عبدالحليم البراك

موافق على الاتفاقية؟ هذه النتائج!

الاثنين - 02 أبريل 2018

Mon - 02 Apr 2018

(ملاحظة ليست مهمة: ما يرد من استعراض من أفكار ساخرة في هذا المقال هي حقائق وليست مزاحا..)

أثيرت قضية «تسريب البيانات لشركة كامبريدج أناليتيكا، وأن الفيس بوك وسيط سهل لجمع بيانات وتفاصيل دقيقة وشخصية وغير متوقعة عن مستخدميه، حيث تقوم برامج وسيطة بتحليلها واستغلالها، بسبب أذونات كثيرة يجهلها المستخدمون»، وهذا يفتح باب التساؤل عن خصوصيتنا في استخدامنا للانترنت، الأمر أكثر من مجرد خبر عابر، حيث إنه:

• يمكن للتقنية أن تعرف مقاس الـ (تي شيرت) الذي تلبسه، ولن أقول شيئا آخر - أكثر خصوصية - غير (التي شيرت) حفاظا على ابتسامتك، والسبب أن هاتفك المحمول أو حسابك في قوقل أو غيرهما، قد رصد بحثك عن ملابس داخلية لك أكثر من مرة فتعرف على مقاساتك وتعرف أيضا على مقاسات آخرين اشتريت لهم هدايا! وهو ما يجعل لديه القدرة على التمييز بين المقاسات التي تنوي شراءها لنفسك أو لغيرك. (التقنية تعرف ملابسنا الداخلية ورغباتنا الداخلية وميولنا الداخلية !!).

• يمكن لكاميرا الهاتف المحمول أن تعمل بإذنك دون أن تعلم، تفتح تلتقط الصور أو الفيديو تغلق نفسها، بدون صوت أو بصوت ثم تحتفظ به، ويمكن أن ترسله أيضا لحسابك وتحتفظ به في ذاكرة الهاتف ويمكن لأي شخص يصل لهاتفك أن يراك ويمكن - ربما - أن ترسل لغيرك بإذنك. (نصيحة شرفية؛ أبعد جوالك عن غرفة نومك).

• بالتحليل الرياضي المنطقي والمتعلق بالوقت والتاريخ يمكن للتقنية أن تعرف مكان عملك، وتعرف منزلك ومنزل أهلك (الذين خلفوك) وتعرف جدولك الأسبوعي المنتظم، بل وخططك في السفر، ونوع سفرك (عائلي، شبابي، سري!!!) السيدات سوف يتمنين لو كن هاتفا متنقلا حتى يعرفن كل هذه المعلومات عن أزواجهن، والأزواج كذلك!

• التقنية يمكنها معرفة منصبك، بل والوثائق التي تعرفها وتتداولها، وتعرف أيضا حجمك في عملك (بمعنى لا تدعي أنك وكيل وزارة وأنت لست سوى مدير فقط؛ وتكتب أنك مدير عام وأنت لست كذلك!).

• تجمع التقنية معلومات عنك أخطر مما تفعله مكاتب الهجرة في العالم، فالبصمة وباختيارك هي في قاعدة معلومات في الجهاز، بينما دول كثيرة لم تعتمد البصمة في وثائقها، تفاصيل وجهك (بغض النظر عن جمالك أو دمامتك) محفوظة في الجلاكسي والايفون والهواوي، بل وبصمة عينيك وكل إيميلاتك وحساباتك التي يعرفها الناس والتي لا يعرفها مكشوفة في جهازك الذي يعتبر هو الأسهل في الوصول إليك! (هناك حديث أن إدارة الهجرة في أمريكا ستطلب إيميلاتك وحساباتك في مواقع التواصل الاجتماعية، يرجى أن تعطيهم إذنا للدخول لهاتفك المحمول وهو يتكفل بإخبارهم عنك).

• ملفات الكوكيز كانت تترك أثرا بسيطا عنك، الآن (المشكلة) لا تدري أين تقع ملفات الكوكيز هذه، هل هي في الجهاز أم في البرنامج نفسه، أم في أذونات البرنامج المرتبطة بـ IP الجهاز IP البرامج أو ربطها بالإيميلات هذه الملفات الصغيرة المتناهية بالصغر تحتفظ بأهم شيء عنك (لن تذهب بعيدا عن التقنية).

• أخيرا وهي المفاجأة، التقنية تعرف بماذا تفكر، وما هو الشيء الذي أنت متردد فيه وما هو الشيء الذي أنت عازم عليه، إذ إن ما تكتبه ثم تقرر مسحه ولا ترسله يتم تسجيله

(والله العظيم ليست مزحة هذه حقيقة تدعمها التقنية نفسها! هل تريد أن تتأكد؟ تقوم مستندات قوقل درايف بالحفظ التلقائي وأنت تكتب.. إذن .. الباقي عليك أن تفهمه بنفسك!).

• حتى تتخلص من متابعة التقنية لك، عليك أن تتخلص منها، والتخلص منها يتم بشيئين، مادي تتركها في مكان بعيد عنك، ومعنوي أن تعيش بدونها، عدا ذلك أنت مكشوف مكشوف يا (ولدي!).

• الأذونات أحيانا سلسلة من الكلام الكثير الذي لا نقرؤه ولكننا نوافق عليه، يعني؛ (توافق على التجسس على نفسك، وقد توافق على إعطاء معلومات لوسيط ثالث ورابع وبيعها بسبب أن اتفاقية الخصوصية عبارة عن 24 صفحة بالخط الصغير والعبارات العمومية المملة جدا وفيها الموافقة بعبارة صغيرة وعابرة !!).

• آخر نقطة: هذا ما نعلمه .. ، ماذا عما لا نعلمه؟ يبدو أكثر رمادية بل رمادي جدا لدرجة السواد!