لأجل هذا يكره البعض أمازون!
السبت - 07 أبريل 2018
Sat - 07 Apr 2018
عندما ضربت النسخة الأخيرة من الرواية الشهيرة هاري بوتر السوق الأمريكي بسعر 35 دولارا، قدمت أمازون الكتاب بـ30 دولارا فقط قبل الوقت المحدد للنشر، وهذا عادة يتطلب مضاعفة الأسعار، ليس هذا فحسب، بل قدمت أمازون معه توصيلا في يومين مجانا! لم يستطع أي منافس آخر - دور النشر والمكتبات - تقديم سعر أقل من سعر العملاق أمازون، لأنه يبيع منتجات أحيانا أقل حتى من سعر التكلفة، ولهذا لو سألت مئة عميل: لماذا تتبضع من أمازون؟ 80% يرددون سببا جوهريا: السعر المنافس والرخيص! وهذا الكلام صحيح من جهة، لكنه احتيال ووهم من جهة أخرى.
تشرح مجلة الفوربس وخبراء كثر استراتيجية أمازون في بند التسعير، والمعروفة بالتسعير الوهمي المخفض، وتعني بكل بساطة: تقدم أمازون أسعارا منافسة جدا في المنتجات المشهورة والمعروفة، مثل رواية هاري بوتر، وهذا يجعل العملاء يفترضون أن هذه الأسعار تنطبق على باقي المنتجات، وهنا تلعب أمازون لعبتها، حيث تضع أسعارا مرتفعة جدا في المنتجات غير المشهورة وغير المعروفة، وهذا ما يحقق لها المليارات سنويا!
هنا مثال حقيقي ذكرته البزنس إنسايدر: تلفاز لشركة سامسونج تبيعه أمازون - مثل بقية منافذ البيع- بـ350 دولارا، وعند الجمعة السوداء - آخر جمعة في نوفمبر- قامت بتخفيض المنتج إلى 250 دولارا، وهو سعر لم يستطع أي منافس تقديمه، وهو مغر للعميل لأنه فعلا الأرخص، ولكن تبيع أمازون ملحقات التلفاز، مثل سلك الإتش دي وغيره بأضعاف أسعار المنافسين، ولكن العميل وقتها يفترض - في عقله - بما أن هذا هو أقل سعر للتلفاز، فإن سعر السلك سيكون هو كذلك الأقل، وهذا غير صحيح!
ليس هذا فحسب، بل هناك دراسة علمية قامت بمقارنة جميع أسعار المنافسين لأمازون، وهم: والمارت وكروقر وتارقت، وكانت النتيجة التي ذكرها أري شبانيا أن متوسط أسعار أمازون أعلى من باقي المنافسين بـ 13%! كيف حدث هذا مع ارتباط مفهوم (أقل الأسعار) باسم أمازون؟ إنه التسويق الاحترافي، وتحديدا ما يعرف بفن التموضع Positioning، وهو فن في التسويق يستطيع رسم الصورة التي تريدها الشركة في ذهن العميل، ولو كانت الصورة الحقيقية مختلفة تماما!
لكن أعظم ذنب ترتكبه أمازون اليوم أنها إذا دخلت قرية قلبت أعزة تجارها أذلة، وهذا له سلبياته وإيجابياته! عندما تدخل سوقا جديدا تفعل تماما مثلما يفعل والمارت بالتنمر التسعيري Tiger Pricing، حيث تقدم أسعارا تقترب من سعر التكلفة، في غضون السنتين الأوليين يخرج من السوق التجار الصغار، بعدها يبدأ الكبار ينسلون واحدا تلو آخر. إعلان شركة توي آر إس إفلاسها له أسباب، أحد أهمها أن أمازون دخلت في صراع معها! دخول أمازون للسوق السعودي جيد من نواحي تعدد الخيارات للمستهلك واحتدام المنافسة، ولكن سلبيته أن المال بدلا من بقائه في السعودية ودورانه فيها، سوف يعود هناك لخزينة الشركة في سياتل!
غرد ترمب قبل أيام عن استغلال أمازون للبريد الأمريكي وممارساتها غير الأخلاقية أحيانا بتغريدة واحدة، كلفت أمازون هذه التغريدة أكثر من عشرة مليارات دولار في قيمتها السوقية!
@mhathut
تشرح مجلة الفوربس وخبراء كثر استراتيجية أمازون في بند التسعير، والمعروفة بالتسعير الوهمي المخفض، وتعني بكل بساطة: تقدم أمازون أسعارا منافسة جدا في المنتجات المشهورة والمعروفة، مثل رواية هاري بوتر، وهذا يجعل العملاء يفترضون أن هذه الأسعار تنطبق على باقي المنتجات، وهنا تلعب أمازون لعبتها، حيث تضع أسعارا مرتفعة جدا في المنتجات غير المشهورة وغير المعروفة، وهذا ما يحقق لها المليارات سنويا!
هنا مثال حقيقي ذكرته البزنس إنسايدر: تلفاز لشركة سامسونج تبيعه أمازون - مثل بقية منافذ البيع- بـ350 دولارا، وعند الجمعة السوداء - آخر جمعة في نوفمبر- قامت بتخفيض المنتج إلى 250 دولارا، وهو سعر لم يستطع أي منافس تقديمه، وهو مغر للعميل لأنه فعلا الأرخص، ولكن تبيع أمازون ملحقات التلفاز، مثل سلك الإتش دي وغيره بأضعاف أسعار المنافسين، ولكن العميل وقتها يفترض - في عقله - بما أن هذا هو أقل سعر للتلفاز، فإن سعر السلك سيكون هو كذلك الأقل، وهذا غير صحيح!
ليس هذا فحسب، بل هناك دراسة علمية قامت بمقارنة جميع أسعار المنافسين لأمازون، وهم: والمارت وكروقر وتارقت، وكانت النتيجة التي ذكرها أري شبانيا أن متوسط أسعار أمازون أعلى من باقي المنافسين بـ 13%! كيف حدث هذا مع ارتباط مفهوم (أقل الأسعار) باسم أمازون؟ إنه التسويق الاحترافي، وتحديدا ما يعرف بفن التموضع Positioning، وهو فن في التسويق يستطيع رسم الصورة التي تريدها الشركة في ذهن العميل، ولو كانت الصورة الحقيقية مختلفة تماما!
لكن أعظم ذنب ترتكبه أمازون اليوم أنها إذا دخلت قرية قلبت أعزة تجارها أذلة، وهذا له سلبياته وإيجابياته! عندما تدخل سوقا جديدا تفعل تماما مثلما يفعل والمارت بالتنمر التسعيري Tiger Pricing، حيث تقدم أسعارا تقترب من سعر التكلفة، في غضون السنتين الأوليين يخرج من السوق التجار الصغار، بعدها يبدأ الكبار ينسلون واحدا تلو آخر. إعلان شركة توي آر إس إفلاسها له أسباب، أحد أهمها أن أمازون دخلت في صراع معها! دخول أمازون للسوق السعودي جيد من نواحي تعدد الخيارات للمستهلك واحتدام المنافسة، ولكن سلبيته أن المال بدلا من بقائه في السعودية ودورانه فيها، سوف يعود هناك لخزينة الشركة في سياتل!
غرد ترمب قبل أيام عن استغلال أمازون للبريد الأمريكي وممارساتها غير الأخلاقية أحيانا بتغريدة واحدة، كلفت أمازون هذه التغريدة أكثر من عشرة مليارات دولار في قيمتها السوقية!
@mhathut
