عبدالغني القش

سلمان في مأرز الإيمان.. نقاء ونماء!

الاحد - 12 نوفمبر 2017

Sun - 12 Nov 2017

كان مساء الأربعاء الماضي مساء تاريخيا لمدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ حيث عانقت المحبوبة حبيبها سلمان بن عبدالعزيز الذي جعلها في أعماقه وأحاطها بالرعاية وشملها بالعناية، وقد ازدانت لاستقبال حبيبها في صورة نادرة من التلاحم النادر بين القائد وشعبه.

وهذه ليست الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين لهذه البلدة المباركة، فقد زارها مرتين من قبل ودشن العديد من المشاريع، وها هو يعود إليها بكل نقاء حاملا معه الخير والنماء كما هي عادته أيده الله.

وعندما أصف الزيارات بأنها تاريخية فإن الواقع يؤكد ذلك؛ حيث افتتح العديد من المشاريع إبان زيارتيه، ولعل من أبرزها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي والذي يعد بمثابة بوابة للعالم الإسلامي ليقدم الزائر للمدينة ويغادر منها مباشرة ليحقق أمنيته في زيارة مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، فمطارها بات دوليا.

وقطار الحرمين الشريفين حدث تاريخي أيضا، حيث سيكون باستطاعة الجميع التنقل بين المدينتين المقدستين بكل يسر وسهولة وبأمان تام وبسعر معقول، وهذا المشروع كان حلما لدى العديد من الأهالي والمقيمين والزائرين، فمن المعلوم أن التنقل بالسيارة تعتريه بعض المخاطر ويستغرق وقتا طويلا، والذهاب عن طريق الطيران يستوجب الذهاب أولا لمدينة جدة ومنها إلى مكة المكرمة مما يعني وقتا وجهدا.

وبلغ عدد المشروعات التي تم تدشينها 21 مشروعا في قطاعات الكهرباء، والزراعة والمياه، والتعليم، والنقل، بتكلفة إجمالية بلغت 7,193,515,450 ريالا.

ويعد مشروع أنسنة المدينة المنورة إحدى المبادرات الحضارية لتعزيز البعد الإنساني في المدينة وتحسين الأحياء القديمة وتقديم مختلف الخدمات حماية لأصالة المكان وتنمية العمران وجودة خدمة الإنسان، حيث يضم المشروع تطوير طريق قباء، ورفع مستوى مباني حمراء الأسد، وتطوير حي وميدان سيد الشهداء، وتأهيل المباني في أحياء المنطقة المركزية.

وكذلك مشروع مركز القبلتين الحضاري الذي يحتوي على تطوير مسجد القبلتين من خلال توسعة الساحات والمرافق والجوار العمراني ومحاور الحركة والبيئة العامة.

إن المتابع يجد أن المشاريع شملت العديد من البنى التحتية في وزارة النقل، ومشروعات الكهرباء والبيئة والمياه والزراعة ومشروعات الجامعة الإسلامية.

وشملت المشروعات وزارة النقل بالمدينة المنورة تنفيذ تقاطع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز مع طريق المدينة المنورة ينبع السريع، وتنفيذ طريق المدينة المنورة العلا تبوك السريع (المرحلتين الأولى والثانية)، إضافة إلى توسعة ميناء ينبع التجاري، وتوسعة ميناء الملك فهد الصناعي.

ولعل أهم هذه المشاريع بالنسبة للوزارة هو محطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة، والذي أشرت إليه آنفا.

كما شملت مشروعات وزارة التعليم بالمنطقة 14 مدرسة للبنين والبنات، ومشروع المستودعات المركزية، والصالة الرياضية.

مثل هذه المشاريع التنموية تثبت للعالم حرص قيادة هذا الوطن على بذل الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، وتقطع الطريق أمام المشككين والبائسين الذين يحاولون عبثا إلصاق التهم ببلادنا في محاولات يائسة باتت مفضوحة وليس لها مندوحة.

وليس جديدا أن يؤكد رعاه الله أن عز هذه البلاد وفخرها يكمن في خدمة الحرمين الشريفين، ولذا يشهد الجميع بالعناية التامة والرعاية الكاملة التي توليها القيادة الرشيدة، أيدها الله، بالمدينتين المقدستين، ولعل الزيارات المتواصلة والمشاريع الدائمة التي يتم تدشينها خير دليل على ذلك، وصدور أمره بإنشاء مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف بالمدينة المنورة دليل ساطع وبرهان قاطع أيضا؛ إذ المشروع هدية يقدمها رعاه الله للعالم الإسلامي أجمع، ومن مدينة النور مدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.

وهذه رسالة لوسائل إعلامنا أن تبرز هذه الأعمال الجليلة للعالم وبشكل مكثف وبأسلوب عصري فيه مهنية راقية لتمثل رسالة إلجام وبشكل عملي للمشككين والمتربصين، فهل تفعل؟