلم اللغة الإنجليزية وإجادتها، فمع بداية ذهابي إلى أمريكا، وفي أولى لحظات دخولي لصفوف تعلم اللغة الإنجليزية تغيبت طالبة سعودية، واختارتني المعلمة كوني من نفس جنسيتها لسؤالي عن سبب غيابها، إلا أن ضعف لغتي منعني من إيصال سبب تغيبها، فما كان مني إلا أن حاولت أن أمثل بجسدي لأشرح للمعلمة أن زميلتنا لم تكن بحالة صحية جيدة»

الخميس - 25 سبتمبر 2014

Thu - 25 Sep 2014



«لن أنسى ذلك الموقف الذي زاد من إصراري على تعلم اللغة الإنجليزية وإجادتها، فمع بداية ذهابي إلى أمريكا، وفي أولى لحظات دخولي لصفوف تعلم اللغة الإنجليزية تغيبت طالبة سعودية، واختارتني المعلمة كوني من نفس جنسيتها لسؤالي عن سبب غيابها، إلا أن ضعف لغتي منعني من إيصال سبب تغيبها، فما كان مني إلا أن حاولت أن أمثل بجسدي لأشرح للمعلمة أن زميلتنا لم تكن بحالة صحية جيدة».

هذا هو أحد المواقف التي لن تمحوها ذاكرة المبتعث عبدالوهاب العنزي، الذي اعترف رغم صغر سنه بأنه سيكون فخورا بالتواصل مع شعوب وثقافات أخرى، ولكن دون أن ينسى ثقافة بلده وعاداته وتقاليده التي يسعى لأن يتشارك بها مع كل من صادفه في مكان إقامته.

ويشير عبدالوهاب إلى أن المشاكل التي تواجه المبتعثين كثيرة، تبدأ من دخول الطالب للمطار، موضحا: البعض تكون لغته متوسطة، وهناك آخرون لا يتمكنون من التحاور مع موظفي الجمارك والجوازات، مقترحا على الملحقية الثقافية توفير مترجمين في المطار لاستقبال المبتعثين، مضيفا: أما العقبة الثانية التي واجهتني كمبتعث فكانت المواصلات، الوضع هنا مختلف كثيرا عن الوضع في المملكة، فبعض الطلاب لا يعلمون ما هي الطريقة الصحيحة للوصول للمدينة التي سيلتحقون بها للدراسة، ونظرا لكل ما عاناه من حيرة وضياع في دقائقه الأولى على أرض أمريكا يتمنى العنزي من مبتعثي النادي السعودي الذين سبقوا أقرانهم مكتسبين بتقدمهم الخبرة ومعرفة الأوضاع هناك، أن يكونوا خير عون لزملائهم الجدد من المبتعثين، من حيث مساندتهم وإرشادهم في حال لم يحسنوا التصرف، أو حتى استقبالهم عند وصولهم إلى المطار كمبادرة تطوعية.

ويبدو أن صعوبة التواصل مع سكان دولة أخرى لهم عادات وتقاليد تختلف اختلافا كليا عما عاشه طوال حياته في السعودية هو ما دفعه للالتحاق بتخصص «الاتصالات» في إحدى الجامعات العريقة بولاية كاليفورنيا، مفضلا طريقا آخر بعيدا عما يسلكه أكثر المبتعثين في البحث عن التخصصات العلمية والهندسية.

يقول العنزي «والدتي أكبر داعم لي، هي من شجعتني لخوض غمار تجربة الابتعاث، رغم العديد من الفرص والحظ الذي حالفني لشغل وظيفتي التي أحلم بها»، مشيرا إلى أنه ما زال مقتنعا بأن الحياة في الوطن أفضل بكثير من أي مكان آخر بالعالم.