عبدالله المزهر

نوبل و «ورقة المقاضي».. حتى نكون طبيعيين أكثر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 07 أكتوبر 2017

Sat - 07 Oct 2017

فاز الزميل الياباني البريطاني كازو إيشيجورو بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام، وهذا الزميل الياباني يصنف ضمن أعظم خمسين كاتبا بريطانيا منذ عام 1945. وبما أنه كاتب فلا بد أن له العديد من المؤلفات والكتب، وبما أنه فاز في فرع الأدب في جائزة نوبل فمن المؤكد أن كتبه روايات وأشعار وأشياء من هذا القبيل. وكنت سأستمر في الحديث عن مؤلفاته وعناوينها كما يفعل أصدقائي المثقفون لكني لسبب ما قررت أن أتوقف عن الكذب في هذه اللحظة وأخبركم بأني أسمع به للمرة الأولى في حياتي.

وجهلي به له أسباب ربما يكون مفيدا لو أفشيت بعضها، أحد هذه الأسباب أني جاهل في الغالب بكثير من الأمور ولا أحفظ الأسماء والأرقام، وأجد أن مجرد معرفة اسمي رباعيا إنجاز أستحق الشكر عليه، ولذلك فإن حفظ اسم كاتب ياباني بريطاني يعد أمرا أكبر من قدراتي المحدودة في الحفظ. أما السبب الآخر فإن الكاتب غير عربي، ولكي أعرفه يلزمني أحد أمرين، إما أن أكون ملما باللغة التي يكتب بها لدرجة أني أستطيع تذوق نصوص أدبية بتلك اللغة، وهذا أمر يصعب على أمثالي الذين بالكاد يجيدون لغتهم الأم، وفي هذه الحالة فإن وجود مؤلفات مترجمة هو الطريقة الأخرى التي تلزمني لأعرف شخصا يصنف في مكان ما من العالم على أنه ضمن أعظم الكتاب.

وحركة الترجمة إلى العربية ـ كما أظنكم تعلمون ـ يكاد يظنها المتابع عاجزة لا تسير لفرط بطئها، وقلة جودتها قياسا بحركة الترجمة بين اللغات الأخرى في سائر أصقاع كوكبنا الجميل. والمحتوى العربي على النت وهو مكتبة العصر يكاد يكون شيئا لا يذكر مقارنة بمحتوى لغات هي أقل شأنا من العربية بكثير. إضافة إلى أن مصداقية المحتوى العربي ـ رغم قلته ـ في أدنى حالاتها.

وبما أننا أصبحنا طبيعيين ـ كما يقول أصدقائي المثقفون بعد السماح بقيادة المرأة والحفلات الغنائية ـ فإني أتمنى أن نصبح طبيعيين أكثر، وأن يكون هناك اهتمام كبير بالترجمة وبمراكز الأبحاث لأنهما دليل رغبة الأمم في السير إلى الأمام.

وعلى أي حال..

حين أتمنى حركة أكثر للترجمة، وأن تكون السعودية رائدة في هذا المجال فإنها إحدى المرات النادرة التي لا تكون فيها أمنياتي أنانية وتتعلق بي بشكل مباشر، فلم أعد أقرأ شيئا سوى «ورقة المقاضي» ـ أقرأها الآن على الواتس اب من باب إثراء المحتوى العربي على الانترنت ـ ولكني أحلم أن تكون الأجيال القادمة قادرة على قراءة كل شيء وفي كل التخصصات بلغتها الأم.

@agrni