محمد حطحوط

لهذا السبب ستفشل حملة ادعم ناديك يا تركي!

السبت - 27 يناير 2018

Sat - 27 Jan 2018

في مادة التسويق الرياضي، والتي قمت بتدريسها في حرم جامعة الملك سعود، قسمت الزملاء الطلاب إلى عشر مجموعات: المجموعات الخمس الأولى تتولى حصر الجهود التسويقية في الأندية الأوروبية التالية: ريال مدريد، وبرشلونة، ومانشستر سيتي، ويونايتد، وبايرن ميونخ. والمجموعة الثانية تتولى حصر الجهود التسويقية للأندية التالية: الهلال، والنصر، والأهلي، والاتحاد، والشباب.

كل فريق مطلوب منه تقييم كل ناد - أوروبي أو سعودي - بحسب مجموعة محاور: الرعايات، الاستفادة من حرم النادي ماليا، المتجر الالكتروني، موقع النادي وشراء التذاكر، التقييم الكلي للنادي. في نهاية الفصل كانت الصدمة الحقيقية والصعقة الكهربائية لكل طالب عند وصوله وبطريقة مقنعة وعملية لنتيجة: نحن لا يوجد عندنا في السعودية تسويق رياضي من الأساس! وهي صدمة من الصعب تخيلها حتى تعيش تفاصيلها. مثال بسيط قد يختصر أربعة أشهر مع العمل الطويل مع هؤلاء الطلاب: نادي ريال مدريد لديه أنشطة تسويقية وتفاعل مع الجمهور قد لا تتخيله، ولهذا السبب هو من أكثر الأندية قيمة سوقية بالعالم. الأمر المثير أنه حتى في عام 2014 الذي اختطف فيه برشلونة كأس الدوري وكأس الملك وكأس أبطال أوروبا من أمامه، لم يستطع برشلونة أن يتجاوز ريال مدريد في بند المبيعات، بسبب العمل التسويقي المذهل لريال مدريد.

في ريال مدريد كمثال هناك مطاعم فاخرة يقيم فيها أي مشجع مناسبة عشاء. في الحقيقة تستطيع أن تستأجر الملعب بالكامل وتقيم حفل زواجك في الملعب ذاته، وسلسة طويلة من الفعاليات المستمرة!

الرعايات ملف آخر، حيث يقدم لك رعايات دولية ورعايات إقليمية. بكل تأكيد تستطيع شراء التذاكر عبر الموقع والتبضع في متجر النادي الالكتروني بكل يسر وسهولة. كان كل ناد أوروبي تحت الدراسة يبهر بأفكار تسويقية جديدة لإشباع رغبات عشاق الكيان.

في المقابل إليك هذه الكوارث المحلية: نادي الهلال لا يوجد لديه متجر الكتروني! عاشق هلالي في تبوك أو جيزان لا بد له من السفر للرياض لشراء القميص!

ناد بهذا الحجم وهذا العدد من العشاق لا يستطيع المشجع شراء تذكرته عبر موقع النادي! نادي النصر لديه متجر الكتروني لكن الموقع غير متاح وقت كتابة هذه الأحرف! بل موقع النادي الأساسي حاليا تحت الصيانة! الكوارث التسويقية تستمر لبقية الأندية السعودية دون استثناء! هذه أخطاء تخرج من ملة التسويق، ولا يمكن قبولها فضلا عن تبريرها. ما الحل؟ بسيط جدا: خصخصة. سر تميز الأندية الأوروبية أنها تفكر بعقلية القطاع الخاص. اقرأ الخبر التالي: بايرن ميونخ يجمع العقول لتقديم ابتكارات جديدة. خبر آخر: برشلونة يطلق مشروعا رياديا في المعرفة والابتكار! وآخر: مانشستر سيتي يوظف فعاليات الهاكاثون لاكتشاف مجالات جديدة للابتكار. هل ستستمر حملة ادعم ناديك؟ لا أظن ذلك، لغياب المنظومة، لغياب البنية التحتية. دور الحكومة - هيئة الرياضة- أن تفتح المجال للقطاع الخاص للنهوض بهذا الصناعة، البلد مليء بمستثمرين وخبراء في التسويق يديرون أكبر الشركات، إحجامهم عن دخول القطاع هو بسبب التدخلات الكثيرة

والبيروقراطية الحكومية. الدولة تتجه للخصخصة في قطاعي التعليم والصحة، والرياضة أولى وأجدر بالخصخصة من غيرها. لهذا السبب أقول لمعالي رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة الرجل الجريء تركي آل الشيخ: دورك ليس التسويق للأندية، دورك أن تخلق بيئة تنافسية تجعل الأندية تسوق لذاتها.

mhathut@