شاهر النهاري

لن تقودي!

السبت - 28 أكتوبر 2017

Sat - 28 Oct 2017

يبدو أن العالم أجمع يعاند المرأة السعودية، والتي لم تصدق على نفسها بأن يسمح لها بقيادة سيارتها بعد عدة أشهر، فيحدث تغيير جذري في نظريات تصنيع المركبات العالمية بتحويلها إلى سيارات ذاتية القيادة، وبدون حتى مقود، ولا دواسة للبنزين أو الفرامل، وبذلك ستجد المرأة السعودية بأنها تستبدل السائق الأجنبي بشاشة ذكية، مليئة بالحساسات والنوابض، حتى وإن جلست على مقعد وثير في المقدمة، ومهما حاولت فجأة أن تغير مسار المشوار، أو السيطرة على عجلات سيارتها، أو حتى المتعة ببعض حركات التفحيط!

معظم الشركات العالمية، سواء منها ما كان يعمل في مجال تصنيع السيارات، أو ما يدخل في مجال التقنية والالكترونيات أصبح هدفها الأول والأمثل إنتاج أفضل السيارات ذاتية القيادة، وبالطبع فقد حسنوا الفكرة بأنها ستكون سيارات صديقة للبيئة، فلا تستخدم فيها إلا الطاقة الشمسية، التي لا تترك الأبخرة، ولا العجاج والزيوت على طريقها أينما تحركت.

متعة أخرى ستفتقدها المرأة السعودية، فلن تكون قادرة على تغيير زيت، ولا تجاوز خطوط السير، ولا الدخول من أضيق الأماكن، ولا القفز على الأرصفة، ولا تجاوز الإشارات، ولا ركن السيارة في عرض الطريق، دون أن يكون لها موقف واضح، لا يمكنها تجاوز حدوده، ولو بسنتيمتر واحد!

وحسب صحيفة (الديلي ميل)، فقد أعلنت شركة إنتل في أغسطس 2017، عن التعاون مع شركة تويوتا، لإنشاء نظام الحوسبة «Automotive Edge Computing Consortium»، حيث تخطط الشركتان لتبادل البيانات والمعلومات في مجال تطوير نظام إنشاء الخرائط، وتحسين التكنولوجيا المساعدة للسائقين، وتطوير النظام البيئي للسيارات كمنظومة متصلة ببعضها بعضا، ولدعم القيادة الذكية، وإنشاء الخرائط المدعومة ببيانات الوقت الحقيقي للمناطق، والتغيرات الحاصلة في مسارات القيادة اليومية، والقيادة المساعدة على أساس (الحوسبة السحابية)، وهذا يعني المشاركة في تغذية واستخدام السحابة الالكترونية المشتركة للمعلومات، بحيث يعتمد عليها في ذلك، دون أي إخلال.

كما انضم إلى هذا التعاون التجاري القائم بينهما، معظم شركات تصنيع السيارات العالمية، وشركات التقنية، وشركات الطاقة البديلة، والمحافظة على البيئة، والأمر مشجع ويبشر بانضمام بقية الشركات الكبرى في القريب العاجل بتكوين اتحاد لهذا النوع من الصناعات المفيدة للكون والبيئة والمناخ.

وقد تم في موسكو افتتاح طريق نموذجي لاختبار السيارات بلا سائق، وبمشاركة عالمية لزيادة قدرة الشبكة عموما، ولاستيعاب البيانات الكبيرة المتبادلة بين المركبات والسحابة الالكترونية.

وتشير التقديرات إلى أن حجم البيانات المتبادلة بين السيارات والسحابة، سيصل إلى (10 إكسابايت)، في الشهر بحلول عام 2025، أي أكبر عشرة آلاف مرة من الحجم الحالي.

وسيكون من الضروري إنشاء بنية جديدة للحوسبة الشبكية، لمعالجة الزيادة المتوقعة، كما سيحدد التعاون الجاري المتطلبات اللازمة، إلى جانب التركيز على صناعة السيارات.

يشار إلى أن إسرائيل متقدمة في مثل هذا النوع من الصناعات، ما جعل شركة إنتل للتقنية تشتري الشركة الإسرائيلية «Mobileye»، بقيمة 15 مليار دولار، حتى تتمكن من صنع أسطول من هذه السيارات ذاتية القيادة، ومما سيسمح لها بالسيطرة في هذا المجال، وغزو أسواق العالم المتشوقة لهذه القفزة النوعية في تصنيع السيارات.

أعجبني هاشتاق #لن_تقودي المتداول بيننا، وتخيلت أن يكون منشؤه بهذا القدر من التطلع للمستقبل.

Shaheralnahari@