محمد حطحوط

التسويق أخطر مما تتوقع!

السبت - 04 نوفمبر 2017

Sat - 04 Nov 2017

استفاق الشعب الأمريكي هذه الأيام على كارثة استجواب الكونجرس للشركات العملاقة الثلاث، قوقل وفيس بوك وتويتر! وكان مجلس الشيوخ الأمريكي فتح باب التحقيقات بعد شكوك حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية التي أوصلت الرئيس الأمريكي ترمب للبيت الأبيض. كانت الاتهامات تردد أن روسيا استخدمت فن التسويق، وتحديدا التسويق الالكتروني بأدواته المعروفة مثل الإعلان المدفوع والإعلان عن طريق النقر وغيرها PPC) Pay Per Click) من القنوات للوصول لشرائح عملاء في أي نقطة بالعالم. التسويق اليوم يقدم سلاحا مذهلا وغير مسبوق بتاريخ البشرية، هذه القدرة المذهلة - كمثال- على استهداف طالبات المرحلة الثانوية في حي البديعة بالرياض، أو الوصول لشريحة المطلقات من الجالية المكسيكية في جنوب مدينة ميامي. هذه القدرة من الاستهداف، وكل يوم تتطور هذه التقنيات، لم تصل بعد بشكل كاف للقطاع الحكومي، وهو هنا ما قامت به دولة روسيا تحديدا!

بداية الخبر الصاعق عندما قام السيناتور ريتشارد بر، من ولاية كارولاينا الشمالية، وهو رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق مع الشركات الثلاث فيس بوك تويتر وقوقل، بسرد تفاصيل استخدام الروس لفنون التسويق الحديثة - مجبر أن أقول بذكاء واحترافية - داخل أمريكا. الحكاية تقول: قام الروس بإنشاء مجموعة عامة في فيس بوك باسم (ولاية تكساس.. أرض السلاح والشواء والحب) وهي إحدى ولايات الجنوب، وفيها نسبة التدين المسيحي عالية، وتفتخر بـ(الكاوبويز) وثقافة ألا تتحرك إلا وسلاحك معك! بعد ذلك أنشأ الروس مجموعة أخرى باسم (اتحاد المسلمين في أمريكا)، حيث حصد كل من الحسابين (تكساس واتحاد المسلمين) آلاف الإعجابات، بعد حملات ضخمة من الإعلان المدفوع لإشهار الحساب وترويجه بين الأمريكان.

لم تنته الحكاية هنا.. حيث قام الحساب الأول (تكساس) بالمطالبة بمظاهرة أمام المسجد الإسلامي الكبير في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وحشد الجماهير المسيحية للحضور والمشاركة! ثم قام الحساب الثاني (اتحاد المسلمين) بفعالية مضادة للتظاهر والدفاع عن المسجد! الكارثة أن الفعالية حدثت بالفعل، وشارك فيها المئات وتطلب من الشرطة الكثير من الجهد إضافة للخسائر التي لحقت بالمواطنين في المدينة من نشر ثقافة الكراهية والإخلال بالأمن العام... كل هذا – تخيل - كلف الروس 200 دولار فقط من الإعلان المدفوع!!

للجهات الحكومية المختصة بأمن الدولة رسالة: ليس عندي شك أن هناك ملايين تنفق شهريا في التسويق لتشويه صورة المملكة في كل منصات التواصل الاجتماعي.. أين دورنا في المدافعة؟ هذه عملية تحتاج مختصين في التسويق جنبا إلى جنب مع مختصين في الأمن والحروب الالكترونية.

الرسالة الثانية والأكثر خطورة: لكل شاب وشابة يقرأ هذه الأحرف.. لا تصدق كل ما تسمع في وسائل التواصل ضد وطنك.. حتى لو كان المتحدث يتكلم بلغة عامية وفي خلفية الحساب رمز وطني. هناك جهات ودول يغيظها اسم (السعودية). وعيك هو درع الوطن الأول.

• بلا شك.. هناك الملايين التي تنفق شهريا في التسويق لتشويه صورة المملكة من خلال وسائل التواصل

• باتت الحاجة ضرورية لمختصين في التسويق بجانب مختصين في الأمن والحروب الالكترونية

• لكل شاب وشابة: لا تصدق كل ما يقال في وسائل التواصل ضد وطنك ولو كان بلهجتك

• علينا دور في المدافعة.. ووعينا هو درع الوطن الأول

@mhathut