عبدالله المزهر

أشياء من اللقاء ..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 04 أبريل 2018

Wed - 04 Apr 2018

مرة أخرى يتحدث محمد بن سلمان، وأنا حقيقة معجب كثيرا بالطريقة التي يتحدث بها وبكمية الوضوح في تصريحاته وهذا برأيي أهم الأسباب التي تجعل من لقاءاته عناوين رئيسية في وسائل الإعلام المحبة والكارهة على حد سواء.

وفي اللقاء الأخير مع الاتلانتك تحدث عن موضوعات كثيرة، منها ما أفهمه ومنها ما لا أفهمه بحكم أن علاقتي بالسياسة ـ كما تعلمون ـ تشبه علاقتي مع المال، أسمع عنهما ولا أراهما ولا أفهم في شؤونهما.

لذلك فإن أكثر ما يشدني في مثل هذه اللقاءات هو طريقة الحوار وأسلوب الإجابات، بغض النظر عن الموضوعات التي يتم نقاشها. أحب اللقاءات والحوارات التي قد أسمع فيها شيئا جديدا أو مثيرا، أما اللقاءات التي يعرف المشاهدون أو المتابعون إجابات الضيف قبل أن يتكلم فلا تشدني كثيرا.

والحقيقة أن لدي رغبة في الإسهاب كثيرا عن مدى إعجابي بشخصية وأسلوب الأمير محمد بن سلمان، ومع أن القريبين مني يعلمون يقينا أن هذا ما أقوله عنه حتى في النقاشات الخاصة جدا إلا أنني لا زلت أتحرج كثيرا من الإشادة بالأشخاص الذين لا أستطيع انتقادهم.

وهذا مدخل إلى ِشيء مما جاء في هذا اللقاء الرائع، وهو حديث الأمير عن الخطوط الحمراء الثلاثة (الإسلام والتجاوزات الشخصية والأمن القومي) وأن ما عدا ذلك يمكن الكتابة فيه بحرية. وأزعم أني لم ألامس هذه الخطوط يوما ولا أجد أن حتى مجرد الاقتراب منها أمر مستساغ ولا أعتبر الحديث فيها يدخل ضمن إطار حرية التعبير سواء في السعودية أو في أي مكان آخر.

وقد أسعدني كثيرا حديث سمو الأمير وأتمنى أن تصل نفس قناعاتي وفهمي لما قال إلى وزارة الإعلام ورؤساء التحرير وبقية الجهات التي تراقب ما يكتب وما يقال.

فعلى سبيل المثال، جاء في كلمة سمو الأمير في موقع الرؤية :»سنكون شفافين وصريحين عند الإخفاق والنجاح، وسنتقبل كل الآراء ونستمع إلى جميع الأفكار». وقد قام بدوره في هذا وكان صريحا وشفافا كما رأينا جميعا في لقاءاته، النقد والرأي الآخر ـ وهي ليست مهمته ـ شبه معدوم تقريبا، وغالبا فإن ما يقال بعد كل قرار هي قوالب إشادة جاهزة أيا كان الموضع. حتى في البرامج التلفزيونية يجتمع مجموعة من الضيوف ليقولوا جميعا نفس العبارات وهذا يبدو وضعا غريبا.

وهذا شيء يمكن أخذه بحسن ظن وأنه من باب الثقة في متخذ القرار، لكني أزعم أن غياب النقد يسيء للمشروع ولصورته ولا أظنه يشبه الدولة التي يحلم بها سمو الأمير ونحلم بها معه.

وعلى أي حال ..

أظن ظنا ليس آثما إن شاء الله أن الإشادة الدائمة والجاهزة هي إحدى صور الغش والخداع التي تمارس تجاه المسؤول، ولا أظن أن المسؤولين في السعودية الجديدة يقبلون أن تتحول صفحات الصحف ووسائل الإعلام ومؤثرو وسائل التواصل إلى مجرد أدوات صماء تكرر ذات العبارات بعد كل منجز أو مشروع أو قرار أو لقاء.

@agrni