عبدالله المزهر

موقعة ذات المقالات!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 30 سبتمبر 2017

Sat - 30 Sep 2017

في الحقيقة أني لا أود أن تنتهي حرب المقالات بين معالي وزير التعليم والأستاذ قينان الغامدي، وأجد أن لدي ميولا شريرة حيال هذا الأمر.

وبغض النظر عن محتوى المقالات التي سأتكلم عنها لاحقا، فإني أستحسن كثيرا جدا فكرة الرد على المقال بمقال، وأجدها أمرا حضاريا يحسب للوزير، لأن هذا بكل تأكيد أفضل من الحلول الأخرى التي تنتهي بالمنع.

وأظن أن الساحة الإعلامية بحاجة لمثل هذه السجالات بغض النظر عن كونها ستؤدي إلى نتيجة وتحل مشكلة أم لا تؤدي إلى أي شيء، ويمكن اعتبار هذه السجالات مجالا ترفيهيا يمكن أن تتبناه هيئة الترفيه وتجعله ضمن روزنامتها.

أما ما يتعلق بمحتوى المقالات فلست من المدرسة التي تحبذ الحديث عن الأشخاص كثيرا، ولا أحب كثيرا الحديث عن النوايا، ولذلك لا أستسيغ فكرة الحديث عن نوايا الوزير وأنه ما فعل كذا إلا لأجل كذا، هذه غيبيات ومحاكمة على نوايا لا أظنها تصح. الحديث عن الأعمال أكثر واقعية من الحديث عن النوايا والأشخاص. فالأولى واضحة والأخرى لا يعلمها إلا الله، ولذلك تبدو المقالات التي تتحدث عن «الوزارات» أكثر مصداقية من تلك التي تتحدث عن «الوزراء».

أما ما يتعلق بمقال الوزير فلا شك أنه كان مقالا منفعلا وشخصيا هو الآخر، ولا يليق هنا استخدام قاعدة أن لكل فعل ردة فعل، لأن الفعل من المسؤول يختلف عن الفعل من الصحفي أو الكاتب الذي يعد «الاستفزاز» أحد أدواته المهمة، واستجابة الوزير لهذا الاستفزاز تضعف موقفه ولا تقويه.

أما موضوع التعليم والوزارة نفسها والخطط والاستراتيجيات فإنه لم يعد هناك جدوى من الحديث عنها، لأن المهمة الأولى لأي وزير لهذه الوزارة هي محاربة طواحين التيارات، فالوزير ـ أي وزير ـ «من يد طاغ إلى أطغى» وأصبح الحلم الأول أن يترك وزير في هذه الوزارة حتى ينهي دورته.

وأيضا فإنه من المهم أن يعلن كل وزير في بداية تكليفه عن خططه بوضوح وعن المدة التي يحتاجها حتى يمكن للآخرين تجنب الحديث عن نواياه التي لا يعلمها إلا الله حين يفكرون في نقد عمله.

وعلى أي حال..

فإن الأمر الوحيد الذي استفزني شخصيا في مقال الوزير هو الحديث بطريقة فيها شيء من التقليل والعنصرية تجاهنا نحن رواد المقاهي ورفاقنا عشاق التبطح أمام شاشات التلفزيون. وإن كنت لا أحب التلفزيون فإني أحب المتبطحين أمامه ولست منهم، وأجد الإساءة لهم أمرا محزنا.

@agrni