عبدالله المزهر

تحسر على طغاة الزمن الجميل!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 11 أبريل 2018

Wed - 11 Apr 2018

في الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال فإن طبول الحرب تقرع في سوريا، وأظن أن تأثيرات هذه الحرب ـ إن وقعت ـ خارج سوريا أكثر بكثير من تأثيرها داخلها. لأن السوري لم تعد الحرب شيئا يخافه أو يخشاه، فالموت واحد في نهاية المطاف.

والمؤسف حقا أن تصبح أرض عربية مكانا لتجريب الأسلحة من كل صنف ولون، فالروس يريدون أن يختبروا قدرة صواريخهم المضادة، والأمريكان يريدون أن يثبتوا أن التقنية الروسية لن تتفوق على الصواريخ الأمريكية. ولن يجدوا في هذا الوقت مكانا أفضل من سوريا لإجراء تجارب حقيقية يستفيدون منها في التطوير وتعديل الأخطاء.

وكذلك يفعل الإيرانيون والأتراك وكل من أراد أن يجرب شيئا جديدا أو سلاحا أو عملا استخباراتيا، سوريا هي مسرح الأحلام للباحثين عن التجارب.

كل ذلك يحدث لأن «الحيوان» الذي يحكم هناك وصل إلى منزلة في الانحطاط والنذالة والإجرام تترفع عنها حتى أراذل الحيوانات والدواب، فلا أحد يقتل شعبه بهذه الطريقة، ولا أحد يبيع شعبه للدول العظمى والصغرى وما بينها، باعهم حتى لسماسرة نقل اللاجئين وتجار البشر. لم يبق أحد لم يقدم له بشار السوريين كسلعة من أجل أن يبقى حاكما، حتى وإن أصبح حاكما صوريا في بلد لا يملك ولا يجرؤ أن يكون صاحب قرار فيه.

والحقيقة أن هذا الزمن سيئ بكل المقاييس، فحتى الطغاة لم يعودوا طغاة تجد فيهم صفات يمكن احترامها. من أبرز منتجات هذا الزمن الرديء الطغاة الأغبياء السذج التافهون. لا رجولة ولا دين ولا خلق ولا سياسة. مجرد قتل من أجل القتل وقمع من أجل القمع ذاته، دافعه الوحيد هو الشعور بالنقص والإيمان بأنه تافه لا يبقيه واقفا إلا قمعه للناس.

وأنت تشاهد «نصف رجل» مثل بشار يقتل الناس بكل الوسائل والطرق، ويقدم ما تبقى منهم للآخرين من دول وعصابات وأصحاب حق وأصحاب باطل لكي يجربوا هم أيضا طرقهم في القتل، سيبدو الأمر مضحكا ومبكيا في الوقت نفسه حين تتحسر على طغاة الزمن الجميل. حين كان الطغاة رجالا يمتلكون الحد الأدنى من الشجاعة على أقل تقدير.

وعلى أي حال ..

أتمنى ألا يفهم عبقري ما أني أحب الطغاة، سواء طغاة الزمن الجميل أو طغاة الزمن القبيح، ولكن الأمر يقهر قليلا حين ينتشر الطغاة الجبناء الذين يقتلون الضعفاء والأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، أما حين يتعلق الأمر بقتال أعداء الوطن الحقيقيين أو استعادة الأراضي المحتلة يتحول «الأسد» إلى نعامة خرقاء تهرب من صفير الصافر.

@agrni