محمد حطحوط

المعلم والمعلمة.. أشجان وهموم

الثلاثاء - 26 سبتمبر 2017

Tue - 26 Sep 2017

دوما ما أحفز طلابي في جامعة الملك سعود بالمشاركة في الأنشطة اللاصفية التي تقام داخل ردهاتها؛ لإيماني التام بأهمية تلك الأنشطة في صقل الطالب وتنمية مهاراته في القيادة وتحمل المسؤولية وبناء العلاقات وكتابة التقارير، والاحتفاظ بذكريات جميلة للحياة الجامعية. الذي تخرج في الجامعة وهو لم يخرج من ثنائية البيت والجامعة، دون المرور بالأنشطة اللاصفية افتقد لحظات رائعة ومهارات مفيدة قد تفوق تلك التي يأخذها داخل قاعة الدراسة.

ومقدمة بسيطة مثل هذه تبين موقفي الداعم من فكرة إضافة حصة نشاط في التعليم العام، ولكن الذي حدث بين تنظير الوزارة والتطبيق الفعلي على أرض الميدان حسب استقصاء سريع، لا يدعو للتفاؤل. هناك مدارس قامت بزيادة فترة الفسحة، بدلا من حصة النشاط، وهناك مدارس أخرى دمجت صلاة الظهر مع حصة النشاط، وكأن الوزارة لا تمتلك رؤية واضحة ومرسومة للاستفادة من هذه الساعة الإضافية! جدول المعلم أصبح مربكا، خصوصا من لديه أطفال، بعضهم يخرج الثانية عشرة والنصف، والبعض الآخر يتأخر حتى الثانية. حالة الإرباك هذه لا تليق بجهاز مثل التعليم، والضبابية في مثل هذا لا تقبل لقطاع هو الأضخم في الدولة، كما وكيفا. هذه معاناة المعلم الرجل.. وهي لا تكاد تذكر مقابل معاناة المعلمة!

المعلم على أحسن الأحوال لديه سيارة خاصة يتنقل بها كيف يشاء، بينما المعلمة تعيش في جحيم من المعاناة جراء عدم وجود نظام نقل يلبي لها أبجديات الحياة الكريمة. تخيل آلاف المعلمات المطلقات، وكيف ترتب الواحدة منهن جدولها وجدول أطفالها، إذ لا يكفي راتبها للحصول على سائق، ولو كان كافيا فلن يسعفها للاستعانة بعاملة منزلية تخفف شيئا من المعاناة. وبهذا تصبح المعلمة في أزمة حقيقية خصوصا أن المدارس الحكومية لا توفر حضانة للأطفال مما يجعل حياتهن أصعب. تقول معلمة: أرجوكم.. وفروا حضانات بالمدارس، ولو بمقابل، حتى يطمئن قلب الأم لفلذة كبدها، مما ينعكس على أدائها داخل الفصل الدراسي.

وهنا تشكر الوزارة على تعاطفها وتقديرها لزوجات وبنات جنودنا البواسل على الحدود، ولكن غياب عمود المنزل ما زال أثره قاسيا، وتستطيع الوزارة تخفيف حدة المعاناة بتغييرات ليست مستحيلة، وقبل هذا أن تفتح آذانها للمعلمين والمعلمات وتستمع لمعاناتهم وتلتمس همومهم.

أضعف الإيمان هنا، المعلم - المعلمة - لا يريد تغييرا، لا يريد تفانيا في خدمته، لا يريد تذليل الصعاب، المعلم يريد الوزارة أن تطبق نصيحة بشار بن برد:

ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة

يواسيك أو يسليك أو يتوجع

إن لم تستطع الوزارة تقديم أي شيء مما ذكر أعلاه.. فعلى الأقل يقوم القائد بالمواساة وتخفيف الوجع ولو بالكلام، فهو أوقع أثرا من شاحنة من عبارات التهديد والوعيد!

حصة النشاط

1 مدارس زادت فترة الفسحة بدلا من حصة النشاط

2 مدارس أخرى دمجت صلاة الظهر مع حصة النشاط

3 جدول المعلم أصبح مربكا » خصوصا من لديه أطفال»

• بعضهم يخرج الثانية عشرة والنصف

• البعض الآخر يتأخر حتى الثانية

معاناة المعلمة

• عدم وجود نظام نقل يلبي لها أبجديات الحياة الكريمة

• صعوبة ترتيب جدولها وجدول أطفالها

• راتبها لا يكفي للحصول على سائق أو عاملة منزلية

• المدارس الحكومية لا توفر حضانة للأطفال

• تحتاج للمواساة وتخفيف الوجع ولو بالكلام

@mhathut