عبدالغني القش

كاميرات المراقبة.. ضرورة بلا مواربة!

الخميس - 30 نوفمبر 2017

Thu - 30 Nov 2017

في كل يوم تثبت الأحداث ضرورة وجود الكاميرات، وأهميتها القصوى في تتبع الكثير من الحالات الأمنية والاجتماعية والعملية، بل حتى على مستوى الأسرة، وبيان فضلها – في حال وجودها - في كشف خيوط الواقعة وتتبع منفذها أو منفذيها.

ويتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الجوال بين الفينة والأخرى مقاطع لحالات عدة تم اكتشافها وتتبعها من خلال كاميرات مثبتة في بعض المحلات التجارية أو في بعض أسوار المنازل، مما يعني ضرورة وجودها في كل نقطة لما لها من قيمة كبيرة.

وقد أدركت كثير من الدول حقيقة ماهية هذه الكاميرات فألزمت جميع أصحاب المنشآت مهما كان حجمها بتركيبها وفحصها دوريا للتأكد من فاعليتها وسلامتها وتسجيلها؛ فلها أهمية كبرى في حماية الأصول والممتلكات وتوفير الأمن والأمان، بالإضافة إلى أنها وسيلة فعالة للرقابة، فأهميتها تجاوزت الكشف والعثور على الجريمة، وكشف المجرمين وترهيبهم وتجاوزته إلى جانب الوقاية وتوفير الأجواء الآمنة.

لقد أصبح الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة عنصرا هاما في جميع الأعمال الرسمية والتجارية والخيرية، وثبت نجاحه وفاعليته بنسبة كبيرة، ووجود كاميرات المراقبة عامل رئيسي وفعال في نجاح الأنظمة الأمنية لدى أي منشأة.

أما على مستوى الأسر فمع عصر السرعة، وانشغال الجميع بالعمل، واستئجار مربيات وشغالات للبقاء مع الأطفال، ومتابعة شؤون المنزل جعل الجميع يشعر بالقلق وعدم الراحة بسبب الخوف الدائم على أطفالهم، والخوف من سرقة الأشياء القيمة من منازلهم، ووجود كاميرا المراقبة وتنفيذ نظام أمني بالكاميرات سوف يشكل مصدر ثقة تضمن لهم راحتهم وتزيد من اطمئنانهم.

لقد أصبح لكاميرات المراقبة أهمية كبيرة في حياتنا وبخاصة في الآونة الأخيرة، وضرورة من ضروريات الحياة، وليست كما يظن البعض أنها من الكماليات، فهي تحقق مستوى من الأمن والأمان وتوفر لنا الوقت والمجهود أيضا،

حيث يمكن مراقبة ومتابعة ما يخصنا من أماكن، بداية من المنزل، ومرورا بمحيطه الخارجي، وانتهاء بمقر العمل سواء كان مصنعا أو مكتبا أو أي منشأة تخص المرء، وذلك عن طريق شبكة الانترنت من أي مكان. وتساهم الكاميرات في خفض نسبة الجرائم، حيث تعد شاهدا حيا يمكن الاعتماد عليه على مدار الساعة في المراقبة وتسجيل جميع الأحداث، مما يسهل عمل الجهات الأمنية من خلال التعرف على الجناة والمجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

وتتميز كاميرات المراقبة الأمنية بدقة التصوير بالصوت والصورة، كما أن نسبة الخطأ القليلة فيها تسهم في إيضاح معالم الجريمة والتعرف على حيثياتها وأركانها وكيفية ارتكابها.

ومما يزيد من أهميتها كذلك تعدد أساليب الجرائم وكيفية ارتكابها وطريقة انتشارها، مما يتطلب من الجهات الأمنية المختصة العمل جاهدة للحيلولة دون انتشارها والسيطرة عليها لاستتباب الأمن والأمان؛ كونها عاملا مهما لدعم جهود الجهات الأمنية لتعزيز مستوى الأمن والاستقرار وإشاعة أجواء الطمأنينة.

والمطلوب أن تقوم البلديات بإلزام المكاتب الهندسية بوضع نقاط للكاميرات في كل مخطط، و»التجاري» يكون إلزاميا و»السكني» يكون اختياريا، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تتولى مراقبة استيراد التجار لهذه الكاميرات والتأكد من جودتها، والدفاع المدني يفترض أن يتابع ذلك وبشكل مكثف وبخاصة في المنشآت التجارية.

إن وجود الكاميرات بات ضرورة ملحة، ولم يعد نوعا من الترف، فوجودها بحد ذاته يمثل رادعا لضعفاء النفوس من مفسدين ومخربين وغيرهم، فهل يأتي اليوم الذي تعم فيه الكاميرات كافة منشآتنا؟!

[email protected]