فواز عزيز

كيف يتجاوب المسؤول دون "نفي"؟

الثلاثاء - 26 سبتمبر 2017

Tue - 26 Sep 2017

• على مدى سنوات كنا نبحث عن أسلوب أو أي شيء يقنع المسؤول بالتجاوب السريع مع قضايا الشارع، فلم نجد، حتى ظهرت «كاميرا الجوال» التي استدعت حضور المسؤول بلا كلمات «النفي» التي كانت أول ما ينطق به كثير منهم سابقا..!

• ردود فعل المسؤولين السريعة على الصور ومقاطع الفيديو التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الحديثة أو الإعلام بكل أشكاله، سيجعل المواطن يؤمن بأن هذه هي الطريقة المثلى والأسرع للتواصل مع المسؤول، في ظل إهمال كثير من مؤسسات الدولة لوسائل التواصل الرسمية والسهلة..!

• التجاوب القوي من مؤسسات الدولة مع ما يصوره المواطن من أخطاء أو شكاوى، جميل؛ لكنه سيجعل «الكاميرا» هي الملاذ لكل مشتك من ظلم ولكل مصلح لا يرضى برؤية الخطأ في شوارعنا أو وزاراتنا أو مؤسساتنا الحكومية أو حتى في القطاع الخاص..!

• لست ضد تفاعل المسؤولين مع ما يتداوله الناس من صور ومقاطع فيديو، لكن أتمنى أن تنال وسائل التواصل الرسمية نصيبا مماثلا من التجاوب..!

• ليست فقط الشكاوى والمظالم والأخطاء التي يتفاعل معها المسؤول بناء على تفاعل الناس معها وتبادل نشرها، بل حتى الأفعال الجميلة والإيجابية لا يكتشفها المسؤول إلا بعدما يتداولها الناس بمقطع فيديو أو صورة، إلى درجة أنك تشعر أن «المسؤول» لا يعيش معنا إلا في العالم «الافتراضي»..!

• في عام 2010 انتشر مقطع فيديو لمجزرة غزلان في الربع الخالي، فتفاعل المسؤول وحوكم الفاعلون، لكنها لم تكن المجزرة الأخيرة التي تنتشر لها مقاطع فيديو، بل تبعتها عدة أحداث وما خفي عن عين «الكاميرا» أكثر..!

• ومنذ ذاك التفاعل أصبحت «الكاميرا» وسيلة للتواصل مع المسؤول، ربما لقناعة الناس بأن المسؤول بعيد عن «الواقع» لذلك بحثوا عنه في العالم «الافتراضي» ووجدوه..!

• أحداث كثيرة - سلبية وإيجابية- كانت «الكاميرا» هي صاحبة القول الفصل فيها، إما بحلها إن كانت مشكلة، أو تكريم صاحب فعل إيجابي..!

• قضايا تعنيف كثيرة كانت الكاميرا هي المنقذ للمعنف، بعدما قام «فاعل خير» بالتوثيق، ومقاطع كثيرة كان ضحيتها مسؤول أو موظف لا يؤدي عمله.. وشكاوى المرضى أكثر وأكثر.. وآخر ما أنقذته «الكاميرا»

هي المناهج التعليمية التي لم يكتشف أخطاءها جيش من الموظفين والمسؤولين في وزارة التعليم حتى وضعتهم «الصورة» في قلب الحدث، فقدم وزير التعليم أسفه ثم أنهى تكليف وكيل المناهج في الوزارة، وأحال مراجعة المناهج إلى شركة «تطوير»..!

• على الطرف الآخر، نذكر أن «الكاميرا» كانت طريق المسؤول لتكريم حارس مدرسة بعدما وثق مواطن تفانيه وحرصه في عمله، وقصص كثيرة لأفعال إيجابية لا يراها المسؤول حتى لو كانت قرب مكتبه إلا بعدما تصور ويتداولها الناس..!

• كثير من ذلك كان بفضل «كاميرا الجوال» وحس المواطنة عند كثير من المواطنين، لكن ما غاب عن «كاميرا» المواطن لماذا لا يبحث عنه المسؤول بنفسه، إن لم يكن من أجل مصلحة العمل، فمن أجل أن «يحلل راتبه» ويؤدي الأمانة التي أوكلت إليه..!