ماذا بعد اليوم الوطني؟

الاثنين - 25 سبتمبر 2017

Mon - 25 Sep 2017

فرحنا يوم السبت الماضي بالذكرى الـ87 لتوحيد المملكة العربية السعودية. غنينا، وغردنا، ورفعنا الأعلام، وحملنا الشعارات. فعلنا كل ذلك من أجل وطن عشقناه ونقدم أرواحنا فداه.

جميعنا ردد عبارة واحدة؛ عاشت المملكة العربية السعودية. وبعد ما انتهت سكرة الفرحة، سألت نفسي هل الوطنية تظهر في اليوم الوطني فقط؟

في الفترة الماضية استخدمت كلمت الوطنية كثيرا فهي أصبحت تعطى لشخص وتسلب من آخر وكأنه حق للجميع في منحها وسلبها.

إن الوطنية ليست بهذه السطحية للحكم عليها، فالوطنية ليست مشاعر يمكن إظهارها بأغان وشعارات، والوطنية لا تنحصر في رأي أو انتقاد، وبكل تأكيد فهي ليست جوازا أو بطاقة هوية. إن الوطنية أشمل وأعمق، وهي سلوك وطريقة عيش. نعم فالوطنية كما عرفها الفيلسوف ستيفن ناثنسون هو شعور بالحب لأرض الوطن، والانتماء له ولشعبه، والحرص على رفعته، والاستعداد للتضحية له.

إن الوطنية بهذا المفهوم تجعلنا نراجع حياتنا لنتأكد من مدى وطنيتنا. فهل نحن شعب نحب هذه الأرض؟ وهل هذا الحب ينعكس في سلوكنا في الشارع؟ هل نتبع القانون خوفا من سلطته حولنا؟ أم حبا لهذه البلد وبدافع ضمائرنا؟

هل صحاري هذه الأرض التي نذهب لنقضي أوقاتنا فيها نتركها كما تركنا بيوتنا النظيفة؟ هل نهتم بممتلكات الوطن ومقدراته؟ أم نستخدم مثل «جلد مب جلدك جره على الشوك“؟ وهل من الوطنية الإحساس بالأفضلية لأنك من هذه المنطقة وهو من تلك المنطقة؟ وهل من الوطنية التخلي عن الهوية واللغة العربية واستبدالها باللغة الأجنبية وبمظهر الغربي؟ ألا يمكن أن تكون متطورا ومتقدما وفي نفس الوقت عربيا سعوديا؟ وهل نحن المحبين لوطننا نخلص فيما نقوم به ونتمه على أكمل وجه حرصا على رفعته؟ أم إن العمل لا علاقة له بالوطنية؟ وهل نقدم مصلحة الوطن على مصالحنا ومصالح أبنائنا وأقاربنا؟ أم إننا نظن أن ”الأقربون أولى بالمعروف“ في كل الحالات؟ هل نجاحاتنا واجتهاداتنا على حساب الوطن؟ أم إنها لصالحه؟ هل اختلافات ثقافاتنا وقبائلنا سبب في فرقتنا؟ أم قوة لوحدتنا؟ هل ننافق لمكاسب شخصية؟ أم نصدق لمكاسب وطنية؟ هل نبحث عن أخطاء بلادنا لننتقدها ونكسب شعبية جماهيرية؟ أم إننا نبحثها لكي نعمل على تصحيحها؟

كل هذه الأسئلة وغيرها أطرحها مراجعة لوطنيتنا التي لا تظهر في احتفالات اليوم الوطني فقط بل يجب أن تكون معكوسة في سلوكنا في العمل وتصرفاتنا في الشارع وإنجازاتنا ومكتسباتنا الحياتية وتربية أبنائنا وبناتنا.

باختصار هذا الوطن يستحق منا جميعا أن نكون وطنيين بحق.

قفلة:

جميل ما قاله الرئيس جون كيندي للشعب الأمريكي ”لا تسأل ماذا يمكن للوطن أن يقدم لي، ولكن اسأل ماذا يمكن لي أن أقدم لوطني“.

@RMRasheed