فواز عزيز

ليس انتزاعا للسلطة بل انتزاع للفساد

السبت - 25 نوفمبر 2017

Sat - 25 Nov 2017

• كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صريحا في إجابته على الكاتب الأمريكي «توماس فريدمان» حين وجه له السؤال في حواره: ما الذي يحدث في فندق الريتز؟

• فلم يتجنب الأمير محمد بن سلمان ما يقال عن أن حملة مكافحة الفساد كانت بهدف السيطرة على السلطة والحكم، فقال: إنه لأمر مضحك، أن يقال بأن حملة مكافحة الفساد كانت وسيلة لانتزاع السلطة، مؤكدا أن الأعضاء البارزين من الأشخاص المحتجزين في «الريتز» أعلنوا مسبقا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، وأن الغالبية العظمى من أفراد العائلة الحاكمة تقف في صفه، مشيرا إلى ما حدث كان مكافحة للفساد الذي لطالما عانت دولتنا منه منذ الثمانينات حتى يومنا هذا.

• محمد بن سلمان أولا اعترف بما تعانيه دولتنا من الفساد، ثم درس أسباب فشل حملات الدولة ضد الفساد سابقا؛ وأشار إلى أن فشلها كان لأنها حملات تبدأ من الطبقة الكادحة صعودا إلى الأعلى من الطبقات العليا، فاختار الطريقة الأنسب لنجاح مكافحة الفساد وبدأ من الأعلى.. ولم تكن البداية في المحاسبة عشوائية بل جاءت بعد عامين من التقصي والبحث عن أدلة الفساد.. ومع ذلك قال الأمير محمد بن سلمان بشجاعة وصراحة بأنه استطاع ما نسبته 1% من المشتبه بهم إثبات براءاتهم وقد تم إسقاط التهم الموجهة لهم، بينما 95% وافقوا - بعد اطلاعهم على الملفات والإثباتات التي تدينهم - بالتسوية بدفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية، أما البقية وهم نحو 4% فقد قالوا بأنهم لم يشاركوا في أعمال فساد وطالبوا باللجوء إلى المحكمة. وهنا منتهى الشفافية والصراحة التي تعني بأن حملة السعودية ضد الفساد صادقة وجادة في تطهير البلد من الفساد وإعادة أموال الدولة.

• لم يتوقف كلام الأمير محمد بن سلمان عند من قبض عليهم بتهم الفساد واختلاس أموال الدولة، بل زاد بصراحته، بأنه ليس هنالك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات، وقال: لذلك فإنه عليك أن ترسل إشارة، والإشارة التي سيأخذها الجميع بجدية مفادها «أنك لن تنجو بفعلتك».

مؤكدا بأن الرسالة والإشارة وصلت وتأثيرها ظهر، وضرب مثالا بما قاله أحدهم في مواقع التواصل الاجتماعي «اتصلت بوسيطي لإنهاء معاملاتي المعلقة بالحكومة ولكنه لا يجيب على اتصالاتي».

• اتهم الأمير محمد بن سلمان بعض المسؤولين البيروقراطيين بأنهم قاموا بابتزاز بعض رجال الأعمال؛ لذلك لم تتم مقاضاة رجال الأعمال السعوديين الذين يدفعون الرشاوى لإنجاز مصالحهم الشرعية من قبل البيروقراطيين الذين قاموا بابتزازهم.

• تفاصيل حكاية محاربة الفساد في السعودية التي رواها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بصراحة وشجاعة، تثبت بأن السعودية جادة في البحث عن مستقبل جديد لا تقدم فيه مصلحة أحد «كائنا من كان» على مصالح الوطن والمواطن، وبأنها صادقة في محاربة الفساد دون ظلم أحد؛ بدليل أنها أسقطت التهم عمن أثبت براءته ولم تقاضي رجال الأعمال الذين دفعوا رشاوى بسبب ابتزاز مسؤولين لهم لإنجاز مصالحهم.

(بين قوسين)

• ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان الآن من محاربة الفساد وبناء الدولة بالاستثمار، يكتب تاريخا جديدا للسعودية، ويوثق مرحلة جديدة عنوانها «الوطن أولا».

fwz14@