إسماعيل محمد التركستاني

باختصار!

الخميس - 11 يناير 2018

Thu - 11 Jan 2018

هناك العديد من الإدارات التي تعنى بمعايير سلامة المرضى، سواء كان ذلك بالوزارة أو بإدارات الشؤون الصحية بالمناطق، مثل: إدارة الجودة الشاملة، وإدارة مكافحة عدوى المنشآت الصحية، وإدارة الأمن والسلامة، وإدارة الصحة المهنية، وغيرها. وهنا أطرح جوهر المشكلة بين تلك الإدارات المتعددة، والتي تتمثل في ازدواجية المعايير (معايير مشتركة) بين تلك الإدارات المتعددة، إلى جانب ضعف التواصل الإيجابي والتعاوني فيما بينها، ونتج عن ذلك ضعف في دورها الإشرافي الذي بدوره انعكس سلبا على التطبيق الفعال لتلك المعايير بالمنشآت الصحية. إن الوزارة بحاجة ماسة لتصحيح الدور الإشرافي والفني للشؤون الصحية يكون من أهدافها الإشراف والتطبيق الفعال لمعايير سلامة المرضى بالمنشآت الصحية.

يدرك جميع العاملين في القطاع الخدمي الصحي أنه عندما يأتي فرد يشتكي من أي ألم أصابه، فإنه يسعى للتخلص من هذا المعاناة في أقرب وقت ممكن وبأي شكل! ولكن في المقابل تكون نظرة الطبيب المعالج هي في اتباع نظام علاجي قد يستمر وقتا من الزمن. إن تفاعل المريض مع مختلف البرامج العلاجية بصورة إيجابية يكون نتيجة للتطبيق الأمثل لمختلف صور النظام الصحي والذي تكون نهايته الوصول إلى علاج ناجح.

إن المفهوم التطبيقي للنظام الصحي والمطبق في كثير من الدول (مثل أمريكا وبريطانيا) هو مفهوم مبني على مبدأ الاستثمار في القطاع الصحي، حيث يكون توجيهه حسب استراتيجية اقتصادية مبنية على أسس يكون فيها تطبيق القاعدة الاقتصادية (اعمل الكثير مع القليل)، وهي ترجمة للجملة (do more with less)، حيث إن تلك الدول تسعى جاهدة في التحكم في حجم الإنفاق الحكومي على الخدمات الصحية المقدمة، ولكن دون أن يكون هناك تأثير على مستوى جودة الخدمات الصحية المقدمة.

تم تصنيف الأعمال الصحية المسندة إلى الممارسين الصحيين إلى فئات، ولكل فئة شروط خاصة بالممارس الصحي المسؤول عن تقديمها، وعلى رأس تلك الشروط حصول الممارس على شهادة علمية من جامعة معترف بها (ولا يسمح بالحصول عليها عن طريق الدراسة عن بعد)، ومن ثم النجاح في تجاوز الاختبار المهني (لكل دولة وحكومة نظامها المعترف بها بهذا الشأن). وبناء على تلك المفاهيم والشروط تم إنشاء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وذلك لكي تكون سدا منيعا تقف ضد الدجالين والمزيفين في الحقل الصحي. بيئة العمل الصحي في أي منشأة صحية، إذا لم يكن يغلب عليها الاحترام والتعاون فيما بين الجميع (مهما اختلفت أدوارهم ومهامهم وتصنيفهم)، ستكون النتيجة وعلى المديين القريب والبعيد (وللأسف) هي الفشل في التعامل فيما بين العاملين تحت أي قيادة صحية. وسوف تكون النهاية التي سيؤول إليها القائد الصحي أو المشرف على بيئة عمل يكون فيها انتظار الأخطاء الغالب هي أن العاملين سوف يقومون بكسر الفخار عندما يأتي قرار إداري من جهة عليا بالاستغناء عن ذلك القائد الذي استخدم عبارة (شأن داخلي)!