محمد أحمد بابا

فرصة الشباب في الشورى

الاحد - 22 أكتوبر 2017

Sun - 22 Oct 2017

فرصة شبابنا وشاباتنا في حفظ حق مشاورتهم واستشارتهم كمرجعية للتشريع مهضومة مغيبة في الغالب الأعم، وهي فرصة خلقها الله تعالى حين أمر نبيه صلى الله عليه وسلم «وشاورهم في الأمر»، والضمير الجماعي الغائب هنا عام لا مجال لتخصيصه.

والسنة العملية المنقولة قضت بحالات كثيرة في مشورة الشباب دون استثناء، وحين وصف الله تعالى المؤمنين بقوله «وأمرهم شورى بينهم» لم يتغير التعميم مدخلا الشباب في دائرة الاستشارة وأخذ الرأي إن لم يكن يقصدهم، وفرصتهم هذه مستحقة بالعقل والتجريب والمثال الذي لا ينكره إلا من أراد الاستحواذ على مصائر القوانين.

الشاب والشابة في ترجمة القناعة والاستفادة من المعرفة وتسطير الخيارات والبدائل وتحليل النتائج واختيار المناسب ومشاركة العصف في العقول أقدر وأجدر وأسرع وأحسن، وما من أمة غيبت شبابها قسرا وجهارا أو تدليسا وضبابية إلا وخسرته وكسبه عالم آخر، أو كاد لمجتمعه فضل أو أضل.

ومنح الفرصة الكاملة الحقيقية للشباب في مجلس الشورى يقلب ظهر المجن للرجعية والخيبة والعادات السيئة والتمسك بالتقليد القديم الضار دون سبب مقنع.

والمستشار مؤتمن مهم فيه سلامة الإحاطة وجدارة الفكر ومرونة العمل في فريق والتجديد والتطوير وهي صفات في الشباب العربي المسلم اليوم أصيلة بارزة واضحة.

ولعل قبة الشورى حين تظل شبابا وشابات عينوا فجلسوا وتبادلوا الرأي ستكون مليئة بما لا أذن -قبل هذا- سمعت من سبك قانون في أي مجال يصلح للناس وهم به راضون.

والتحديات الشورية كبيرة متداخلة بين جذب نحو قناعة المنظومة الحكومية بأن الحكمة في الكبار، وحصافة الرأي في الشيب، لكن الانقلاب على ذلك فساد حال وغش تحضر، إنما الشباب مع هذا التحدي أصحاب أخلاقيات ونظم معلومات واستراتيجيات إفادة، لا هم للكبير مقصون، ولا هم للقديم مهملون، بل هم بين ذاك وما لديهم موظفون راقون، يصحبون الأكبر ويتعاونون مع الجميع.

ومن التحدي أن القدرة على التناغم مع برامج عمل المجالس التشريعية صبر وحلم طاغية في الكبير دون الصغير، لكن الشباب وقد وطنوا أنفسهم على أن الأمل باق والخير أعم وأثبتوا في غير ما موقف مصابرة المحتضنين وإحسان العافين.

وقد امتدح الله تعالى «مؤمن آل فرعون» وساق حواره مع مجتمعه الذي هو به أعرف، وفي التاريخ شباب من الجنسين قيل لهم: ما كنا قاطعين أمرا حتى تشهدون.

ومواجهة الشباب والشابات للتهميش بإثبات العلم وتقديم الأفكار والمقترحات والمبادرات وإدارة وتحليل التحولات من التحديات التي بها بنت دول حضارتها بالشباب ومن خلالهم ومن استشارتهم.

ووطننا اليوم وقد مكن الشباب والشابات من مسؤوليات القرار والإدارة في شتى مناحي الجهات الحكومية وشبه الحكومية يسعى لضم عدد من شباب الوطن لمجلس الشورى وأظنها في خارطة رؤية المملكة واستراتيجية مناشط دولتنا الرشيدة.

ولا يخفى على أحد بأن مزج خبرة من في المجلس اليوم بدراية وإمكانية شباب أحلم أن ينضموا له سترفع من فعالية ممارسة الشورى التي ينتهجها مليكنا المفدى وولي عهده الأمين وقامت عليها مملكتنا الحبيبة.

albabamohamad@