ذكرى اليوم الوطني

الاحد - 24 سبتمبر 2017

Sun - 24 Sep 2017

في الذكرى الغالية لليوم الوطني والذي يصادف الثالث والعشرين من الشهر التاسع الميلادي، يحتفل الشعب السعودي بذكرى غالية وعزيزة على قلبه، وهو اليوم الوطني الرسمي للمملكة العربية السعودية، وهو اليوم التاريخي الذي حقق فيه الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، تغمده الله بواسع فضله ورضوانه، من تحقيق الحلم الكبير، ذلك الحلم الذي راوده منذ سنه الغض الصغير، واستطاع -بعد توفيق الله- له تحقيقه في هذا اليوم التاريخي العظيم.

هذه الذكرى لها دلالة بالمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، والجهود الجبارة التي بذلها بسخاء نادر وعطاء عبقري من خروجه من الكويت لتحرير الرياض إلى وفاته، رحمه الله ومعه رجاله المخلصون من أبناء الوطن الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن، وأدوا رسالتها على أحسن ما يكون.

هذه الذكرى لها دلالة رمزية ومعنوية كبيرة في قلب كل مواطن، فهي ذكرى لذلك اليوم التاريخي العظيم الذي ولد به هذا الكيان القوي، كيان الدولة الطموحة التي استطاعت أن تسابق الزمن، وأن تحجز لها أمكنة مرموقة في العالم على كل الأصعدة السياسية والأمنية والدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.

هذه الذكرى، لها دلالة بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، هذا القائد الذي تربى في كنف والده وأخذ عنه سمات القيادة والعبقرية في الإدارة والريادة، فكانت المسؤوليات الجسام توكل إليه وهو في مقتبل العمر إبان إمارته لمنطقة الرياض، وكان الحازم الحاسم في القرارات التي بوأت الرياض واحدة من أجمل وأكبر وأرقى المدن الخليجية والعربية.

هذه الذكرى، لها دلالة بشرف خدمة الحرمين الشريفين، هذا الشرف العظيم الذي من الله عز وجل به على قادة هذه البلاد المباركة وكرمهم به، وها هو سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يكمل مسيرة والده وإخوانه من قبله في حكم هذه البلاد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

هذه الذكرى، لها دلالة بولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، هذا الشاب النشيط، صاحب العمل الدؤوب، والإنجازات المتلاحقة، والاهتمامات المتعددة، خاصة (الرؤية 2030) التي يبدي لها سموه اهتماما واسعا في تحقيق إنجازاتها والتي ستعود بالمصلحة الكبيرة على حياة المواطن في المستقبل القادم بإذن الله تعالى.

هذه الذكرى، لها دلالة بالشعب السعودي العظيم، هذا الشعب الذي يثبت مع الأيام مدى تلاحمه مع قيادته الحكيمة، ويثبت مع كل محنة يتعرض لها الوطن مدى وطنيته المترسخة في وجدانه، ويثبت مع كل ذكرى وطنية وفاءه لقيادته وحكامه، كما يعلن في كل المناسبات الوطنية ولاءه التام وتجديده البيعة، كل هذه الأمور تجعل الشعب السعودي محط إنظار إعجاب الكثيرين في العالم خصوصا الباحثين عن سر العلاقة المتماسكة بين القيادة والشعب السعودي.

هذه الذكرى، لها دلالة بالجنود المخلصين والمرابطين على الحد الجنوبي، والذين يثبتون يوما بعد يوم، مدى عشقهم وحبهم لتراب الوطن الغالي، هذه الذكرى الغالية، تمنحهم عطاء فوق عطائهم وتضحياتهم، كما تمنحهم ذكرى لدى الشعب السعودي النبيل الذي يقدر لهم تضحياتهم وأرواحهم ودماءهم فداء لهذا الوطن الغالي.

هذه الذكرى، تثبت مدى اللحمة الوطنية بين فئات الشعب السعودي على اختلاف وتنوع ثقافاته الممتدة من السواحل الخليجية شرقا إلى سواحل البحر الأحمر غربا ومن صحاري الشمال ونجد إلى مرتفعات تهامة عسير والحجاز، كل هذا التنوع الثقافي الذي يضفي نكهة حضارية عميقة على وطننا الغالي، تجدها بكل هذا التنوع العظيم متلاحمة ومتآزرة في صبغة وطنية غالية تتجدد في ذكرى هذا اليوم العظيم.