فاتن محمد حسين

مكة الثقافي.. ضمن المنظومة العامة للأندية الأدبية

السبت - 02 ديسمبر 2017

Sat - 02 Dec 2017

استبشر الوسط الثقافي الأدبي بخبر (إصدار لائحة جديدة للأندية الأدبية)، وذلك بعد الانتقادات والملاحظات التي وجهت للائحة القديمة؛ حيث شكل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لجنة تتكون من رؤساء أندية أدبية وبعض المثقفين لمراجعتها وتعديلها، وقد أفاد المتحدث الرسمي للوزارة، هاني الفغيلي - طبقا لصحيفة مكة 6/‏9/‏1438هـ بأن «اللائحة ستصدر بعد أسبوعين وستكون ملزمة للأندية الأدبية التي لم تنته انتخاباتها بعد».

وانتظر الوسط الثقافي الأدبي اللائحة – بلهفة - لتحديد مسار الثقافة والأدب - ولأسابيع وشهور (أكثر من 6 أشهر) ولم تصدر اللائحة بعد! بل للأسف جرى التمديد لمجالس الإدارات التي لم تجر انتخاباتها إلى 6 أشهر أخرى! ليصبح عدد التمديدات للمجالس (4 مرات متتالية) أي بمعدل سنتين إضافيتين عن عمل المجلس الذي يفترض أن ينتهي عمله عام 1436.

ولا نعلم لماذا تم التمديد للمجالس عدة مرات من قبل وزارة الثقافة والإعلام! دون دراسة لأوضاع تلك المجالس، ومدى توفر الاستعداد الشخصي والاجتماعي للأعضاء في مواصلة مسيرة العطاء الثقافي! وإذا كانت العناصر الموجودة لا ترغب في العمل فمن الأجدى إما إقامة الانتخابات – كما هو مفروض – أو تعيين بعض من النخب الثقافية والأدبية الموجودة بالمناطق.

وربما عدم الرغبة في شغل المنصب - كعضو مجلس إدارة ولأكثر من أربع سنوات متتالية - قد أثر على المشهد الثقافي الأدبي في كافة الأندية الأدبية وجعل بعضها يعاني ركودا عاما.

هذا بالإضافة إلى قلة الموارد المالية التي حتما تتعاضد مع العوامل الأخرى في انخفاض وتيرة العمل الثقافي الأدبي، فإذا أضفنا إلى ذلك مشكلات (الجمعيات العمومية) الذين تزداد أعدادهم فقط عند قيام دورة انتخابية جديدة ثم تتناقص الأعداد تدريجيا وسنويا فلا يبقى منهم ولا نصف العدد وهؤلاء - للأسف – يتقاعسون في الحضور ليس فقط في الفعاليات والأنشطة، بل لحضور الجمعيات العمومية العادية للتصديق على الميزانية الختامية والموازنة التقديرية للعام القادم، والتي تعاد - حسب اللائحة القديمة في (المادة الـ18 أربع مرات: الأولى بحضور أكثر من نصف الأعضاء، والثانية بحضور أكثر من ثلث الأعضاء، والثالثة بحضور 20 عضوا، والرابعة بحضور عدد 10 أعضاء بشرط أن يكون 6 أعضاء منهم من أعضاء مجلس الإدارة)! لذا نأمل أن تكون قد عدلت هذه المادة فلا نضيق على أنفسنا ما أتاحه الله لنا من خيارات وتسهيلات أخرى!

وأما من يتهم نادي مكة الثقافي الأدبي بالتقصير فكلامه مردود عليه لأنه ليس إلا ضمن المنظومة العامة لمعاناة الأندية الأدبية، والدليل على ذلك عند إقامة نادي جدة الثقافي الأدبي (احتفالية العيد) العام الماضي لم يحضر سوى قلة من المثقفين والأدباء! ومعظم الأنشطة حاليا مركزة على نادي عبقر، والصالون النسائي التابع للنادي.

بل يعتبر نادي مكة الثقافي الأدبي من أفضل الأندية الأدبية على مستوى المملكة وأكثرها ثراء وعطاء فكريا وثقافيا وأدبيا لما توفر له من مقومات، من أهمها مكة المكرمة ومكانتها التاريخية والثقافية والأدبية، ووجود أفذاذ من الأدباء والشعراء الذين أثروا الأدب السعودي المعاصر بل كانوا الرواد في الحركة الأدبية السعودية المعاصرة.

ولعل المجلس الحالي الذي تم انتخابه عام 1433 قد سار - أيضا - من منطلقات قوية، حيث مثل أعضاء مجلس إدارته نخب مكية أكاديمية على مستوى عال من الكفاءة والخبرة، ووضعت خطة استراتيجية سار عليها النادي وقدمت إنجازات ونجاحات لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه النوادي الأدبية بأن تكون جهة داعمة للأدب والثقافة المجتمعية.

ولكن حتما المؤثرات الخارجية - السالفة الذكر - بالإضافة ربما إلى عوامل أخرى، قد أثرت على علاقات الأفراد وحصول شيء من عدم التوافق، وهذا شيء طبيعي يحدث في كثير من مجالس الإدارات في مؤسسات الطوافة ومجالس الغرف التجارية.. وغيرها.

وأما مبناه الجديد فهو فعلا في مراحله الأخيرة التي تتطلب سيولة مادية - ليست في ميزانية النادي - وكما يقولون (العين بصيرة واليد قصيرة). وكان الأجدر ممن يلقي التهم جزافا أن يمد يد العون للنادي على الأقل بحث أبناء مكة الأوفياء - وهم كثر- بالتبرع للنادي لإكمال مسيرته الثقافية، فهذا المشروع لمكة وأهلها ويتطلب تضافر كافة الجهود المخلصة، وحتما فإن أبوابه مشرعة ومفتوحه لكل الأوفياء.

وبانتظار مقام وزارة الثقافة والإعلام لإقرار اللائحة الجديدة التي حتما ستعمل على القضاء على الكثير من السلبيات التي تؤثر على المشهد الثقافي الحالي وفي كل الأندية الأدبية.

@Fatinhussain