عبدالله المزهر

الهولو واليامال وأم العيال!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 30 أكتوبر 2017

Mon - 30 Oct 2017

في الحقيقة أن الأشياء تأتي متأخرة بعض الشيء لأبناء جيلي، حين كنت مولعا بحضور مباريات كرة القدم وأحضر مباريات جميع الدرجات، حتى وصل بي الأمر ـ نسأل الله السلامة ـ إلى درجة أني كنت أحضر مباريات لفرق لا أعرف أسماءها على وجه اليقين. حين كان يحدث ذلك كان من ضمن أحلامي أن أجد شريكة حياتي في ذات المدرج تتوشح شعار الاتفاق وتغني «الهولو واليامال» أو تردد:

«يا نوخذاهم لا تصلــب عليهـم

ترى البحر بارد غضـب عليهـم

ترى حبال الغوص قطع أيديهم»

كنت أتخيل أن يقع شالها الأخضر والأحمر ثم أساعدها في التقاطه ويكون لقاؤنا بذات الطريقة التي يلتقي بها الحبيبان في المسلسلات العربية، لكن ذلك لم يحدث ولم يكن بجانبي في المدرجات إلا المفك وأبو جلمبو والساطور وبقية الأدوات والآلات التي لا علاقة لها بالحياة ولا بالشراكة. ولذلك تزوجت من امرأة فاضلة تعتقد أن كرة القدم مؤامرة ماسونية هدفها القضاء على مقدرات الأمة وإلهاء شبابها. والحقيقة أني بدأت أقتنع بهذه النظرية مؤخرا ولا أعلم هل السبب هو أنها نظرية تلامس الحقيقة أم إني اقتنعت لأنه ليس لدي الجرأة على تبني رأي مخالف للجهات المعنية.

بعض المغرضين الذين يقولون لي إن الأمر لم يفت بعد وأن ما فات يمكن تداركه بحضور المباريات مع بداية السنة الميلادية الجديدة، وأنه يمكن التقاء نوخذة جديدة تدير دفة الحياة المتبقية بعد قرار السماح للنساء بقيادة المراكب. لكن هؤلاء المغرضين ربما لا يعلمون أني مؤمن إيمانا راسخا أن الزواج مثل الحياة لا يمكن أن يتكرر مرتين، وأنا مقتنع بحياتي الوحيدة وزواجي الوحيد، وآمل أن تشفع لي هذه القناعات لدى «الجهات المعنية» التي لا أشك أنها ستحاسبني على أحلامي القديمة.

وبدلا عن الأحلام القديمة فقد قررت أن أحضر برفقة زوجتي عددا من مباريات الاتفاق لكي تشاهد بأم عينها أن الماسونية بريئة من الأشياء التي ستشاهدها، وأن المؤامرة ربما تكون من شركات الأدوية العالمية التي تريد تسويق أدوية الضغط والقولون العصبي.

وعلى أي حال..

سيكون حضور المباراة فرصة أيضا لكي أثبت للجهات المعنية أني لا أتخلى عن الأشياء التي أحبها لمجرد أنها لم تعد كما كانت، أو أني من تلك النوعية التي تحب حبا مشروطا بالفوز أو السعادة أو الفرح. فأنا أحب فريقا لا علاقة له بكل ما تقدم.

@agrni