محمد حطحوط

تركي آل الشيخ والتسويق الرياضي!

السبت - 05 مايو 2018

Sat - 05 May 2018

الهلال ناد كبير، وله جماهيرية وشعبية مثل بقية الأندية الكبرى، خارج حدود وطنه. أذكر في دورة تسويقية قدمتها الصيف الماضي لشركة خارج المملكة حيث كان الحضور من 40 دولة، أني فوجئت بأن هناك كثيرا من العرب ممن يتابعون وبتعصب شديد الدوري السعودي، ويعرفون أدق تفاصيله. هذه الجماهيرية الكبيرة لم تنعكس بعد في التفاصيل الإدارية لكل ناد، فضلا عن استغلالها تسويقيا.

إليكم مثالا من نادي الهلال الذي يعد قدوة لباقي الأندية، نظرا للجماهيرية التي يحظى بها، حيث ينطبق هذا الكلام على نادي النصر والأهلي والاتحاد: إلى هذه اللحظة لا يوجد متجر الكتروني! أندية العالم للدرجتين الثانية والثالثة وفئة الشباب كلها تجاوزت هذه المرحلة، ونحن بطل الدوري هذا العام لم يستطع أن يستغل واحدة من أكبر الفرص التجارية المهدرة في ساحة التسويق الرياضي في السعودية! ولو فتحنا ملف كل ناد سنجد فيه الكثير من الفرص المهدرة والأفكار المعطلة!

لماذا؟ هل رجل ذكي مثل سامي الجابر أو سمو الأمير قبله يفوته أمر محوري مثل هذا؟ بالطبع لا، ولكن الوضع الحالي، وتحديدا اعتماد الأندية شبه الكلي على دعم الهيئة العامة للرياضة يجعلها تزهد في استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة أمامها! تماما كما عندما تطلب من ابنك المراهق العمل، وتجده يرفض الفكرة، لأنك تغدق عليه بمبالغ تفوق ربما راتبه لو دخل السوق وعمل! حالة الإدمان الحالية هي مفرحة للأندية على المستوى القريب، لكنها مضرة جدا وربما قاتلة على المدى البعيد.

معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة يقول: إن تخصيص الأندية سيكون في نهاية 2019! وهذا يجب أن يكون خطا أحمر أمام مجلس إدارة أي ناد سعودي، إن أردنا أن يكون الدوري السعودي منافسا ومن العشرة الأفضل في العالم! يكاد يستحيل أن تتميز صناعة الاستثمار والتسويق والرعايات في المجال الرياضي دون خصخصة القطاع بالكامل! هذا ما تمليه تجارب الأمم الأوروبية والأمريكية عن بكرة أبيها، وذلك لأن القطاع العام لا يستطيع - ولن يستطيع - مواكبة القطاع الخاص.

سألت شخصيا أكثر من مدير تسويق لشركات سعودية كبرى كانت ترعى الدوري السعودي ثم رأيناها ترعى أندية أوروبية وأجنبية عن السبب، وكان الجواب: لا يوجد في الدوري السعودي حقوق لي واضحة كراع! عندما - كمثال - أتفق مع إدارة ناد، وبمجرد وصول إدارة جديدة، تضرب عرض الحائط بكل شيء يعود للإدارة السابقة! ذهبنا لأوروبا ووجدنا من يعطيك حقك وزيادة!

ولهذا في الختام، أقول لمعالي رئيس الهيئة العامة للرياضة: تأخر ملف الخصخصة، وحالة إدمان الأندية على دعم الهيئة، أمران يدمران أسس الاستثمار والتسويق في الرياضة السعودية!

mhathut@