عبدالله المزهر

أجنداتي في التشليح!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 16 أكتوبر 2017

Mon - 16 Oct 2017

تعرض ابني لحادث مروري كاد أن يكون خطيرا لولا لطف الله، ولأني منضبط أكثر مما ينبغي فإن آخر مرة تعاملت فيها مع إجراءات الحوادث المرورية كان صدام حسين ما زال حاكما في العراق، ولا نية تبدو في الأفق لأنه سيصبح تاريخا في وقت قريب.

والأحداث التي وقعت منذ آخر مرة استدعيت فيها المرور كثيرة بالطبع، لكني أتمنى أن يكون واضحا لكم أني استشهدت بصدام تحديدا لأن ذهني مشغول بالبحث عن قطع الغيار ومقارنة أسعارها من باب الفضول لا أكثر لأني سأشتريها من «التشليح».

لا أعلم هل الإجراءات أصبحت سهلة بالفعل أم إن الصعوبات التي كنت أتوقعها غير منطقية.

من الأشياء التي تعلمتها أنه يمكن التحايل على أي شيء، فعند وقوع الحادث حضرت قبل أي جهة أخرى، وهذا أمر طبيعي أن تكون استجابة الأب أسرع من استجابة المرور أو الشركة المختصة بالحوادث «نجم»، ولأن ابني أصغر من السن التي تشملها التأمين اقترح علي الطرف الآخر أن أقول إني أنا من كان يقود السيارة، حتى تسير الأمور دون تعقيدات. قلت له ولكني «أخاف الله رب العالمين»، فرد علي الرد المعروف في مثل هذه الحالات، والمكون من كلمة واحدة تبين أني أعقد أمورا سهلة بشكل لا مبرر له، قال لي بالطريقة التي تعرفونها جميعا: يا رجال. مع فتح الراء ومد الألف بمقدار سبع حركات حتى تبين مدى السخط من هذا الورع غير المبرر.

المشكلة أن كثيرين لاموني وأخبروني بأن تصرفي يدل على الغباء أكثر من أي شيء آخر، والبعض حاول التبرير بأن شركات التأمين مجرد «لصوص» وأن السرقة من اللصوص لا ضير فيها، وهؤلاء اتفقت معهم في جزء من وجهة نظرهم ورفضت الجزء المتبقي.

أما سبب الحادث فهو بالطبع استخدام الجوال أثناء القيادة، والحقيقة أني لا أعلم لماذا كان الناس يرتكبون الحوادث المرورية قبل اختراع الجوال. وقد نصحته مرارا وتكرارا بأن استخدام الجوال أثناء القيادة ليس تهورا فقط، ولكنه غباء واستهتار بأرواح الآخرين في حال أن روحه لا تعنيه كثيرا، ولكنه أبى واستكبر حتى وقع ما كنت أحذر منه.

وعلى أي حال..

ابني لا يقرأ مقالاتي، ويقول إنه لن يضيع وقته في قراءة أشياء لا تهمه لمجرد أن كاتبها هو والده، ولذلك أرجو ألا يخبره أحد بأني سأستخدم هذا الحادث لكي أمرر له كل «أجنداتي» باعتبار أن تحذيراتي صادقة وجربها بنفسه وتسبب في حادث يتحمل ـ في الحقيقة أني أنا من سيتحمل ـ مسؤولية الخطأ فيه بنسبة 100% فقط.

agrni@