أحمد صالح حلبي

كلاهما مواطن

الاحد - 14 يناير 2018

Sun - 14 Jan 2018

جاء صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمواجهة غلاء المعيشة بقوة الإرادة، وحفظ الكرامة، بصرف مبلغ ألف ريال كعلاوة سنوية للمواطنين من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، وصرف مكافأة قدرها خمسة آلاف ريال للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية في الحد الجنوبي للمملكة، إضافة لصرف بدل غلاء معيشة قدره خمسمئة ريال للموظفين المحالين للتقاعد، والمستفيدين من المؤسسة العامة للتقاعد، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وذلك لمدة سنة، وإضافة بدل غلاء معيشة للمخصص الشهري لمستفيدي الضمان الاجتماعي بمبلغ 500 ريال لمدة سنة.

ولم يتجاهل الأمر السامي الكريم الطلاب والطالبات، بل شمل الأمر زيادة مكافأتهم بنسبة 10% لمدة سنة، وتحملت الدولة ضريبة القيمة المضافة عن المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية الخاصة، والتعليم الأهلي الخاص، كما تحملت الدولة ضريبة القيمة المضافة عما لا يزيد عن مبلغ 850 ألف ريال من سعر شراء المسكن الأول للمواطن.

ومثل هذا الأمر الذي جاء بهدف تخفيف الأعباء المالية على المواطنين، بعد ارتفاع أسعار الوقود وتطبيق نظام الضريبة المضافة، أوضح الصورة الحقيقية للتآلف والتكاتف بين القائد والشعب، كما أكد حرص القيادة على راحة وطمأنينة وأمن وأمان المواطنين، وشكل حافزا مهما للمستفيدين منه من موظفي الدولة، لبذل مزيد من الجهد لخدمة الدين والمليك والوطن.

وقد يكون المستفيدون الأكثر من هذه العلاوة هم الموظفون المتقاعدون ومستفيدو الضمان الاجتماعي الذين تلمس المليك احتياجاتهم، فكانت خطوته نحوهم تأكيدا لاستشعاره باحتياجات المواطنين بكافة مستوياتهم المعيشية دون النظر لمدى ارتباطهم بالعمل أو ابتعادهم عنه.

وإن كانت الدولة ـ رعاها الله ـ قد منحت موظفيها المدنيين والعسكريين، الحاليين والمتقاعدين، علاوة تمكنهم من مواجهة ارتفاع الأسعار وتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرهم دون أن تؤثر على دخلهم، فإن الأمل يبقى معلقا على القطاع

الخاص ليحذو حذو الدولة وقطاعاتها، ويعمل على ترجمة أمر خادم الحرمين الشريفين، ترجمة عملية تساوي بين موظفي الدولة وزملائهم من موظفي القطاع الخاص فكلاهما مواطن يعمل لخدمة الدين والمليك والوطن.

ولا يمكن القول بأن مثل هذه الخطوة قد تؤثر سلبا على هذه المنشآت أو تلك، خاصة بعد أن رأينا تفاعلا سريعا من قبل بعض المؤسسات والمنشآت مع الأمر السامي الكريم، وسارعت بصرف علاوة غلاء المعيشة لموظفيها بمعدل ألف ريال شهريا، كالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، ومكتب الزمازمة الموحد، وغيرهما من المنشآت التي تقدر خطوتها العملية السريعة.

لكن الأمل يظل باقيا في قيام بقية المؤسسات والشركات الخاصة، والمؤسسات والجمعيات الخيرية بالعمل على تطبيق مثل هذه الخطوة، وصرف علاوة غلاء المعيشة، فالكل مواطنون يعملون لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم، ولا فروقات بينهم.

وليس لنا أن نقول سوى اللهم أدم علينا نعمتي الأمن والأمان، واحفظ لنا قيادتنا واجز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خير الجزاء، لما قدم ويقدم لراحة وطمأنينة المواطنين والمقيمين والحجاج والعمار والزوار.

[email protected]