آلاء لبني

الفساد والإفساد

الخميس - 16 نوفمبر 2017

Thu - 16 Nov 2017

كثر الحديث عن الفساد والإفساد والنزاهة، هناك من يبارك ومن يهنئ الوطن، وهناك من يبرئ نفسه بكل الطرق الممكنة، وهناك من يستشهد بآيات وأحاديث نبوية، وهو من أوائل الفاسدين المستغلين للسلطة!

كما تغنى البعض بأن الضربة القاضية تكمن بمحاسبة السارقين، وهو لا يقصر في تقديم القربات والمنافع لأقربائه وجيرانه، بحجة القريب أولى من الغريب!ليست القضية وجود الفساد واستغلال السلطة، لكن القضية أن نعي أن ليس كل من يكتب أو يتحدث هو بمنأى عنه، خصوصا لمن لم يجد الفرصة السانحة من استغلال السلطة، كلنا ننتقد وننظر بالكلمات والخطابات، ولكن كم منا يستطيع أن يقف في وجه استغلال الوظيفة لقريب مع أنها مطروحة لمسابقة وظيفية!الفساد ليس له شكل معين وقالب جاهز، فهناك نوع قائم على استغلال النظام بما يحقق هواه وحسب فهمه لصغائره ومداخله، ولا ننسى تبرئة قاضي الجن وسلطان الجان عليه وأمرهم له بالفساد! تحقيق العدالة لا يرتبط بتطبيق النظام، فالنظام يستخدم في إنفاذ الحق والباطل واستغلاله والتحايل عليه حسب المعطيات المطروحة والإمكانات ومدى كفايتها.

أخطر أنواع الفساد أن نمارسه دون أن نشعر وأن نعتبر أن ممارساتنا هي الأصل والطبيعي، طبيعي أن يستغل أحد الشعراء المشهورين شاعرا مغمورا ليصعد على موهبته، طبيعي أن يسرق أحد المشاهير كاتبة ثم يقول لم أقصد! طبيعي أن يستغل موظف إحدى الشركات في تقديم بعض الهدايا له! والمميزات الخاصة به دون العمل!كم منا يلتزم بالدوام مع أن المدير لا يسأل؟ البعض يرى من الطبيعي أن يعمل ساعة من الدوام ويستلم أجر ثماني ساعات وفوق ذلك يعترض على الراتب والمهام والعمل وعلى خصم المدير عن التأخير! البعض يغيب بالأيام، ويقضي جميع أموره صباحا ليترك عمله ليس ليوم أو يومين خلال الشهر، بل معظم الشهر، بعض المدراء يعتقد من باب الواجهة ألا يحضر إلا متأخرا!

أشكال الفساد لا حد لها، التحجج للمراجعين بغياب الموظف أو إجازته وتعطيل حاجات الناس وإفساد أعمالهم ماذا يسمى! أليس فسادا؟ ألا يصيبنا الضيق والكدر لعدم وجود أحد المعارف في دائرة حكومية لنا حاجة فيها!أنواع الفساد عديدة حتى من يجلس على كرسي وزارة، إدارة، عمارة، أيا يكن، ولا يقوم بالمهام على أكمل وجه إما لجهله أو لضعفه ولكن يكابر رغبة في المنصب أو الشهرة... إلخ، يعد فسادا.الخروج للإعلام وتلميع المنجزات مهما صغرت وتضاءلت وإبهار الناس بها وواقع المنشأة والحال بعيد كل البعد عن ذلك، وملاحقة ما يطرح من مشاكل في (السوشال ميديا) وترك ما في الأدراج وإهمال حاجات وقضايا الناس الأخرى، ماذا يسمى؟المبادرات الوطنية والآمال والميزانيات المرصودة سوف تكون مجال تدقيق ودراسة وتمحيص بعد 2020 2023-، فليحذر كل مسؤول، ويعي ويعرف أن الأحوال والأزمنة تغيرت.أخيرا، أقترح أن تعد الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مرجعا جامعا لأنواع الفساد ومذكرة توضيحية عنه وتنشرها، حتى يعرف بعض المتشدقين أن الدور قد يطوله.

Alalabani_1@