عبدالغني القش

الوطن في يومه.. مواطن يزهو وكيان يزدهر

الجمعة - 22 سبتمبر 2017

Fri - 22 Sep 2017

تحل اليوم ذكرى يومنا الوطني السابع والثمانين وهو الموافق لليوم الأول من الميزان، وبذلك يكون يوم غد الأحد أيضا إجازة لجميع موظفي الدولة وللطلاب والطالبات، مما يعني إعطاء الوطن مساحة أكبر للتعبير عن حبه وزيادة نسبة الولاء له والتي يفترض أن تكون في نفس كل من يشرف بالانتماء له، وللتذكير فإن هذا الوطن يتمتع بحب كل المسلمين له من شتى أرجاء المعمورة.

ويلوح في الأفق تساؤل كبير عن كيفية الابتهاج بيوم الوطن، وهو سؤال يمتد ويتسع بحجم هذا الكيان ، ويمكن الإجابة عنه، فالطرق شتى والسبل متاحة، فمثلا تتاح الفرصة لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع للمشاركة في بناء الوطن من خلال الأعمال التطوعية والإسهامات الخيرية، وهنا يأتي دور الجمعيات الخيرية بطرح برامج مقننة وأعمال عملية مدروسة، يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف النبيل.

وكذلك الجهات العلمية ومراكز البحوث ينبغي أن تحفز الجميع بكتابة البحوث المعمقة والكتابات المتفرقة عن الوطن، وتناول جزيئاته المكنونة وحرماته المصونة حتى يعلمها الجميع، وتخصيص الجوائز المجزية لهذه الأعمال، فمثلا تخصص جائزة لأفضل بحث عن الوطن، وأخرى عن أفضل مقال كتب عن يوم الوطن، بل ويمتد ذلك لأفضل كاتب وطني وشركة وطنية أسهمت في بناء الوطن.. وهكذا وبضوابط معلنة للجميع.

ومن ذلك قيام الجهات المعنية ببرامج توعوية وفعاليات في بث الكيفية التي يسهم بها المرء في يوم الوطن، فهو محبوبنا ونحن نعيش على أرضه ونلتحف سماءه، وبالتالي فحقوقه علينا كثيرة وعلينا واجبات تجاهه، وهذا كله ينبغي تقديمه في قوالب إبداعية ممتعة يفيد منها شباب وفتيات الوطن ليكون يومنا الوطني بمثابة المنهل الذي يزودنا بالجد والنشاط لتشييد ما يمكن تشييده بسواعدنا ولنعبر عما تكنه صدورنا تجاهه. ولنغرس في الجميع ضرورة حمايته ونتذكر مقولة: وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه، وغيرها من العبارات التي تغرس في النفوس معاني التضحية والولاء للوطن.

فالوطن اليوم وغدا وهو محفور في ذاكرة الأمس ويتجدد مع شروق الشمس، فوطني يمثل السماء في صفائها، وكذلك الأرض بأفيائها، وهو السنون ماضيها حاضرها ومستقبلها.

يستذكر المرء التضحيات التي بذلت من أجل توحيده على يدي المؤسس رحمه الله، والجهود التي بذلها أبناؤه من بعده حتى عهد سلمان الحزم والعزم فيزداد ولاؤه وينبعث نشاطه ليشيد حضارته ويكون من بُناته وسدا منيعا من سدود حماته.

يستذكر أيضا من أرادوا أن يسيئوا إليه، وقد حاكوا ودبروا ففشلوا وذهبت ريحهم، مكروا له ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله؛ ليبقى شامخا كالطود، موحدا ومتحدا ضد كل من أرادوا الوقيعة بينه وبين من اؤتمنوا عليه.

أما العابثون- وهم شواذ- فيجب معاقبتهم، والضرب على أيديهم، ويتعين إعلان ذلك حتى يتم ردع من بعدهم، فالوطن يجب أن يبقى في أعلى درجات النقاء، وأن نظهر له أقصى علامات الوفاء، وكأني أقرأ في وجه الوطن رسالة مفادها:

استشعروا مكانتي العلية العالمية ومنزلتي السنية في قلوبكم، حافظوا على المقدرات وجنبوني الانشقاقات، وحدوا الولاءات، لا تجعلوني في موضع المساومات؛ فأنا منكم وأنتم مني، وألقاكم في كل عام بازدهار دائم وتنمية مستمرة ومسيرة نهضة متواصلة، وألتقيكم سنويا وقد تحققت الأماني والطموحات، وبلغتم أقصى درجات الأمل والتطلعات.

هكذا هو يومنا الوطني، عشق أبدي وحب سرمدي؛ فالوطن يزدهر بنهضته، والمواطن يزهو بوطنيته ويسهم بتنميته، ويفخر بالوقوف صفا واحدا مع قيادته، وطن نحمله في قلوبنا ويعيش في أعماقنا ويمتلك جوانحنا ونفديه بجوارحنا، أدام الله عليه أمنه وأمانه وحفظ ووفق قادته.