عبدالغني القش

مجمع سلمان للحديث النبوي.. آمال وتطلعات!

الجمعة - 20 أكتوبر 2017

Fri - 20 Oct 2017

كان يوم الثلاثاء الماضي السابع والعشرين من شهر الله المحرم يوما تاريخيا لبلادنا، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بإنشاء «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف»، يكون مقره المدينة المنورة، ويكون له مجلس علمي، يضم صفوة من علماء الحديث الشريف في العالم، ويتم تعيين رئيسه وأعضائه بأمر ملكي.

ولا شك أن ذلك من توفيق وتأييد الله لملوك هذه البلاد، وقد سبقه أمر مماثل بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكذلك مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة.

وهذا من فضل الله على هذه البلاد أن قيض الله لها ملوكا يولون كتاب الله وسنة نبيه جل العناية وفائق الرعاية، ولعل من علامات تسديد الله لهم أن جعلوا هذه المجامع جميعا في مدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ولا شك أن ذلك الأمر أدخل السرور والغبطة على المسلمين قاطبة، وحقق لهم أملا كانوا يترقبونه وقد حظي بشرف الزمان والمكان، وهو يثبت مكانة هذه البلاد العلية ومنزلتها السنية بين بلدان العالم الإسلامي، كحاملة للواء التوحيد وحامية للسنة النبوية المطهرة.

ولا غرابة فهي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومحل أنظارهم، بلاد الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة ومهبط الوحي، منها شع النور فملأ الأرجاء وربط الأرض بالسماء فكانت موئلا للنقاء وعنوانا للصفاء.

ومع هذا الأمر ينبغي أن نشكر مليكنا المفدى وندعو له على قيامه بهذا العمل الجليل والذي سيسطره التاريخ له بالذهب وليس بمداده، ويرجى منه الكثير من العوائد والفوائد الجليلة، ولعلنا نتطلع إلى الكثير من التطلعات وتحدونا العديد من الطموحات ومنها:

تحقيق جميع كتب الحديث وتكوين الموسوعات الحديثية لتكون متاحة للجميع، وإطلاق كتب علم الحديث الالكترونية بعد التأصيل والتدقيق مواكبة للعصر الذي ضربت فيه التقنية أطنابها فبات في معظم جوانبه الكترونيا، والطموح بعد ذلك أن تتم طباعة كتب الحديث بجميع لغات العالم طباعة راقية وملونة حديثة كما هو دأب مجمعاتنا، وسيكون لذلك أثر بالغ وإثراء علمي قل أن يوجد له نظير، وكذلك إعادة طباعة كتب علماء الحديث بعد جمع شتاتها، ومنه ينطلق المجمع لتكريم الأحياء منهم وتكريم الأبناء لمن مات منهم.

ونطمح لإعلان المجمع لجائزة سنوية للمحققين والباحثين في علم الحديث على مستوى العالم على غرار الجوائز العالمية العلمية المعروفة.

وإنشاء مراكز خدمة للسنة النبوية في جميع أنحاء العالم يشرف عليها المجمع ويستقي المسلمون منها علمهم الصحيح بعد التمحيص والتحقيق، ولعلها تمثل فروعا للمجمع.

ويأخذنا الطموح إلى أبعد من ذلك، فقد حان الوقت لشراء واقتناء جميع مخطوطات الحديث النبوي الشريف من المكتبات العالمية وتحقيقها من قبل المجمع فهو أولى بها وبتحقيقها وإتاحتها لطلاب العلم.

ولا شك أن إنشاء مكتبات الحديث النبوي الشريف سيكمل المنظومة التي يرجوها المسلمون من هذا المجمع ليكون فاعلا في عطائه وهو ما يتأمله منه مصدر القرار أيده الله.

ويرجى إطلاق مؤتمر سنوي في علم الحديث يحضره جمع من علماء الحديث في العالم الإسلامي ينتج عنه العديد من التوصيات والأطروحات العلمية التي تثري المجمع ومرتاديه، ويكون لها أطيب الأثر على هذا العلم الشريف.

وتهنئة خاصة لأهالي المدينة المنورة وزائريها حيث سيضاف لها معلم يشار إليه بالبنان بعد تشييد الأركان.

والدعوات مخلصة للبارئ أن يديم على قادتنا توفيقه وتأييده، وأن يكون هذا المجمع منارة علم ومركز هدى وإشعاع نبوي يثبت للعالم علو مكانة بلادنا العلمية والعملية في التمسك بالقرآن والسنة منهجا ودستورا.

[email protected]