المشهد الأدبي يودع السبع الكاتب المتحصن باللغة والابتسامة

الخميس - 21 سبتمبر 2017

Thu - 21 Sep 2017

nnnnnnnu062du0633u0646 u0627u0644u0633u0628u0639
حسن السبع
ودعت الساحة الأدبية في السعودية أمس، الشاعر والروائي حسن السبع بعد مسيرة حافلة تجاوزت أربعة عقود من العطاء الأدبي والإسهام الثقافي الذي انطلق به الراحل مبكرا من ستينات القرن الماضي في المنطقة الشرقية، ليصل إلى مختلف مناطق المملكة، حيث عرفته المؤسسات الثقافية والإعلامية كاتبا صنفه مثقفون ضمن أفضل كتاب المقالات العرب، وشاعرا يمتلك مفردة خاصة، وقبل ذلك إنسانا جمع بين قوة الحضور وبساطة الروح لطالما قرنها الناس بطبيعته الساخرة الباسمة.

السبع الذي ولد في سيهات عام 1948 حصل على بكالوريوس الأدب والتاريخ من جامعة الملك سعود قبل أن ينطلق في مسيرة علمية تضمنت رحلة إلى فرنسا، وتخصصا في مجال العلوم البريدية الذي عمل فيه فيما بعد، ولم يكن لهذا علاقة بسرعة وصول رسائله الإبداعية إلى جيله من الأدباء، حيث حرص منذ وقت على الزيارات واللقاءات بهم، وكان تعرفه على الدكتور سعد البازعي والكاتب محمد رضا نصرالله بداية للالتقاء بقرائه من خلال الكتابة في صحف عدة، منها الرياض، اليوم، عكاظ، اليمامة.

كان الراحل يعترف بأنه يخاف من القارئ، ويرى نفسه في الشعر أكثر من النثر، ولا يعد نفسه كاتبا اجتماعيا عن الشأن اليومي والهم العام، حيث يقول في أحد حواراته إن قلمه معني أكثر بمعالجة المطبات النفسية، رغم أنه رجل يحترم الذاكرة كما يقول عن نفسه، ويقول إن للتراث فضلا عليه إلا أنه كان يرفض أن يسجن الأديب نفسه في هذا التراث، فيما يدافع عن الشعر الساخر ويعده فنا في حد ذاته، وفنا صعبا، ليس أقل من صعوبة البحث الجاد الذي قام به عند كتابة رواية تجمع التاريخ بالفنتازيا استوحاها من كتاب (الأغاني) للأصفهاني.

ورغم أن التكريم هو المفردة التي رادفت ذكر اسم السبع خلال السنوات الأخيرة تقديرا لما قدمه للمشهد الثقافي إلا أن الراحل لم يحرم هذه اللحظة تماما، حيث بادر مجموعة من مثقفي المنطقة الشرقية بتكريمه في مارس الماضي، وحينها وصفه الناقد فريد النمر بأنه (المتمترس بالثقافة والمتحصن باللغة)، في إشارة إلى هدوء السبع وابتعاده المتعمد عن الإعلام مفضلا على ذلك الاستمتاع بالحياة دون الانقطاع عن الكتابة التي أثرى بها المشهد في مؤلفات عدة، منها (زيتها وسهر القناديل) و(حديقة الزمن الآتي) و(ركلات ترجيح)، و(بوصلة للحب والدهشة)، وأخيرا (ليال عنان).

نصف الضجيج

هل غادر المنفى احتمالا واحدا فأدق بابه

هل لانهمار القلب من وطن لأسكب ما تبقى مزنة أولى..

لتنبت غابة من بعد غابة

عبث الخريف بكل أوراق الطفولة

من تخض دمي

وتبتدئ اصطحابه

من تستفز تدفق العشرين في قلمي

فأشطب حكمة الموتى

وأستدعي قرنفلة الكتابة

حسن السبع