فواز عزيز

رأي غازي القصيبي المتواضع

السبت - 03 مارس 2018

Sat - 03 Mar 2018

• الخلافات المبنية على ظهر آراء شخصية أصبحت أكثر بكثير من الآراء الشخصية نفسها..!

• كثيرا ما نرى من يسأل عن صاحب الرأي قبل أن يبدي قبولا أو اعتراضا على الرأي، وكأن أحد معايير التعامل مع «الرأي» هو معرفة شخصية صاحبه..!

• كثير من الخلافات تقع في ساحة «الآراء الشخصية» فيتقاتل طرفان لامتلاك الساحة، بينما هي تتسع للجميع باختلاف الآراء..!

• يستبسل البعض في تفنيد رأي البعض الآخر بكل الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى لو كانت خارج نطاق النقاش كالنبش في آراء وأفكار الطرف الآخر القديمة أو حتى شكله وحياته ونسبه لقتل رأيه الشخصي ليتحقق النصر عليه، وكأن الهدف ليس تصحيح رأي بقدر ما هو هزيمة صاحب الرأي..!

• جمع الأديب غازي القصيبي عددا من مقالاته التي نشرها في مجلة اليمامة في كتاب اختار له عنوان «في رأيي المتواضع»، وقال إنه حين اختار اسم الكتاب لم يفعل ذلك عبثا أو حياء كاذبا أو استفزازا، ولكن بعد روية وتفكير بأن ما يعرضه فيها هو مجرد رأي، ورأي متواضع لأنه رأي شخصي لم يسبقه كثير أو قليل من البحث التطبيقي أو الميداني، ورأي يجري عليه ما يجري على آراء البشر جميعا من خطأ وصواب، ولا يستبعد أن يكون نصيب الخطأ أوفى من الصواب، وما دام ذلك كذلك، فإنه - غازي- لا يرى أي مصلحة في فتح مناوشات جانبية مع كل من لا يعجبه رأي قرأه، معتبرا أن مثل هذه المناوشات في العادة لا تنتج شيئا جديرا بالقراءة.

• آراؤنا الشخصية

يجب أن تكون متواضعة كما هو رأي غازي، وحتى بتعاطينا معها لا بد أن نكون متواضعين، حتى لو اختلفنا معها وحولها، فلا تكون تلك الاختلافات مجالا لمناوشات يخالطها طموح الانتصار وإثبات هزيمة الرأي الآخر.

• وكوننا لا نتفق مع رأي شخصي لا يعني أنه لا يستحق القراءة وقبل ذلك النشر؛ فلو كانت كل آرائنا متفقة لما احتجنا إلى «التفكير»..!

• الآراء الشخصية ليست حقائق ليكون لزاما علينا تفنيدها ووأدها قبل أن تصل الناس..!

• لم يكن غازي يؤمن إلا بنوعين «من الحقائق» - كما يقول- النوع الأول هو: الحقائق الدينية التي كشف عنها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة الصحيحة الثابتة، والنوع الثاني: الحقائق التي أثبتت التجارب الدقيقة صحتها مثل تركيب الماء أو تجمده عند درجة معينة من الحرارة وغليانه عند أخرى، أما الحقائق الأخرى فيعتبرها «وقتية» أو «نسبية» أو كليهما معا.

• ويقول: إن أي نظرية اقتصادية أو فلسفية أو اجتماعية أو أدبية تعتبر صحيحة؛ لأن إنسانا ما يعتبرها صحيحة، لا لأنها قابلة للبرهان، وما يعرض في العادة كبراهين أو إثباتات لا يعدو أن يكون «تمثيلا» أو «قرائن» أو «استدلالات» يستطيع أي مناظر ذكي أن يقوضها بسهولة أو أن يأتي بما يعارضها.

(بين قوسين)

• يعتبر غازي القصيبي «أي نقاش بين من يعتقد أنه قد لا يعرف ومن يجزم أنه يعرف مضيعة للوقت والجهد والأعصاب».

fwz14@