عبدالله المزهر

خالص كاذب أو غبي خالص!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 03 أبريل 2018

Tue - 03 Apr 2018

أود أن أجلس جلسة مصارحة لا تخلو من بعض الشتائم مع أولئك الذين يفاجؤون في كل مرة ينقلب فيها أحد الذين عاشوا في السعودية بعد أن يغادرها ثم يبدأ في الانتقاص من كل ما هو سعودي بشكل خاص أو خليجي بشكل عام.

المفاجأة تكون لمرة واحدة فقط، ثم إنها بعد ذلك تصبح شيئا روتينيا مكررا، ولا أظن أن الإنسان «الطبيعي» يفاجأ من الأشياء المتكررة حتى وإن كانت خارقة ومعجزة ـ شروق الشمس يوميا على سبيل المثال ـ فكيف إن كانت أشياء لا إعجاز فيها ولا إبداع، كأن يشتم عربي السعودية بعد أن يغادرها.

التعميم لغة حمقاء، وقد عاش معنا وبيننا ومنا كثير من الإخوة العرب والعجم الذين أحبوا بلادنا أكثر مما يفعل بعض أهلها، لكن في المقابل فإن «السفلة» مروا من هنا أيضا.

من المؤكد أن «خالص جلبي» لا يعرفني جيدا، ولذلك وصف السعوديين بأنهم قوم لديهم فائض من الأموال، والحقيقة أن الاستنتاج الذي وصل إليه لا يخرجه من إحدى حالتين، الأولى أنه كاذب وهذا لا يليق بشخص في عمره ومكانته، أو أنه صادق وهذا يعني أنه احتاج إلى أكثر من ثلاثين سنة ليكتشف هذه الحقيقة وهذا يدل على أنه غبي بشكل مبالغ فيه. أي إن المحصلة النهائية هي أنه إما كاذب أو غبي.

الآخرون الذين سبقوه في «النذالة» هم في الغالب وصوليون، وحين يشتمون السعودية والسعوديين فإنهم لا يقومون بأكثر من كشف أنفسهم بشكل ساذج، حين تعمل ـ على سبيل الثمال ـ مذيعا في قناة سعودية لسنوات ثم حين تتركها تبدأ في كيل الشتائم للسعوديين فإنك ببساطة وربما دون أن تشعر تخبر الناس أنك لست أكثر من عبد للريال، ولديك الاستعداد للسكوت عن هؤلاء السعوديين المتخلفين ـ حسب اكتشافك ـ بما أن المال ما زال يجري بين يديك لأنك شخص بلا كرامة.

لكن ومن باب الإنصاف ـ وأنا منصف كما تعلمون ـ فإننا نتحمل الجزء الأكبر من الخطأ الذي أدى إلى «توالد» مثل هذه الكائنات حتى أصبحت ـ أو كادت ـ ظاهرة.

كثيرون ـ جدا ـ من القائمين على القنوات الإعلامية التي تنتمي للسعودية لديهم حالة انبهار غير مبرر بكل ما ليس سعوديا، وبعض القنوات ـ التي تعرفون ـ يكفي أن يكون اسمك «طوني» ـ على سبيل الثمال بالطبع ـ لتقنعهم بأنك تملك أفضل سيرة ذاتية تؤهلك لتكون كادرا مهما في تلك الوسيلة الإعلامية لتخبر السعوديين كيف يعيشون وتناقش قضاياهم وتقترح عليهم الحلول.

وعلى أي حال ..

في قانون السوق، فإن الأشياء التي تشتريها بالمال يمكن أن يحصل عليها من يدفع أكثر منك، وهذه قاعدة لا تنطبق على البضائع والسلع فقط. إنها قابلة للتطبيق على أي شيء. ونحن قبل غيرنا يجب أن نؤمن بأن لدينا ما هو أهم من المال قبل أن نحاول إقناع الآخرين بهذا.

@agrni