عبدالله محمد الشهراني

معرض دبي للطيران.. مفخرة وعتاب

الأربعاء - 15 نوفمبر 2017

Wed - 15 Nov 2017

خلال تواجدي في معرض دبي الدولي للطيران 2017، لمست الحضور القوي واللافت للشركات السعودية في قطاعي التصنيع والخدمات. سوف أسلط الضوء على منتجات سعودية غير تقليدية، وهي أيضا ملموسة ومجربة على أرض الواقع. أي إنني لن ألجأ إلى الخيال، ولن أتحدث عن الدراسات والأبحاث كذلك. بل سأتناول ما هو موجود ومتحقق بالفعل، منتجات توقف عندها أغلب زوار معرض دبي للطيران مندهشين، منتجات صنعت وبعضها صممت وصنعت بأيد سعودية.

الطائرة الاستراتيجية بدون طيار «صقر 1» التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية طائرة يمكن استخدامها للاستطلاع فهي تحمل كاميرات عالية الدقة، أو تستخدم لتنفيذ مهام عسكرية بدقة تصل إلى 1.5 متر، لقد صنعت هذه الطائرة ليس كما يصور البعض «من أجل أن يقال طائرة سعودية 100%»، بل لتنافس مثيلاتها في السوق العالمي، فالطائرة تستطيع التحليق إلى 48 ساعة متواصلة بسبب نظام استهلاك الوقود المتطور ووزنها الخفيف، ومواصفات أخرى ليس الهدف من المقال تسليط الضوء عليها.

وفي جناح شركة الالكترونيات المتقدمة، ستجد أيديا سعودية شابة تقوم بتصنيع وصيانة قطع أجزاء مهمة لطائرات حربية قتالية؛ إف15، تايفون، التورنيدو. لكن الأهم تلك المنتجات العسكرية الفريدة التي صممت وأنتجت في الشركة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، أنظمة القيادة والسيطرة التي تقدم مجموعة حلول من النظم المصممة لجمع المعلومات من ساحة المعركة، ومن ثم تصنيفها وتنسيقها ومعالجتها.

نظام الحرب الالكترونية، وهو عبارة عن ثلاثة نظم تهدف إلى تضليل رادارات العدو والاستطلاع والمسح غير التقليدي وتقديم الدعم اللوجستي بطريقة تمتاز بأقل جهد وتكلفة. هذه النظم المتعددة ليست فقط عبارة عن برامج software بل أيضا أجهزة ومعدات hardware يتم تصنيعها بالكامل في شركة الالكترونيات المتقدمة. وفي شركة السلام لصناعة الطيران تسمع سؤالا يطرحه أغلب زوار المعرض على الشباب السعودي المتواجد في جناح الشركة، «هل الطائرة القتالية إف15 يتم تصنيعها لديكم؟». الإجابة المدهشة «نعم». شركة سعودية مقرها الرياض تقوم بتصنيع مقدمة ومقصورة وجناحي الطائرة إف15، إضافة إلى الجزء الذي يحمل الصواريخ في الطائرة.

هذه المنتجات تنافسية في المقام الأول، لن يقبلها منك العميل إلا بسعر جيد وبجودة عالية، فوجود مثل هذا النوع من المنتجات يشعرنا بالفخر والاعتزاز، لكن العتب على القيادات الإعلامية التي اكتفت بالحديث عن هذه المنتجات بتقرير خلال نشرة أخبار أو بخبر في جريدة، لا بد من وضع استراتيجية تهدف إلى تسليط الضوء على المنتجات غير التقليدية ليشعر المواطنون، وخصوصا أبناء وشباب اليوم، بالفخر والاعتزاز تجاهها. فهذه المنتجات ومثيلاتها لا بد أن تكون أمام الطلاب في المدارس والجامعات، ولا بد أن يتم وضعها في الميادين والطرقات العامة بدلا من مجسمات وأشكال لا معنى لها ولا قيمة.

لنتوقف عن جلد الذات، ونفخر بما نملكه على أرض الواقع.. فلا تقدم بلا صناعة.

شركات وطنية ومنتجات غير تقليدية

شركة السلام لصناعة الطيران.. الطائرة إف15

مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. الطائرة صقر1

شركة الالكترونيات المتقدمة.. الحرب الالكترونية

ALSHAHRANI_1400@