الأكاديمية المغربية الطايب: أدبنا المقارن في الجامعات العربية متكسر الحلقات

السبت - 21 أكتوبر 2017

Sat - 21 Oct 2017

nnnnnnnu0641u0627u062au062du0629 u0627u0644u0637u0627u064au0628
فاتحة الطايب
قالت المحاضرة في جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتورة فاتحة الطايب إن تأملنا في تاريخ الأدب المقارن بجامعاتنا العربية سيكشف لنا أنه تاريخ متكسر الحلقات، ولا يسير في جميع البلدان العربية وفق سيرورة تطورية تصاعدية في تفاعل مع مستجدات الحقل المقارني العالمي، ففي حين قطعت بعض الجامعات العربية أشواطا كبيرة في متابعتها لتطورات الدرس المقارن على المستوى العالمي، نجد جامعات أخرى لا تتجاوز النسخة العربية من المدرسة الفرنسية المرحومة «كما ثبت أركانها غنيمي هلال في خمسينات القرن العشرين.

وأوضحت لــ«مكة» أن المقارنين العرب سعوا سابقا إلى اختزال التمايزات بين الأنساق العربية المتعددة في الحدود السياسية في سبيل التأكيد على وحدة ثقافية تقابل الوحدة الثقافية الغربية، التي ركزت عليها المقارنة الفرنسية التقليدية في تجاهل تام للتعدد الثقافي داخل النسق الغربي الواحد، خدمة للنمط السياسي والاجتماعي الذي تأسست عليه الدول الأمم الغربية الحديثة والذي يتقصد في المجمل تذويب الاختلافات.

وبحسب رأي الطايب فإن هذا المشروع يحتاج إلى تطور الرؤية الثقافية العربية وتواتر الدراسات النقدية في المجال، لأن ارتباطه بضرورة إعادة النظر في مفهومي الهوية الوطنية والقومية يجعله مشروعا متصلا بمشروع آخر بإمكانه إضاءته وتوسيع أفقه، وفي ذات الوقت الذي يخلخل فيه حدود التقسيم الثنائي التقليدي للحقول الثقافية (الحقل الثقافي العربي الإسلامي في مقابل الحقل الثقافي الغربي على سبيل المثال) يتعلق الأمر بمشروع الربط بين المقارنة والهويات العربية المتحركة المنتجة لآداب تغني النسق العربي إغناءها للأنساق الأجنبية التي هاجر وأقام فيها أصحابها لأسباب مختلفة، سواء تم إنتاج هذه الآداب بالعربية وبإحدى اللغات الوطنية الخاصة بالبلدان العربية، أم بلغات البلدان الأجنبية التي يقيمون فيها.

وأشارت إلى أن استحضار ظاهرة كتابات المهاجرين والمنفيين العرب يساهم بصفته مشروعا مقارنيا واعدا، ليس فقط في تيسير سبل تفاوض الدرس المقارن العربي المنبثق من الجامعات العربية خارج حدوده التقليدية التي تجاوزها الزمن، وإنما في تحقيق التقابل بين المقارنة العربية والمقارنة العالمية (شرقية وغربية) على هذا المستوى، باعتبار موضوع «أدب الهجرة والمنفى» من بين المواضيع التي تستأثر باهتمام المقارنين العالميين من زوايا مختلفة.