علي الغامدي

العقلية الإجرامية كيف تنشأ؟

الخميس - 28 سبتمبر 2017

Thu - 28 Sep 2017

بعد حدوث أي جريمة مروعة بحق الأبرياء نتساءل دائما ما الذي دفع الجاني لهذا العمل؟ وكيف نشأت هذه الشخصية؟ هل ولدت معه أم إنه اكتسبها من البيئة المحيطة به؟ سنحاول فهم هذه العقلية وتحليلها منذ نشأتها إلى تنفيذ الجريمة، حيث إن فهمها قد يمكننا من التنبؤ بها قبل حدوثها. فكيف تنشأ عقلية المجرم؟

يقول بروفيسور علم الأعصاب د. جيمس فالون إن الصفات الوراثية لتكوين شخصية إجرامية موجودة عند حوالي 30% من الرجال لكنها لا تعمل إلا إذا توفرت عدة شروط أخرى، أهم هذه الشروط هو التربية التي نشأ عليها الطفل، حيث تبدأ علامات المستقبل الإجرامي بالظهور قبل سن البلوغ، فعندما ينفصل الوالدان وعمر الطفل أقل من ثلاث سنوات مثلا تزيد احتمالية إصابته باضطرابات نفسية خطيرة في سن الـ28 وارتكابه للجرائم بمقدار ثلاثة أضعاف.

وقد درس العالم د.أدريان ريني دماغ أخطر المجرمين والقتلة في سجون أمريكا، ووجد أن لديهم عاملا مشتركا وهو قصور في العمليات العصبية في الفص الأمامي من الدماغ Prefrontal cortex والتي تتحكم باتخاذ القرارات، بالإضافة لوجود نشاط مضطرب في منطقة اللوزة Amygdala المسؤولة عن سيطرة مشاعر الخوف والوحشية على تفكيرهم.

وسبب هذه الاضطرابات هو تعرضهم للعنف والتعذيب في طفولتهم، بالإضافة للتجاهل من المجتمع، مما يؤدي أيضا إلى عدم استقرارهم عاطفيا، وهذا ما أقر به السجناء. شعورهم بعدم تقبل المجتمع لهم يجعلهم يبحثون عن مجتمع آخر وقوي يقدرهم، فينضم الفرد لجماعة «عصابة» معادية لمجتمعه الرافض له حيث تقدم له الشعور بالاحتواء الشديد والقيمة التي كان يفتقدها ويبحث عنها، ووجود الرغبة بالانتقام يجعلهم يلجؤون إلى القوة والتخريب للإحساس بالرضى.

بمجرد الانضمام للجماعة يبدأ العقل الجمعي بالسيطرة عليه، ويجد نفسه غير قادر على المقاومة فينفذ مطالبهم.

ولكن هل نستطيع التدخل لتقليل السلوك الإجرامي؟ إذا فهمنا التغيرات التي تؤدي إلى السلوك الإجرامي فبإمكاننا تقليل نسبة حدوث هذا السلوك. وفي بحث نشره العالم أدريان ريني في مجلة American journal of psychiatry أظهرت إحدى التجارب أنه عندما خضع طفل عمره 3 سنوات إلى برنامج غذائي وعلاجي سلوكي مكثف لفترة طويلة تحسنت وظائف دماغه في سن الحادية عشرة وقلت نسبة سلوكه الإجرامي بمقدار 34% عندما بلغ سن الثالثة والعشرين مقارنة بالأشخاص الذين لم يخضعوا للعلاج.

الخلاصة: إذا كان هناك عامل وراثي وتربية سيئة تتصاعد نسبة حدوث الجريمة، أما إذا كانت هناك طفولة سعيدة فإن هذا الاحتمال يقل حتى يتلاشى، وهذا يعني أن عقلية الجريمة تولد وتصنع في نفس الوقت.

هل المجرم يرث صفاته الإجرامية أم يكتسبها؟

1 الصفات الوراثية لتكوين شخصية إجرامية موجودة عند حوالي 30% من الرجال

2 تبدأ علامات المستقبل الإجرامي بالظهور قبل سن البلوغ.

3 المجرمون لديهم اضطرابات مشتركة في المناطق المسؤولة عن الخوف والعنف والوحشية.

4 العنف الذي يتلقاه الأطفال هو الشرارة.

5 يلجأ الأطفال المعنفون إلى عصابات تقدر قيمتهم.

6 عند انضمام الفرد للعصابة يصبح ضحية للعقل الجمعي.

7 إذا كانت الطفولة سعيدة يتلاشى تأثير العامل الوراثي.

الخلاصة:

عقلية الجريمة تولد وتصنع في الوقت نفسه.

@AliGhamdi2