فواز عزيز

غرق الأمانة.. مسلسل متكرر

الأربعاء - 22 نوفمبر 2017

Wed - 22 Nov 2017

• حتى مكتب معالي وزير الشؤون البلدية والقروية في جدة أحاطت به مياه الأمطار، كما أحاطت بشوارع وأحياء مدينة جدة، المدينة التي أنهكتها «الأمانة»، فأغلقت الأمطار 6 من أنفاقها وأغرقت عددا من أحيائها..!

• وربما غرق مكتب معالي الوزير مع مدينة جدة، فرصة لتراجع وزارة الشؤون البلدية «أمانتها» في جدة وتعيد حساباتها بجدية لتكون «أمانة» بحق وحقيقة..!

• مهما حاولت أن تبحث عن تبرير لغرق «جدة» فلن تجد، لأن القضية أصبحت عادة سنوية مثلها مثل تصريحات مسؤولي الأمانة المتكررة بلا أي آثار سوى المزيد من استفزاز الناس، واستفزاز مدينة جدة التي لا تستحق ما يحدث لها..!

• وكيل أمانة جدة للخدمات أرجع غرق بعض الأنفاق إلى تدفق كميات مياه الأمطار في الأحياء لعدم وجود شبكات تصريف فيها مما أدى إلى تجمعها في الأنفاق، لكنه لم يبين لماذا لا توجد فيها شبكات تصريف حتى الآن رغم أن حلقات مسلسل غرق جدة أصبحت لا تحصى ولا تعد بسهولة..!

• رغم التكرار إلا أنه لم يتغير شيء في سيول جدة التي أغرقتها، حتى أمانة جدة تعلن سنويا وقبل الأمطار استعدادها التام لموسم الأمطار، فإما أنها غير صادقة في الاستعداد، أو أنها لا تجيد الاستعداد ولا تتعلم من أخطائها السنوية..!

• نشرت صحيفة «مكة» معلومات عن سير التحقيقات في قضايا غرق جدة، وأكدت أن تحقيقات هيئة الرقابة والتحقيق في فاجعة غرق جدة حتى عام 1437-1438، خلصت إلى حصر 195 تهمة وجهت إلى 121 متهما، بينهم 55 موظفا حكوميا، وتنوعت تهمهم بين «الافتئات، وسوء الاستعمال الإداري، والرشوة، والتزوير، وغسيل الأموال، واستغلال النفوذ، والتفريط في المال العام، والاختلاس، والاشتغال بالتجارة...»..!

• كل هذه التهم لهذا العدد الكبير من المتهمين، ولا تزال جدة تغرق.. لماذا؟

• ربما تحتاج وزارة الشؤون البلدية

إلى إلغاء مبنى أمانة جدة وتحويل كبار مسؤوليها إلى العمل في شوارع جدة على مدار العام، ربما هذا الإجراء يجعلهم يستشعرون المسؤولية والأمانة، أو يغرقون مع شوارع جدة..!

• أستغرب كيف لا يخجل أمين جدة وهو يذهب إلى مكتبه بعد كل حالة مطرية تغرق فيها جدة، وهو الذي يصرح ويبشر منذ أكثر من 6 سنوات عن مشاريع تصريف مياه الأمطار..؟!

• في عام 2014 كتبت مقالا قلت فيه: أكثر ما يستفزني هو استخدام «الأوصاف» كمسميات لبعض الوظائف، مثل استخدام كلمة «أمين» لمن يرأس الشؤون البلدية في كل منطقة، وأستغرب كيف نقول «أمينا» وهو لا يزال يعمل ومعرضا للفتنة بالمال ومعرضا بأن يستغفل فيضيع أموال الدولة.. ولا أدري كيف يمكن أن يقف أمام القاضي إذا اتهم بقضية ما في عمله، فيقال: الأمين فلان ابن علان متهم باختلاسات مالية..!

وتساءلت: لماذا لا نؤجل كلمة «أمين» إلى ما بعد التقاعد، فتمنح وزارة الشؤون البلدية والقروية كل مسؤول للشؤون البلدية في كل منطقة لقب «أمين» في حفل تقاعده إن خرج منها بلا أي تهمة نظامية..!

(بين قوسين)

• ما يدعو للتفاؤل أن الحلقة الأخيرة من مسلسل غرق جدة جاءت في عهد محاربة الفساد، الذي لا يفرق بين كائن من كان في قضايا الفساد.

fwz14@