عبدالله المزهر

شغالين على الموضوع!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 09 يناير 2018

Tue - 09 Jan 2018

أظن ـ وليس كل الظن إثما ـ أن تركي آل الشيخ من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والحيرة التي مرت على السعوديين في السنوات التي ما زالت أحداثها وشخصياتها موجودة في ذاكرتي.

من الصعب الحكم على شخصيته حكما جازما قاطعا، فمرات قد يبدو متهورا، ومرات أخرى صارما حازما عادلا، ومرات تشعر أن فيه شيئا من غرور، وأحيانا أخرى يمكن تصنيفه ضمن المتواضعين.

هو رئيس الهيئة العامة للرياضة، والإعلام الرياضي كان هو الأعلى سقفا في الحرية والنقد، وما هو أبعد من ذلك بكثير في بعض الأحيان. لكن منذ قدوم آل الشيخ أصبح انتقاد عمله أو الهيئة التي يديرها أمرا يبدو مخيفا بعض الشيء، ويصعب الاقتراب منه.

من الصعب القبول بفكرة أن هذه سياسة عامة، لأنه يمكن الحديث والكتابة عن أي وزير في الحكومة، وعن عمله وعن وزارته بأريحية، لكن الحديث عن هيئة الرياضة أمر يجب التفكير مرارا قبل ارتكابه. وهذا أمر غريب بعض الشيء، وأجد أنه من الصعب علي فهمه. ربما كان السبب في ترويج هذه الصورة هو الإعلام الرياضي نفسه، لكن لماذا يفعل الإعلام ذلك، وهل الأمر متعمد أم لأمور لا يعلمها إلا الله والعارفون بدهاليز الرياضة.

يعجبني في شخصيته أنه رجل مباشر، ويحاول جاهدا تجنب «اللف والدوران»، فعلى سبيل المثال ـ فالكل يعلم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم كان دائما تابعا لهيئة الرياضة «ورعاية الشباب سابقا» لا يخرج عن رأيها قيد أنملة، ولكن هذا أمر لم يكن يقال علنا، ما يفعله آل الشيخ الآن ببساطة هو أنه لم يجد حرجا في أن يكون في الصورة بشكل مباشر بدلا عن إدارة الأمور من خلف الستار. وهذه تحسب له.

أما ما لا يعجبني، فهو أني لم أفهم لماذا كان الإعلام الرياضي ينتقد بحدة وشدة تدخلات هيئة الرياضة أو رعاية الشباب في اتحاد القدم، لكنه الآن يكيل المدائح بأنواعها وأشكالها لرئيس هيئة الرياضة على تدخله في عمل الاتحاد. ولا تروق لي فكرة أن «ميول» نواف بن فيصل وعبدالله بن مساعد كان سببا للنيل من كل قرار يتخذانه، بينما لا أحد يلمح تلميحا لميول الرئيس الحالي، وقد يقول قائل إن السبب ربما كان في الأمر استخدام مفرط «للهداية»، ولا تعليق عندي على هذه الأقاويل.

ومع أن الأمر لا يعجبني إلا أن الشيطان يهمس في أذني أحيانا ويقول إن هذه الطريقة ـ الهداية المفرطة ـ هي الأنسب للتعامل مع هذه النوعية من الإعلام ـ إن صحت التسميةـ.

وعلى أي حال..

تابعت اللقاء الذي جمع رئيس الهيئة بالإعلاميين والرياضيين، وأعجبتني طريقته في إدارة وتلقي الأسئلة، وأعجبني كثيرا الكابتن محمد الشلهوب الذي ربما كان الوحيد الذي قال كلاما مفيدا في هذا اللقاء، وكذلك الكابتن تيسير الجاسم الذي لاحظ ما لاحظه الجميع، لكنه الوحيد الذي أفصح.

أما «عمل» آل الشيخ فالأيام هي الحكم، سيأتي يوم ويقال عنه إنه كان منعطفا مهما ورائعا في تاريخ الرياضة السعودية، أو يقال عنه شيء غير ذلك. المهم أن ينتهي من الأمور التي «يشتغل عليها» وتظهر النتائج.

agrni@